سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مثقفون وكتاب: صون الهوية وإحياء التراث رد لمحاولات دولة الاحتلال التركي لإبادة ثقافة الشعوب

مركز الأخبار ـ

وصف كتاب ومثقفون في مقاطعة الطبقة محاولات الإبادة الثقافية لدولة الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي في باكور كردستان بأنها سياسة إقصائية وعنصرية متجذرة من العثمانيين، وعدّوها جريمة كبرى تمس أصالة وتاريخ شعوب المنطقة.
استمراراً لسياسة دولة الاحتلال التركي القمعية الهادفة إلى إبادة الشعب الكردي في باكور كردستان ضمن مجالات مختلفة؛ اعتقلت سلطات دولة الاحتلال التركي عدداً من المواطنين الكرد مؤخراً، بعدما كانوا يرقصون على وقع الأغاني الكردية والثورية وبزيهم الفلكلوري الكردي؛ ما أثار حفيظة شعوب المنطقة، وخاصة المثقفون والفنانون، مدينين تلك السياسة، وداعين إلى القيام بنشاطات وفعاليات، تدعم الشعب الكردي لممارسة نشاطه الثقافي والفني والتكلم بلغته الأم والتمسك بزيه الكردي الفلكلوري.
ضمن هذا السياق؛ ندد نشطاء في المجال الثقافي في الطبقة السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي بحق الشعب الكردي في باكور كردستان.
محاولة لإبادة ثقافة الكرد 
الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة “علي العلاية” أشار في بداية حديثه إلى سياسة دولة الاحتلال التركي لإبادة الشعوب في المجال الثقافي: “ممارسات دولة الاحتلال التركي وسياستها ضد الثقافات وخاصة الثقافة الكردية جريمة كبرى تمس أصالة وتاريخ شعوب المنطقة”.
وسلط العلاية الضوء على انتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق الشعوب من كرد، وعرب، وأرمن، وتوسيع نطاق احتلاله في المنطقة: “شعوب المنطقة تعرضت لهجمات دولة الاحتلال التركي باختلاف المستويات الإجرامية، وقد اتسع نطاق السياسة التركية في الحرب السورية باحتلالها أراضٍ سورية وعراقية وهذا التدخل لم يقتصر على التدخل السياسي والعسكري فقط بل وأخذ طابعاً احتلالياً بالمقاييس كلها”.
وتابع حديثه بالإشارة إلى الجريمة التي ارتكبتها سلطات دولة الاحتلال التركي مؤخراً في باكور كردستان: “شهدنا في الأسبوعين المنصرمين الحدث الذي جرى في مدينة مرسين، واعتقال فرقة الدبكة الشعبية، التي مثلت هويتها وثقافتها الكردية، وهذا دليل قاطع على أن الثقافة الكردية والهوية الكردية تفزع أردوغان، وهو يسعى جاهداً لطمس وتهميش الشعب الكردي في باكور كردستان”.
وفي ختام حديثه؛ أوضح الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة علي العلاية: “هذه الممارسات لا تقتصر على هذا الحدث فالأحداث مستمرة في هذا الصدد حتى الآن تمنع دولة الاحتلال التركي اللغة الكردية وطباعة الكتب الكردية، والتعلم باللغة الكردية وتحارب أي وجود غير الوجود التركي في محاولة لإبادة ثقافة الكرد في المنطقة”.
سياسة الإقصاء للعثمانيين الجدد
وبدوره قال الكاتب والناشط في مقاطعة الطبقة أسامة الأحمد: “ممارسات دولة الاحتلال التركي في المنطقة ممارسات إقصائية وليست بالجديدة، دولة الاحتلال التركي مع تعاقب الحكومات انتهجت نهجاً إقصائياً، وقد تعرضت شعوب المنطقة للكثير من القتل والتهجير وإفراغ عدد كبير من القرى من سكانها الأصليين”.
وتابع الأحمد قائلاً: “يسعى حزب العدالة والتنمية لتطبيق سياسة كم الأفواه، واعتقال أي شخص أو مكون يعارض سياسته داخل تركيا وخارجها”.
وأردف قائلاً: “سمة الإقصاء هي سمة أساسية لدولة الاحتلال التركي تستمد قوتها من جذور الاحتلال العثماني الذي هيمن على المنطقة بعقلية استبدادية، حاولت من خلالها صهر شعوب المنطقة وكانت لها تأثيرات عميقة على الشعب الكردي وعلى كافة شعوب المنطقة، من خلال طمس الثقافات وإحداث تغييرات في القيم المجتمعية وصهر فكرة الثقافة القومية والتاريخ”.
وعن إلغاء الهويات في المنطقة بين الأحمد: “هذه السياسات تحدث تحت مسمى “الدين” في عصر الاحتلال العثماني وفي عصرنا الحالي تطور مسمى الدين ليصبح مساساً بالأمن القومي التركي ولكن النتيجة واحدة وهي إلغاء الهويات الأصلية في المنطقة في محاولة لصهر ومحاربة ثقافات الشعوب”.
وأكد ” نحن متعجبون؛ لماذا لا يحاسب حزب العدالة والتنمية، والمجرم أردوغان..؟!، فإن بقي في الحكم سيكلف شعوب المنطقة مستقبلاً الكثير من الدماء والكثير من الحروب والنزاعات التي من شأنها أن تتسع رقعتها وتتعمق جذورها بين شعوب المنطقة”.
واختتم الكاتب والناشط في الطبقة “أسامة الأحمد” حديثه بكشف حقيقة أردوغان: “مهما تحدثنا عن جرائم أردوغان لن نستطيع أن نوصفه، غير أنه هو مجرم، من أبرز المجرمين الذين حاربوا التنوع الثقافي في منطقة الشرق الأوسط”.
ويشار، إلى أن هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة قد أصدرت بياناً بهذا الشأن في الخامس من آب الجاري، شددت فيه على انتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة، ومساعيها لإبادة ثقافتهم، مؤكدة فشلها بترهيب الشعوب من خلال الممارسات القمعية، التي دفعها من القيام بشن هجمات ضد القيم الثقافية، واتباع سياسة كم الأفواه بحق القوى المطالبة بالحرية والديمقراطية، مشددة الهيئة على ضرورة المقاومة والانتفاض والتصدي للممارسات الهمجية المعادية للتنوع الثقافي عبر تكثيف الفعاليات الثقافية والفنية وإحياء التراث وثقافة شعوب المنطقة وصون هويتهم الأصلية.