فاجأت الإمارات وإسرائيل العالم في 13/8/2020 بالإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما والارتقاء بها إلى مستوى تبادل السفراء والتعاون والتنسيق في المجالات السياسيّة والعسكريّة. ومؤكد أنّ التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لم يأتِ بين عشية وضحاها؛ فقرار إقامة العلاقات بين الدول هي المحطة الأخيرة على طريق التقارب، سريّاً كان أم علنيّاً. وبكل الأحوال فقد جاء قرارُ تطبيعِ العلاقاتِ تتويجاً لجهودٍ بُذلت مسبقاً بانتظارِ اللحظةِ المناسبةِ للإعلانِ.
استكمالٌ لصفقةِ القرنِ
اتفاقُ تطبيعِ العلاقاتِ بين تل أبيب وأبو ظبي هو استكمالٌ لمسارِ صفقةِ القرنِ، التي أعلنها ترامب المقاولُ ورجلُ الاقتصادِ إذ طرح خطةً لحلِّ النزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ من بوابةٍ الاقتصاد والشعار “السلام من أجل الازدهار”، بعد فشل المفاوضات والاتفاقات بصياغةِ حلٍّ ناجزٍ، وتمسكِ كلّ طرفٍ بمطالبه، فإسرائيلُ تطالبُ بضمانِ الأمنِ والاعتراف بيهوديّة الدولة وتطبيعَ العلاقاتِ مع المحيط والقدس عاصمة أبديّة، فيما الفلسطينيّ يطالبُ باستعادةِ الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران 1967 وإقامة دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس وضمان عودةِ للاجئين الفلسطينيين، ويأتي طرح ترمب للخطة في مرحلةِ تجميعِ الملفاتِ لخوضِ الانتخاباتِ وتجاوزِ إجراءاتِ العزلِ مستثمراً بدهاءٍ العاملَ الدينيّ.
تغيّرت أسسُ السياسةِ الأمريكيّة تجاه الصراعِ الفلسطينيّ-الإسرائيليّ دراماتيكيّاً بوصولِ الرئيس ترامب للبيت الأبيض، حتى إعلانه تفاصيل صفقةَ القرن، ولم يعد النشاط الاستيطانيّ يوصفُ بغير الشرعيّ، ولم يُرفض ضمُّ أجزاءٍ من الضفةِ الغربيّة لإسرائيل، والتغيير لا يعودُ لتبدلِ الرؤية السياسيّة فقط، بل لاعتباراتٍ دينيّة أيضاً.
تبدو الخطة بتوقيتِها محاولة من إدارة ترامب لفرض أمرٍ واقعٍ كما حصل بالإعلانِ عن القدسِ عاصمةً موحّدةً لإسرائيل، إلا أنّه من المؤكدِ أنّ هذا الإعلانَ سيكونُ العنوانَ الرئيسيّ الذي استثمره نتنياهو لخوض الانتخابات، وتُعزّزُ فرصَه بحسمِ الانتخاباتِ وتشكيلِ الحكومةِ، إذ ربط نتنياهو مصيره ومستقبله السياسيّ بترامب.
من أهم المسائل التي تطرحها الخطة، أنّها ترسمُ لأول مرة حدوداً لإسرائيل، فيما تحوّل الوجودُ الفلسطينيّ إلى أرخبيل جزر متناثرة، ولهذا يمكنُ اعتبارُ الخطةِ شرعنةً لواقعِ المستوطنات الإسرائيليّة القائمة بالضفة الغربيّة وإسقاط توصيفِ الاحتلالِ عنها، فتضمن إسرائيل ضمَّ مستوطناتِ الضفة الغربيّة دون إلزامها بمقابل، وتُستبعدُ إمكانيّة نجاحِ تطبيقِ الخطةِ على أرضِ الواقعِ عبر الدعمِ الأمريكيِ لوحده، فإنّه من المتوقعُ أن يضمنَ التطبيقُ الجزئيّ، لدرجةٍ كبيرةٍ مصالحَ إسرائيل ويثبّت وجودَها بالضفة الغربيّة والغور.
صفقة القرن مبادرة مثيرة للجدل، فقد تبنّت شعار إيجاد حلول جذريّة للصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ وتجاوزِ كلّ المبادرات المتعثرة التي قدّمتها الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة والمجتمع الدوليّ طيلة عقود. وتختلف بوضع الاعتبار الاقتصاديّ أساساً، لتكون مدخلاً للتسوية السياسيّة بإنشاء صندوقٍ تسهم الدول المانحة والمستثمرون بنحو 50 مليار دولار، أي بجعلَ الحلَّ الاقتصاديّ مقدمةً لحل سياسيّ لقضيةٍ وجوديّةٍ مستعصيةٍ، ولذلك لم يخلُ العرضُ من طابعِ المزايدةِ والمناقصةِ، فيما كان النظر إلى الحقوق الفلسطينيّ بمنطق الواقع الراهن وتثبيته، وتمُّ تجاهلُ البعدِ التاريخيّ الفلسطينيّ والذي يتصدره حقّ العودة، وكذلك المبادرة العربيّة للسلام المعروفةِ بمبادرة الملك عبدالله، التي تضمنها البيان الختاميّ للقمة العربيّة ببيروت، 28/3/2002 والدعوة لإنشاء دولة فلسطينيّة معترفٍ بها دوليّاً حتى حدود 4 حزيران 1967 وضمانِ حقِ عودةِ اللاجئين والانسحابَ الإسرائيليّ من الجولان، مقابل تطبيع العلاقاتِ مع إسرائيلِ.
ونصّت صفقة القرن على مرحلة انتقاليّة من أربعة أعوام، انتظاراً لمتغيرات سياسيّة تدفعُ السلطة الفلسطينيّة للقبول بالخطةِ، وإعلان سيطرةِ إسرائيل على 30% من الضفة الغربيّة ضمن المناطق عرّفها اتفاق أوسلو 13/9/1993 باسم “ج”. وأنّ على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل “دولةَ اليهود. ووحدةِ القدسِ تحت السيادة الإسرائيليّة، وأما عاصمة الفلسطينيين فلن تكونَ القدس الشرقيّة بل “أبو ديس” شرق القدس. مع بقاءِ الإشرافِ الهاشميّ على الحرمِ الشريف، والإشرافِ على الشعائر الإسلاميّة في المسجد الأقصى فوق سطح الأرض، واستمرارِ سيطرة الحكومة الإسرائيلية على أنشطة التنقيب والعبادات اليهوديّة تحت سطح الحرم الشريف، وضمان وصول أبناء جميع الديانات إلى المواقعِ المقدّسة لهم.
السياسة الإماراتيّة تجاه إسرائيل
مُنذ عام 1971، أشار أول رئيس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى إسرائيل باسم “العدو”. وهناك محطاتٌ كثيرةٌ من العلاقات السريّةِ بين الجانبين، وفي تشرين الثاني 2015، أعلنت إسرائيل أنّها بصدد فتحِ مكتبٍ دبلوماسيّ بالإمارات. وفي آب 2019، أدلى وزير خارجية إسرائيل بإعلان حول التعاون العسكريّ مع الإمارات العربيّة وسط تصاعد التوتر مع إيران.
كانت إسرائيل تعمل مع الإمارات سراً في الأشهر التي سبقت الاتفاق على محاربة جائحة فيروس كورونا. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو نهاية حزيران 2020 أنَّ البلدين يتعاونان لمحاربة فيروس كورونا، وأنَّ رئيس الموساد يوسي كوهين سافر عدة مرات إلى الإمارات، إلا أنَّ أبو ظبي وضّحت الأمر بعد ساعاتٍ قليلةٍ أنّه كان مُجرد ترتيب بين شركاتٍ خاصة وليس على مستوى الدولة.
الاتفاق
في 13/8/2020 الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب يعلن لوسائل الإعلام الاتفاق من مكتبه بالبيت الأبيض، ووفقاً للرئيس الأمريكيّ ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فإنَّ إسرائيل والإمارات العربيّة ستقومان بتطبيع كاملٍ للعلاقات الدبلوماسيّة، وتبادلِ السفراء والتعاون في جميع المجالات بما فيها السياحة والتعليم، والرعاية الصحيّة والتجارة والأمن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو: إنَّ اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات يدشّن “حقبةً جديدةً” من العلاقات بين تل أبيب والعالم العربيّ.
وتضمنت أبرز نقاط الاتفاق: تطبيعاً كاملاً للعلاقات الدبلوماسيّة، وتبادل السفراء، وإطلاق رحلات جويّة مباشرة بين أبو ظبي وتل أبيب. والاستثمار المباشر للإماراتِ في إسرائيل. والاستثمار في قطاعات الطاقة والمياه والرعاية الصحيّة والثقافة والبيئة وتوقيع اتفاقيات ثنائيّة تتعلق بقطاعات السياحة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا. ومنح المسلمين إمكانية أكبر للوصول إلى المسجد الأقصى في القدس القديمة، عبر السماح برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب.
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكيّة إنّ معاهدة التطبيع التي أبرمتها الإمارات مع إسرائيل وفاجأت العالم كانت ثمرة 20 عاماً من العلاقات السريّة، وتعود بدايتها إلى هجمات 11 أيلول 2001، وأوضحت المجلة الأمريكيّة في تقرير للصحفيّ جونوثان فيرزيجر تحت عنوان “كيف دفعت أحداث 11 أيلول ووباء كورونا الإمارات وإسرائيل للتقارب” أنّ الخاطفين السعوديين المتهمين في تلك الأحداث استخدموا دبي نقطة رئيسيّة لتحويل الأموال، وأنَّ الإماراتيين سارعوا للتواصل مع إسرائيل لتطوير برمجيات الأمن السيبرانيّ التي من شأنها أن تساعد أبو ظبي بإنقاذ وإعادة بناء مصداقيتها كمركزٍ ماليّ رئيسيّ بالشرق الأوسط.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو قد كتب عام 2017 على تويتر، “أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا، بل هي الرأي العام في الشارع العربيّ الذي تأثر على مدار سنوات طويلة بدعاية عرضت إسرائيل بشكلٍ خاطئ ومنحاز”.
وقف خطة الضم الإسرائيليّة
هذا هو المبرر الأبرز الذي قدّمته الإمارات لخطوتها المثيرة للسخطِ العربيّ والإسلاميّ، فقد توافقت التصريحات الرسميّة وشبه الرسميّة الإماراتيّة على التركيز على هذا المبرر، وأعلن أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجيّة في 13/8/2020، عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلاً: إنَّ بلاده تريد التعامل مع التهديداتِ التي تواجه حلّ الدولتين، وتحديداً ضمّ الأراضي الفلسطينيّة، وحثَّ الفلسطينيين والإسرائيليين على العودة إلى طاولة المفاوضات، وأشار إلى أنّه لا يعتقد أنّه ستكون هناك أيّة سفارة في القدس إلا بعد اتفاق فلسطينيّ –إسرائيليّ نهائيّ.
بيد أن الرئيس الأمريكيّ ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو بادرا إلى نفي ذلك، وأكّد ترامب على أن ما سيحصل هو تجميدٌ لخطةِ الضم، وكذلك فعل صهره ومستشاره جاريد كوشنر، أما نتنياهو فنفى قطعيّاً أيّ نيةٍ لإلغاءِ الضم، وقال إنّ إسرائيل وافقت على التعليق suspend وليس الإيقاف stop. وأعلن أنّه مُلزمٌ بمسألةِ ضمِّ الضفةِ، ولن يتنازل عنها، حيثُ قال “لم أعطِ الإمارات أيّ التزامٍ بإلغاءِ ضم الضفة ولا زال قرارُ الضمِّ قائماً وسننفذه”.
في 16/8/2020 أعلن بنيامين نتانياهو أنَّ “اتفاق التطبيع مع الإمارات لا يفرضُ على إسرائيل الانسحاب من أي أراضٍ”، وتابع “سيفتح الباب أمام تعاون علنيّ كامل بين البلدين في مختلفِ المجالات”. وفي استضافة على قناة سكاي نيوز عربية في 17/8/2020 ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وجود تحوّل كبير في مواقف الكثير من الدول العربيّة تجاه إسرائيل، وأنَّ قرار ضم غور الأردن عُلق بطلبٍ من الأمريكيين.
وفي تصريح أكثر وضوحاً قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة نتنياهو إن “هذه هي أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربيّة منذ 26 سنة، وهي تختلف عن سابقاتها من حيث اعتمادها على مبدأين: السلام مقابل السلام، والسلام من منطلق القوة”. وأضاف أنه “بموجب هذه العقيدة لا يُطلب من إسرائيل الانسحاب من أيّ أراض، وتحصد الدولتان سوياً ثمار السلام الكامل والعلنيّ والمفتوح في كافة مجالات الاستثمار والتجارة والسياحة والطاقة والصحة والزراعة والبيئة، وفي مجالات أخرى بما فيها الأمن”. ورأى نتنياهو أن “الاعتقاد بإمكانيّة إحلال السلام على أساسِ الانسحاب والوهن، قد فارق الدنيا وتلاشى، وتمّ استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقيّ”.
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عن مسؤولين إماراتيين قولهم إنَّ الإمارات لم تحصل على ضمانات من إسرائيل بشأن وقف ضم أجزاء من الضفة الغربيّة. ونقلت الصحيفة عن عمر غباش مساعد وزير الخارجيّة الإماراتيّ للشؤون الخارجية والثقافة والدبلوماسيّة العامة، قوله إنّه لا شروط ترتبط باتفاق بلاده مع إسرائيل. وأضاف غباش رداً على الانتقادات الفلسطينيّة للاتفاق، أنّ “الإمارات دولة مستقلة وليس الفلسطينيون من يحدد لها طبيعة علاقتها بإسرائيل”.
لا تغييرَ سياسيّ على مستوى المنطقة
لا يُتوقع أن يغيّر الاتفاق الإماراتيّ الإسرائيليّ، حقائق الصراع الإسرائيليّ- الفلسطينيّ، ولعله بمنع الآثار السلبيّة العديدة للضم الإسرائيليّ الرسميّ، على الأقل حالياً، إلا أنّ منعَ الضم يختلف عن دفع مسارِ السلامِ.
يُذكر أنّ الزلزالَ الأول في الدبلوماسيّة العربيّة-الإسرائيلية، تجلى بزيارة الرئيس المصريّ أنور السادات إلى القدس، وتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26/3/1979، ولكنها لم تُوقف حالةَ الحربِ القائمة منذ نكبة 1948 مع سحب إسرائيل لكاملِ قواتها المُسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء التي احتلتها خلال حرب 1967 وأدّت لخروجِ مصر من المدار السوفييتيّ والانضمام إلى المحور الأمريكيّ، ومهّد لعودة سيناء وإنهاء الأعمالِ العدائيّة مع إسرائيل بعد عدة حروب.
معاهدة السلام الأردنيّة الإسرائيليّة الموقعة في 26/10/1994 حسمت قضايا، منها الحدود الإداريّة بين الأردن والضفة الغربيّة التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وقضايا المياه والجرائم والبيئة والمعايير الحدوديّة وجوازات السفر والتأشيرات واللاجئين الفلسطينيين، ونصّت المُعاهدة إنهاء حالة العداء الرسميّة بين البلدين.
فيما أدّى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إلى إزاحة أخطر خصم عربيّ لإيران وتغيير التوازن في القيادة الطائفيّة للبلاد، وتحوّل العراق من ثقل سنيّ عربيّ موازٍ لإيران إلى دولة غالبية قياداتها محسوبة على إيران، ولم تثر الحروب التي تلت ذلك القلق الإقليميّ بشأن تنامي القوة الإيرانيّة فحسب، بل أثارت أيضاً، بشكل منفصل، الصراع الأهليّ الذي زرع بذور صعود داعش.
واجه الشرق الأوسط لحظات تحوليّة، لكن الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتيّة ليست واحدة منها. ومن المحتمل أن تكون دوافع الإمارات للتوصل إلى الاتفاق أقل ارتباطاً بإيران وأكثر ارتباطاً بتغيير أولويات الإمارات، فالإماراتيون يتواصلون مع إيران مباشرةً منذ العام الماضي لتهدئة التوترات منذ هجمات إيران على ناقلات النفط في الخليج الصيف الماضي.
تسعى الإمارات العربيّة إلى إنهاء مشاركتها في حرب اليمن الكارثيّة، وتحويل تركيزها إلى ليبيا حيث تتنافس على النفوذ مع تركيا. ويدعم النشاط الإقليميّ لدولة الإمارات العربيّة موقفها المناهض للإخوان المسلمين، والذي ساهم أيضاً في حصارها لجارتها الخليجية قطر.
ولكن بعد ذلك انقسموا حول المواقف تجاه الإصلاح الإقليميّ مع استمرار الانتفاضات ووصول قادة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر، وباختصار، فإنّ الانقسامات الإقليميّة بين الدول السنيّة معقّدة وتتجاوز المخاوفَ بشأنِ إيران، ومن غير المرجح أن يغيّر تطبيعُ الإمارات مع إسرائيل الخصوماتِ وتوازناتِ القوى بالمنطقة، ولا يُتوقع أن تمنعَ مشاركة روسيا والصين المتزايدة بالمنطقة، بما في ذلك علاقاتهما الثنائيّة الجيدة مع الإمارات العربيّة وإسرائيل.
هدية انتخابيّة لترامب
وصف ترامب صفقة التطبيع باعتبارها اتفاقاً تاريخيّاً، وأضافها إلى قائمة المكاسب والهدايا التي قدّمها لإسرائيل منذ وصوله للسلطة، كقرارِ الاعترافِ بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الأمريكيّة إليها، والاعتراف بسيادتها على الجولان. ويبدو ترامب اليوم بوضع صعبٍ جداً، وبخاصةٍ بعد التأثيرات الكبيرة لوباء كورونا على أداء الاقتصاد الأمريكيّ وما تسببت فيه من خسائر بشريّة واقتصاديّة كبيرة. وتُعدُّ صفقةُ التطبيعِ بين الإمارات وإسرائيل هديةً كبيرةً لترامب في توقيتٍ حساسٍ جداً، ليعزّزَ حظوظه الانتخابيّة، ويتقرّبَ من اللوبي اليهوديّ الأمريكيّ فيكسب الأصواتَ للديمقراطيين.