إن نجاح أي مشروع صغيراً كان، أو متوسطاً أو كبيراً، يعتمد على عدة عوامل تتكامل، وتتواتر فيما بينها لتصل بالمشروع إلى هدفه النهائي، وتلك العوامل تتنوع وتتبدل وفقا لمكونات إنشاء الأعمال ذاتها، البيئة المحيطة ومالك المشروع أو رائد الأعمال.
ويجب أن نلفت النظر بأن البيئة باتت تلعب الدور الأهم والرئيس في تكوين المشروع التجاري، وصياغة معالم نجاحه وإخفاقه، وذلك بسبب قدرتها الكبيرة على تغيير السوق، ونرى تأثيرها الواضح على الأعمال الاقتصادية سواء في استمراريتها أو في وتوقفها.
ولكن مهما تعددت وتنوعت العوامل المرتبطة ببيئة العمل، فلابد لرائد الأعمال من فهم متطلبات البيئة التي ينشأ في إطارها ومدى تأثير تلك المتطلبات على نجاح مشروعه، مثل المسؤولية الاجتماعية والاخلاقيات السائدة وعدم التركيز فقط على أنماط الاستهلاك ومستويات الدخل وتوقعات الربح وغيرها، وهي عناصر متغيرة وليست ثابتة.
تعد المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال إحدى أجزاء منظومة اقتصاد السوق الاجتماعي، وهي أحد أهم اشكال الممارسات الفعلية للمكون الاجتماعي، في اقتصاديات السوق وقطاع الأعمال الخاصة، وتكمن أهميتها تلك في أنها مساهم فاعل في إعادة توزيع الدخول، والثروات بين طبقات المجتمع، بشكل منصف، يحقق العدالة التوزيعية ويكسر هوة الفجوات الطبقية.