روناهي/ قامشلو: آمال وابتسامة تُداعب قلوب الكُرد بعد تحقيق نجاحٍ لا بأس به في خطوته الأولى من أجل وحدة الصف الكردي، ولكي تكون الخطوات القادمة بنفس المستوى يتوجب على المجتمع والأحزاب سماع صوت آهات الشعب الذي كان الحلقة الأضعف والأكثر تضرراً.
قال هتلر: “أعطني جندي كردي وسلاح ألماني وسوف أجعل أوروبا تزحف على أناملها”. وقال الملك عبدالعزيز: “الكُرد لا يحتاجون إلى رجال فرجالها أهل ثبات”. وقال فيديل كاسترو: الأتراك حمقى لأنهم احتلوا دولة شعبها لا يمل ولا يضعف”… الكثير والكثير من الأقاويل والكلام عن الكرد وبطولاتهم وشجاعتهم ومرؤتهم وحبهم لأرضهم وتمسكهم بهويتهم رغم أنف كل المصالح والمؤامرات الدولية، التي كانت وما زالت تُحاك لفكك هذا الشعب وتحتل كل ما يملكون، ولهذا وفي وقتنا الراهن الكرد بأمس الحاجة إلى التكاتف وتوحيد صفوفهم والوقوف في وجه كل تلك المطامع، وقد أخذنا آراء بعض المثقفين حول هذا الموضوع فكان كالتالي:
خالص مسور: سيُحاسب التاريخ كل من يتهرب
الكاتب الكردي خالص مسور أبدى رأيه بالقول: “في الحقيقة علينا ككرد بكل شرائحنا وأطيافنا في روج آفا بشكلٍ خاص، أن ندرك بأننا نواجه أعداء شرسين وشوفينين، يحاولون إنهاءنا من الوجود ونحن بالفعل معرضون للقتل والتهجير والإبادة الجماعية. ولذلك علينا أن نعلم بأننا نمر بمرحلة مصيرية ومفصلية وحساسة في تاريخنا المعاصر، وفيه سنحت لنا ظروف مواتية للخلاص من الظلم والتهجير ومن تاريخنا الكردي المليء بالآهات والدماء، وبصراحة فإذا ما أهدرنا هذه الفرصة التاريخية المواتية لنا اليوم وبمؤازرة حلفائنا من الدول الكبرى، فقد لا نتمكن من النهوض ربما بعد مئة عام وأكثر، هذا إذا لم نباد جميعاً على أيدي منظمات القتل والإجرام. ومن هنا ننادي كمثقفين الأطراف الكردية التخلي عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والتفاني في سبيل هذا الشعب المكافح، بالعمل على إنجاز نوع من الوحدة أو التضامن الكردي وإنقاذ هذا الشعب المكافح من العنصرية والتشتت والوقوف في وجه الشوفينية الأردوغانية وشراسة المنظمات المتربصة بنا من كل الجهات، وسيحاسب التاريخ من يتهرب من مسؤولياته اليوم في سبيل وحدة وطنية فاعلة وراسخة الجذور وحدة تؤدي إلى القوة والنهوض وفعالية الدفاع عن النفس وإبعاد الأشرار عن الأرض الكردية والوطن السوري المحتل”.
المثقفون يعملون بجدٍ من أجل الوحدة الكردية
أما الرئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين بمقاطعة الجزيرة ليلى إبراهيم عن ضرورة الوحدة وأهميتها فقالت: “نحن كاتحاد المثقفين وبعد مناشدة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي للأحزاب السياسية نحن أيضاً قمنا بمناشدتهم وجمعناهم وطرحنا الأسئلة حول العوائق التي لا تحقق الوحدة الوطنية، البعض استجاب والبعض لم يستجب ولم يظهروا تلك الشفافية حول الصعوبات التي تمنع الوحدة الكردية، وبعد المناقشات والاجتماعات من أجل هذا الموضوع التي كانت كأول خطوة إيجابية وناجحة تأملنا أن تتحد كل الأحزاب السياسية هنا في روج آفا، فإلى متى سنبقى مشتتين لا نتفق على قوتنا، فحتى أعدائنا الذين لا يتفقون على شيء يتحدون من أجل احتلال مناطقنا وإنهاء وجودنا، يجب أن نعمل كلنا من أجل الشعب ووحدته والوقوف إلى جانبهم فكل المؤسسات والأحزاب تأسست من أجل مصلحة الشعب وحده، يجب علينا أن نتخلى عن مصالحنا الشخصية وأطماعنا، وكاتحاد المثقفين نحضر من أجل الأيام القادمة لنجمع كل المثقفين في كل المؤسسات تحت مظلة ثقافية واحدة لنخطو خطوات فعالة للوحدة الكردية”.
أما العضو في مؤسسة اللغة الكردية “آلان عبد الله” كان له قول مختلف حول الوحدة فكان رأيه: “كان يجب أن تتحقق هذه الوحدة منذ زمنٍ طويل، لأنه بدون الوحدة لن نحقق أي هدفٍ، فالوحدة يجب أن تبدأ من المجتمع والشعب وليست من المؤسسات فالأهم هو توحيد صفوف الشعب والمجتمع بكل اختلافاته، فحتى الاقتصاد يتحكم به الشعب نفسه فالتجار الكبار الذين يحتكرون أسعار المواد والدولار هم أيضاً من هذا المجتمع، وإذا اتحدنا وشعرنا بآلام بعضنا سنتقدم أكثر مما نحن عليه، والدول والسياسات الكبرى تتخوف من توحيدنا فالكردي على مر الزمان وإلى الآن يتميز بقوته وإن اتّحدَّ الكرد لن تقدر كل قوى العالم على مجابهتنا، ونحن على أمل التمسك وتوحيد صفوفنا لنصل إلى كردستان حرة أبية لا يستطيع أي أحد التعدي عليها”.