يتحدّث البعض من علماء النفس عن العقل الباطن باعتبار أنّها لؤلؤةٌ مدفونةٌ داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها، فقد طلب الفيلسوف سقراط من الإنسان الغوص في أعماق نفسه البشرية ليَعرِف ذاته بنفسه دون الرجوع إلى نظريةٍ معينةٍ أو قانونٍ ما، فذاته هو أعلم بها من غيره، وحتى يتمّ تقريب مفهوم العقل الباطن أكثر فقد تمّ تشبيهه لجبلين:
الجبل الأوّل: وهو العقل الواعي وهو العقل الذي يتعامل به الإنسان مع عالمه الخارجي والداخلي بناءً على مبادئ وأُسس معينة في الحياة، ويراها الكثيرون أنّها منطقية ومقبولة، وهذا العقل الواعي يتشكّل منذ الطفولة, حيثُ يتشكّل من مجموعةٍ من العوامل, كأساليب التربية، وطبيعة التنشئة الأسرية، والاجتماعية، والأخلاقية، والدينية، فيبدأ الجبل الأول بالارتفاع والنّمو أكثر من الجبل الآخر، وهو عقل اللاوعي أو العقل الباطن.
الجبل الثّاني: العقل الباطن، هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار ومشاعر سيجدها يوماً ما تخرج إلى العالم الخارجي بأسلوبٍ معين لتُعبّر عن شخصيته، فهذا الوعاء إذا أَدخَلَ الإنسان فيه الأفكار والتّجارب السلبية ومشاعر الحقد والكره، فإنّ النتيجة تكون شخصيةً مريضةً وشريرة، أمّا إذا أدخل الأفكار الإيجابية والمشاعر الجميلة والذكريات الرائعة المليئة بالحب والودّ والتسامح، فإنّ الشخصية التي تنتج عنها هي شخصيةٌ إيجابيةٌ وناجحةٌ، وهي اللّؤلؤة المكنونة التي تحدّث عنها الكثيرون، فالعقل الباطن يستطيع أن يلتقط آلاف الإشارات من خلال حواس الإنسان، ويبدأ بتخزين هذه الإشارات وما يرافقها من مشاعر وأحاسيس إلى أن تظهر مرةً أخرى كميولٍ واهتماماتٍ شخصية لدى الإنسان، وقد يكون للعقل الباطن تأثيرٌ على قرارات الإنسان التي تصدر عنه، وبالأخص القرارات السريعة منها.
ازدواجيّة العقل الواعي والباطن: يمتلك الإنسان عقلاً واحداً, إلّا أنّ هذا العقل يتّسم بسمتين مختلفتين، ويقوم بمهمتين غير متشابهتين، فلكل مهمةٍ ميزةٌ تجعلها مختلفة عن الأخرى، ويمكن إطلاق لفظ العقل المُحِسّ والعقل غير المُحِس عليها، أو ما يُعرف بالعقل الواعي والعقل الباطن، وكذلك يُقال عنهما العقل المستيقظ والآخر النائم، أو العقل الذي نراه على السطح، والآخر الكامن في الأعماق، وكذلك هما العقل الإرادي عند الإنسان والعقل اللاإرادي لديه, هذه هي الازدواجية في العقل والتي تُبين أنّ عقل الإنسان يقوم بعملين مختلفين تماماً، وقد شبه “جوزيف ميرفي” عقل الإنسان بالحديقة التي يَبذُر الإنسان فيها البذور التي يُريد زراعتها في هذه الحديقة، وهذه البذور هي الأفكار التي يُدخلها إلى عقلهِ، فإن كانت البذور جيدة كان المحصول جيداً، وأنبتت الحديقة زهوراً جميلةً، وكذلك العقل الباطن إذا أدخل الإنسان إليه الأفكار الإيجابية الرائعة، فإنّ محصوله سيكون رائعاً.
إنّ العقل الواعي هو الذي يُحدد ما يُخرجه العقل الباطن من أفكارٍ وتصوراتٍ، سواء كانت إيجابيةً أم سلبية، سليمةً أم فاسدة، وعلى الإنسان أن يُدرك حقيقةً مهمّة وهي وجود الانسجام والازدواجية، بين العقل الواعي والعقل الباطن, فعند تفكير الإنسان بطريقة صحيحة ومعرفةٍ جيدة للأفكار التي تم إدخالها إلى العقل الباطن، وأنّ هذه الأفكار جيدة فيها كل الانسجام وخالية من الاضطراب, فإنّ القوى الداخلية العجيبة للعقل الباطن سوف تُخرج أوضاعاً سلمية وظروفاً مناسبة، وبالتالي يمكن للإنسان التحكم بعقله الباطن واستخدامهِ في حل المشكلات والصعوبات التي تواجهه.
ازدواجيّة العقل الواعي والبَاطن:
يمتلك الإنسان عقلاً واحداً إلّا أنّ هذا العقل يتّسم بسمتين مُختلفتين، ويقوم بمهمتين غير متشابهتين، فلكل مهمةٍ ميزةٌ تجعلها مختلفة عن الأخرى، ويمكن إطلاق لفظ العقل المُحِسّ والعقل غير المُحِس عليها، أو ما يُعرف بالعقل الواعي و العقل الباطن، وكذلك يُقال عنهما العقل المُستيقظ والآخر النائم، أو العقل الذي نراه على السطح، والآخر الكامن في الأعماق، وكذلك هما العقل الإرادي عند الإنسان والعقل اللاإرادي لديه, هذه هي الازدواجيّة في العقل والتي تُبيّن أنّ عقل الإنسان يقوم بعملين مختلفين تماماً.