سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ما هو المرض المزمن

يمكن تعريف المرض المزمن على أنّه المرض الذي يُرافق الإنسانَ طيلة حياته، فلا يُشفى المصابُ منه، كما لا يتحسن في العادة من تلقاء نفسه، هذا بالإضافة إلى أنّ الأمراض المزمنة عموماً تتسبّب بمعاناة المصاب من بعض المضاعفات، وقد يترتّب على هذه المضاعفات حدوث اضطراباتٍ وخيمة، منها التسبب بإعاقة بعض وظائف الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأمراض المزمنة قد تكون خطيرةً بشكلٍ يمكن أن يُودي بحياة المصاب بشكلٍ فوريّ، ومثال ذلك النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وبالمقابل هناك بعض الأمراض المزمنة التي قد تكون خطيرةً للغاية أيضاً ولكن على المدى البعيد، أي بعد معاناة المصاب منها لسنوات عديدة، وفي الحقيقة لا يقتصرُ تأثيرُ الأمراض المزمنة في صحة المصابين فحسب، وإنّما يتعدّاه إلى الأعباء المادية على مستوى المجتمع، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ كثيراً من هذه الأمراض المزمنة بما فيها الأكثر شيوعاً يمكن تجنّبها والوقاية منها.
 وبالحديث عن الأمراض المزمنة يجدر بيان أنّها مشاكل صحيّةٌ شائعةٌ، فقد قُدّرت أعداد البالغين المصابين بالأمراض المزمنة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2012م، ما يُقارب 117 مليوناً، وربع هذه الحالات أشخاصٌ يُعانون من مرضين أو أكثر من الأمراض المزمنة، ومن جهة أخرى تمّ إجراء إحصائياتٍ أخرى في عام 2014م، تبيّن فيها أنّ أغلب حالات الوفيات كانت تُعزى للإصابة بالأمراض المزمنة، ولعلّ إحدى المشاكل الصحية التي يجدر ذكرها عند الحديث عن الأمراض المزمنة هي ما يُعرف بالسمنة: وقد عرّف الباحثون السمنة على أنّها بلوغ مؤشر كتلة الجسم ثلاثين فأكثر، وإنّ أعداد الأشخاص الذين يُعانون من السمنة كبيرٌ للغاية، فقد تبيّن أنّ أعداد المصابين بهذه المشكلة في الأعوام الممتدة ما بين 2011 و2014م، كان قد قُدّر بما يُقارب 14 مليون شخص بالغ، أي أكثر من ثلث الأشخاص البالغين.
 أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً:
تلعب العديد من العوامل دوراً مهمّاً في ظهور الأمراض المزمنة، بما فيها العرق، والجنس، والتاريخ العائليّ، والعمر أيضاً، وقد تبيّن أنّ الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر أكثرُ عُرضةً للإصابة بالأمراض المزمنة، فقد أثبتت الإحصائيات السابقة أنّ 80% من هؤلاء الأشخاص يُعانون من مرضٍ مزمنٍ واحدٍ على الأقل، ويمكن بيان أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً فيما يأتي:
ـ ضغط الدم المرتفع: ويُعدّ هذا المرضُ أكثرَ الأمراض المزمنة شيوعاً، فقد تبيّن أنّ نسبة الإصابة به تبلغ ما يُقارب 58%، ويحدث مرض ضغط الدم المرتفع عند ضخّ القلبِ كميةً كبيرةً من الدم عبر الشرايين المتضيّقة، ويجدر بيان أنّ مرض ضغط الدم تكمن خطورته في عدم إدراك الشخص إصابته به إلا بعد فترةٍ طويلةٍ من الزمن في أغلب الأحيان، وقد يتسبب هذا الداء بحدوث مضاعفاتٍ وخيمة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ومن النصائح التي يمكن تقديمها للسيطرة على ضغط الدم وتجنب ارتفاعه ما يأتي:
1ـ المحافظة على وزن صحيّ، فقد تبين أنّ خسارةً بسيطةً في الوزن الزائد تتسبّب بخفض ضغط الدم.
2ـ السيطرة على التوتر والتحكم بالغضب.
3ـ الامتناع عن شرب الكحول والحدّ من تناول الأطعمة المالحة.
4ـ ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، بما فيها المتوسطة والشديدة.
5ـ الحرص على قياس مستوى ضغط الدم كل فترة.
ـ ارتفاع مستوى الكوليسترول: ويُقصد بذلك ارتفاع مستوى الدهون في الدم ممّا يتسبب بتراكمها في جدران الأوعية الدموية وتضيقها، وهذا ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك ما يُعادل 47% من البالغين يُعانون من هذا المرض، ومن النصائح التي تُقدم للسيطرة عليه ومنع حدوثه لدى الأصحاء: 1ـ المحافظة على وزن صحيّ، وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم.
2ـ الامتناع عن شرب الكحول والإقلاع عن التدخين.
3ـ الحدّ من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون التقابلية.
ـ التهاب المفاصل: ويتسبب هذا الالتهاب بشعور المصاب بألمٍ وتيبّسٍ في المفاصل، وتُعدّ النساءُ أكثرَ عُرضةً للمعاناة من هذا المرض مقارنةً بالرجال.
ـ أمراض القلب التاجية: وتتمثل هذه المشاكل الصحيّة بتراكم الدهون في الأوعية الدموية المُغذيّة للقلب، وهذا ما يؤدي إلى تضيّقها، وبذلك تقلّ كميّة الأكسجين الواصلة إلى القلب.
ـ السكري: يحدث مرض السكري نتيجة نقصِ إفراز الأنسولين أو مقاومة خلايا الجسم للأنسولين المُفرَز، وقد قُدّرت نسبة الإصابة به ما يُقارب 27%.
ـ أمراض الكلى المزمنة: وتتسبّب هذه الأمراض بمعاناة المصاب من الفشل الكلوي، وكذلك أمراض القلب، وإنّ نسبة المصابين بهذه الأمراض تصل إلى ما يُقارب 18%.
ـ فشل القلب: ويُعرّف هذا المرض على أنّه قصور القلب وعدم قدرته على تزويد خلايا الجسم بحاجتها من الدم وبالتالي تقل كمية الأكسجين الواصلة إلى مختلف خلايا الجسم.
ـ الاكتئاب: وقد قُدّرت نسبة الإصابة بهذا المرض بما يُقارب 14%، ويتمثل الاكتئاب بمعاناة المصاب من الحزن الشديد، والتعب والإعياء العام، وفقدان الأمل، وصعوبة اتخاذ القرارات، وفقدان الشهية، وفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة المختلفة.
ـ الزهايمر والخرف: يُمكن تعريف الخرف على أنّه مشكلة صحيّة تتمثل بفقدان المصاب ذاكرته وعدم القدرة على التفكير وحلّ المشاكل، وإنّ مرض الزهايمر يُعدّ أحد أشكال الخرف.
ـ الانسداد الرئوي المزمن: وتتمثل أعراض الإصابة بهذا المرض بشعور المصاب بضيق التنفس، والسعال، والشعور بألمٍ في الصدر.
التعامل مع الأمراض المزمنة:
 هناك عدد من النصائح التي تُقدّم للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة لمساعدتهم على التعامل مع المرض، نذكر منها ما يأتي:
ـ فهم المرض وحقيقته.
ـ فهم طبيعة العلاج والإجراءات الطبية اللازمة والخضوع لما يراه الطبيب مناسباً. ـ معرفة كيفية السيطرة على الأعراض والعلامات.
ـ الامتناع عن الانعزال وتجنب العلاقات الاجتماعية.
ـ مناقشة الطبيب المختص بالمضاعفات المحتملة.