الطبقة/ عبد المجيد بدر – ندد مثقفون وسياسيون من الطبقة، بتمديد منع الزيارات عن القائد عبد الله أوجلان ثلاثة أشهر أخرى، مؤكدين أن تحريره سيؤدي لحل القضايا العالقة في الشرق الأوسط، وأدانوا نظام الإبادة والتعذيب في سجن إمرالي، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بلعب دورهما الكامل حيال تمديد العقوبات واتخاذ موقف صارم بحق الفاشية التركية.
بعد أكثر من 44 شهراً تمكن النائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ونجل شقيق القائد عبد الله أوجلان، عمر أوجلان، من اللقاء به في 23 تشرين الأول من العام الجاري، وعلى الرغم من ذلك قامت الفاشية التركية، بتمديد منع الزيارات عن القائد عبد الله أوجلان ثلاث أشهر أخرى، دون تقديم أسباب ذلك.
وكان رئيس حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، قد صرح في 22 تشرين الأول الماضي، في خطاب أمام البرلمان التركي، دعا فيه القائد عبد الله أوجلان، للحديث في البرلمان، بعد أن قام بمصافحة نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، أحد أكبر الأحزاب الكردية في باكور كردستان، ولكن وبالتزامن مع هذا التصريح، قصف المحتل التركي مناطق شمال وشرق سوريا، وباشور كردستان، وشنكال، بالمسيرات والطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة، مستهدفة البنى التحتية والمؤسسات الخدمية والمدنيين.
مقاومة القائد عبد الله أوجلان أفشلت مخططاتهم
وفي هذا الصدد؛ تحدث الإداري بمكتب التنظيم في مجلس حزب سوريا المستقبل، في الطبقة، وعضو لجنة المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، “ياسر الكردي“: “إن أفكار القائد عبد الله أوجلان، الذي لا يزال مختطفاً في إمرالي، فيها حلول قضايا الشرق الأوسط، ونظام الإبادة والتعذيب المفروض عليه وتجديد ما تسمى بالعقوبات الانضباطية، محاولة للحيلولة دون وصول فكره وفلسفته إلى شعوب المنطقة”.
ونوه: “اعتقدت دولة الاحتلال التركي، أنه باختطاف القائد عبد الله أوجلان، ووضعه بين أربع جدران في جزيرة إمرالي، التي هي من أخطر السجون في العالم وأسوئها، قادرة على فصله عن الشعب، وبالتالي القضاء على الشعوب التواقة للحرية بشكل كامل، ولكن هذا الاعتقاد اصطدم بالواقع الذي يختلف كلياً عما زعمته، حيث أن الشعوب اتخذت من فكر القائد عبد الله أوجلان سبيلاً للوصول للحرية، ولأنها لم تجد طريقة أخرى للقضاء على فكره فهي تفرض عليه بين الحين والآخر عقوبات تحت ذرائع واهية، ولكن مقاومة القائد عبد الله أوجلان، كانت الرد المناسب أمام ما يمارس بحقه في سجن إمرالي، وهذه المقاومة أفرغت مخططات الفاشية من محتواها”.
وتابع: “إن تصريحات المسؤولين الأتراك في الآونة الأخيرة، تعكس تهرباً من الواقع المتدهور، الذي تعيشه تركيا، وإن الهجمات التي تشنها دولة الفاشية التركية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وباكور كردستان، وشنكال، محاولة لتهجير أهالي هذه المناطق، تمهيداً لاحتلال مناطق أخرى، وهذه السياسات لم تنجح، بل انعكست سلباً على هيمنة تركيا، التي تخرق القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، من خلال تجديد ما تسمى “العقوبات الانضباطية”، على القائد عبد الله أوجلان، لمدة ثلاث أشهر أخرى”.
وعن رسالة القائد عبد الله أوجلان، قال “الكردي”: إن “رسالة القائد عبد الله أوجلان، حملت في طياتها العديد من المسائل الهامة، حيث أكد فيها على أن الحرب والعنف لن يحلا المشاكل، ولكن يجب العمل على حل القضايا عن طريق القانون والسياسة، وأن الحل يكمن في حل القضية الكردية أولاً، والقائد عبد الله أوجلان هو مفتاح الحلول، وتركيا بتجديد العقوبات عليه تسعى لعرقلة حل قضايا الشرق الأوسط، واستمرار سفك الدماء وتقطع يد السلام ومبادرة السلام، التي يسعى لها القائد عبد الله أوجلان”.
واختتم، ياسر الكردي، حديثه: “اقترح القائد عبد الله أوجلان على الشعب التركي بما فيهم المثقفون والساسة، والحقوقيون، الضغط على الحكومة التركية لتبدأ بمرحلة المفاوضات والحوار، والتخلي عن عدائها تجاه شعوب المنطقة، حيث أوهمت السلطات التركية العالم بإقامة سلام عادل في المنطقة، ولكن هناك تناقض عما يحدث على أرض الواقع، والهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا تؤكد ذلك، وهذه ليست المرة الأولى لهجماتها، فتركيا تسعى جاهدة لضرب مشروع الأمة الديمقراطية، الذي رأت فيه شعوب المنطقة التحرر، وأيضاً الضغط على الإدارة الذاتية لتقديم تنازلات واحتلال مناطق جديدة”.
المطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان هدف أسمى
وفي السياق، قالت الرئيسة المشتركة لاتحاد مثقفي مقاطعة الطبقة، وعضوة لجنة مبادرة المرأة للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، “رنا السيد“: “نحن لا نستغرب من دولة فاشية قرار تمديد العقوبات ومنع الزيارات عن القائد عبد الله أوجلان ثلاثة أشهر أخرى، ومن هنا يتبين أن تركيا دولة ضعيفة، ونحن نحمل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، جزءاً كبيراً من المسؤولية حيال نظام الإبادة والتعذيب وممارسات الفاشية التركية في سجن إمرالي”.
وتابعت: “حرية القائد عبد الله أوجلان، مطلب أساسي لشعوب شمال وشرق سوريا، والشعوب المحبة للسلام والحرية، ونحن في إقليم شمال وشرق سوريا، لن نتوقف عن المطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، بالسبل المتاحة، سواء في الوقفات الاحتجاجية، أو المسيرات الشعبية والاعتصامات، والرسائل الموجه للعالم أجمع”.
واختتمت، “رنا السيد”، حديثها: “نندد بنظام الإبادة والتعذيب الذي يمارس بحق القائد عبد الله أوجلان، في سجن إمرالي السيئ الصيت، وندعو المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بلعب دورهما الجاد في حل قضية القائد عبد الله أوجلان، وتحقيق حريته الجسدية”.