سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما هو النعناع الفلفلي

النعناع الفلفليّ هو نباتٌ من رتبة الشفويّات التي تتكاثر بالبذور، ومُهجّن من نوعين من النعناع هُما: النعناع المائيّ، والنعناع المُدبّب، ولِكونِ النعناع الفلفلي يتكاثر بالبذور فهو يُنتج زهوراً أرجوانيّة اللون، والتي تُزهر في الفترة بين شهر تمّوز/ يوليو وحتى شهر آب/ أغسطس، إلّا أنّه في العادة يُقلّم لمنع إزهاره وزيادة إنتاج أوراقه، وينمو هذا النوع من النعناع في المناطق الرطبة من أوروبا وشمال أمريكا، ويُعتقد بأنّ أصله يعود إلى منطقة البحر الأبيض المتوسّط، وتجدر الإشارة إلى أنّ أوراقه وسيقانه تحتوي زيوتاً مُتطايرة تمنح النبتة رائحتها الفوّاحة ونكهتها المُميّزة، وتحتوي هذه الزيوت على مادّة المنثول المسؤولة عن الشعور الاسترخاء، وتُعدّ هذه الخاصيّة إحدى الخصائص التي تُميّز النعناع الفلفلي.
منتجات النعناع الفلفلي:
يتوفّر النعناع الفلفليّ بعدّة أشكال، كما يُستخدم لإنتاج العديد من الزيوت، ويتوفّر على شكل أوراق مُجفّفة أو طازجة تُستخدم للطبخ وتحضير الشاي، أو على شكلِ كبسولات تؤخذ عن طريق الفم ليصل مُستخلص النعناع الفلفلي إلى المعدة مُباشرةً، بالإضافة إلى إمكانيّة استخدام زيوته لصناعة الصبغات أو المراهم التي تُدهن على الصدر أو الكريمات.
ويجدر الذكر أنّ زيت النعناع الفلفليّ يُستخرج بطريقة التقطير البخاري حيث تُعرّض أوراقُه وسيقانُه إلى البخار ودرجات حرارةٍ عالية، ممّا يؤدي إلى تبخّر الزيت من النبات، ثمّ يُكثّف البخار الناتج ويُفصَل الزيت النقي بعد أن يبرد.
أمّا بالنسبة للمكوّنات الكيميائيّة لمُستخلص زيت النعناع الفلفلي المُركّز فهي تتلخّص بالآتي: المنثول والمينثون وأسيتات المنثيل، و1، 8 سينول، والليمونيين، وبيتا بانين، وبيتا كاريوفيلين.
ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه يُفضّل عدم تناول أنواع الزيوت العطرية للنعناع الفلفليّ عن طريق الفم، كما يجب تخفيفه بأحد الزيوت الحاملة أو الوسيطة كزيت الزيتون عند دهن الجسم به.
فوائد النعناع الفلفلي:
هناك العديد من الدراسات التي أُجريت لتحديد فوائد النعناع الفلفليّ، ونذكر من هذه الدراسات ما يأتي: حسب دراسةٍ أُجريت في جامعة نور ثمبريا عام 2018 وضمّت 24 شخصاً لوحظ أنّ تناول كبسولات زيت النعناع الفلفليّ حسّن الإدراك والذاكرة بشكلٍ ملحوظ، الأمر الذي قد يزيد من القدرة على التركيز.
أشارت دراسةٌ صغيرةٌ أُجريت في جامعة لوفان عام 2013، وضمّت 13 شخصاً أنّ كبسولات زيت النعناع الفلفليّ قد تساهم في تقليل الشهية، ويُعدّ مشروب النعناع الفلفليّ من الخيارات الصحيّة الخالية من السعرات الحراريّة وذات المذاق اللذيذ، والتي قد تكون مناسبةً لخسارة الوزن، ولكن لا توجد دراسات كافية تدعم هذا التأثير.
ومن جهةٍ أخرى فقد وجدت دراسةٌ أُخرى أُجريت على الجرذان ونُشرت عام 2015 أنّ تناوُل هذا الزيت قد يزيد من الوزن، وعليه فإنّ هذا التأثير يحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثباته أو دحضه.
أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة أُوكاياما في اليابان عام 2001 على الفئران إلى أنّ مستخلص النعناع الفلفليّ قلل أعراض الحساسية.
وقد يعود ذلك لمحتوى النعناع الفلفلي من مادّةٍ تُسمّى حمض الروز مارنيك، والتي ارتبط تناولها بتقليل أعراض الحساسيّة, كسيلان الأنف، وحكّة العينين، والرّبو. وعلى الرّغم من أنّه من غير المعروف إذا ما كانت الكميّة الموجودة من هذه المادّة في النعناع الفلفلي فعّالة لهذه الأعراض، إلّا أنّ هناك بعض الأدلّة التي تشير إلى قدرته على تخفيفها، ومع ذلك فليست هناك دراساتٌ كافيةٌ لتأكيد هذا التأثير.
درجة أمان ومحاذير استخدام النعناع الفلفلي:
هُناك بعض الفئات التي قد تحتاج أخذ الحَيطة والحذر عند استخدام النعناع الفلفليّ، والتي نذكر منها ما يأتي:
1- الحامل والمرضع: إنّ تناول الحامل والمرضع للنعناع بالكميّات الموجودة في الطعام يُعدّ آمناً في الغالب، ولكن لا توجد إلى الآن دراسات كافية تؤكد سلامة تناوله بكمياتٍ كبيرة خلال فترة الحمل والرضاعة، لذلك فإنّه من الأفضل للحامل والمُرضع تجنّب تناوله بكميّاتٍ علاجيّة.
2- الأطفال والرُّضّع: يُعدّ النعناع الفلفليّ آمناً في الغالب عند تناوله بالكميّات الطبيعيّة الموجودة في الطعام، بالإضافة إلى أنّ تناول زيته بكبسولات مُغلّفة لمنع وصول مكوّناتها إلى بطانة المعدة من المحتمل أن يكون آمناً للأطفال بعمر ثمانية أعوام فأكثر.
3- الحالات المَرضيّة التي تحول دون إفراز المعدة لحمض الهيدروكلوريك: إذ يُعاني بعض الأشخاص من حالةٍ تُسمّى فقد حمض المعدة، ومن الأفضل في هذه الحالة تجنّب تناول كبسولات زيت النعناع الفلفلي ذات التغليف المعويّ، إذ إنّها تتحلّل سريعاً خلال عمليّة الهضم.
4- الإسهال: حيث إنّ تناول كبسولات زيت النعناع الفلفلي ذات التغليف المعويّ قد يُسبب حرقةً في فتحة الشرج في حال كان الشخص يُعاني من الإسهال.