No Result
View All Result
المشاهدات 1
كشف الباحثون عن أدلةٍ عمّا يبدو أنّ هناك علاقة بين الدماغ والجهاز المناعي في هؤلاء الذين يعانون من الآثار طويلة المدى للتوتر. هناك بحثٌ جديدٌ يفصل ما بين هذه الروابط، وبالخصوص أنّ زيادة كريات الدم البيضاء في الطحال قد ترسل رسائل للدماغ تنتج في تغيراتٍ سلوكيةٍ بعد تعرض فئران التجارب للتوتر المتكرر بفترة طويلة.
يقول خريج الدراسات العليا من جامعة أوهايو، والكاتب الرئيسي للدراسة الدكتور دانيال ماك كيم: “لقد وجدنا أنّ الخلايا المناعية في الطحال قد تساهم في القلق المزمن بعد الإصابة بالتوتر النفسي”، وأضاف: “إنَّ نتائجنا تؤكد على إمكانية استهداف الجهاز المناعي بشكلٍ غير مألوف لعلاج مشاكل الصحة النفسية”. وقد كان البحث جزءاً من سلسلةٍ متصلةٍ من البحوث التي قُدِّمَتْ في الاجتماع السنوي لجمعية علوم الأعصاب في سان دييغو.
يعمل الكُتَّاب المساعدون ومستشارو “كيم” وهم “جون شيريديان” و”جوناثان جودبوت” على شرح التفاعل المعقد بين المناعة والتوتر في الحيوانات التي واجهت “هزائم اجتماعيةٍ متكررةٍ”، وذلك ضمن الجهود الرامية لتحسين رفاهية الناس الذين يواجهون التوتر النفسي المزمن، ويعمل “شيرديان” كمديرٍ مساعدٍ في معهد ولاية أوهايو لأبحاث الطب السلوكي كأستاذٍ محاضرٍ في العلوم الحيوية، ويعمل “جودبوت” كأستاذٍ مساعدٍ في العلوم العصبية.
حدد العلماء الثلاثة في هذه الدراسة أنّ تغيرات الخلية المناعية دامت لمدة شهرٍ تقريباً بعد اختبار فئران التجارب للإجهاد، ويقول “جودبوت”: “يبدو أنّ التوتر يحفز إطلاق خلايا جذعيةٍ من نخاع العظم إلى الطحال، حيث تتطور إلى خلايا الدم البيضاء أو خلايا الوحيدات، ومن ثمَّ تنتشر مع مرور الوقت، وبعد ذلك، يصبح الطحال مخزناً للخلايا الالتهابية”. يقول “شيردين” أنّه من المفهوم جيداً الآن أنَّ الطحال يتكامل مع التحسس الذي يظهر بعد التعرض المطول للتوتر في فئران التجارب، والذي يؤدي للإصابة بالقلق ومشاكل إدراكيةٍ أُخرى في المستقبل، ويقول “جودبوت”: “إنّه كذاكرةٍ خاصةٍ بالتوتر”.
في عملهم السابق، قام الباحثون في جامعة ولاية أوهايو بتسجيل ارتفاعٍ في انتشار القلق طويل المدى، والاكتئاب في فئران التجارب التي تعرضت للتوتر المزمن، وهو نموذجٌ تمّتْ مقارنته باضطرابات توتر ما بعد الصدمة في البشر. قال “جودبوت”: “ربما يكون القلق شيئاً جيداً للبقاء، فهو مفيدٌ تطورياً، لكن المشكلة تظهر عندما يكون النظام قد وُضع في حالةٍ من العمل المفرط، فهنا يصبح لدينا مشكلة”. وأضاف “شيردين”: “بدأنا في تجميع المزيد من التفاصيل عن التواصل ثنائي الاتجاهات بين الدماغ والجسم وبين الجسم والدماغ.” دُعمت الدراسة من المعاهد الوطنية للصحة، وهناك دراسةٌ أُخرى من جامعة ولاية أوهايو نُشرتْ تحت قيادة الأستاذ المحاضر في العلوم الحيوية في جامعة أوهايو “نينج كوان”، ولقد وجدت هذه الدراسة أنّ الانترلوكين-1 يلعب دوراً حرجاً في الاستجابة للتوتر في الفئران، وهو واحدٌ من مواد عديدةٍ تسمى السيتوكينات وهي محوريةٌ في تنظيم الاستجابة المناعية والالتهابية، ويؤدي تعبير الانترلوكين-1 بالتحديد إلى تنشيط الاستجابة المناعية بواسطة الدُبيقيّات في الدماغ، وهذه الخلايا تستدعي النظام المناعي، والذي يؤدي الى اندفاعاتٍ متتابعةٍ لخلايا الدم البيضاء إلى الدماغ، ولقد قاد البحث الطالب “دامون دايسباتو”.
خلال التوتر المزمن، يؤدي تنشيط الاستجابة المناعية للدماغ في الخلايا المسماة بالخلايا الدبقية إلى استدعاء النظام الوعائي للدماغ لخلايا الدم البيضاء. تنتج خلايا الوحيدات وهذه الإشارات القوية تسبب سلوكياتٍ مشابهةٍ للقلق في الفئران. ولقد قادت البحث طالبة الدراسات العليا “أنزيلا نيراولا”.
هناك نوعٌ معينٌ من مستقبلات الانترلوكين-1 التي تقوم بدورٍ مهمٍ في الاستجابة الخلوية للسيتوكينات، ويبدو أنّ أحد الأنواع بالتحديد يحفز التهاب الدماغ المصاحب للقلق عند الفئران. ولقد قاد البحث طالب الدراسات العليا “شايو ليو”.
العقاقير التي تحاكي نبات القنب قد تقلل من القلق والالتهاب في الفئران التي تمر بالتوتر، وهو اكتشافٌ قد يحمل تداعياتٍ في النهاية على علاج اضطراب توتر ما بعد الصدمة. ولقد قادت الدراسة “سابرينا ليسبوا”، وهي زميلةٌ زائرةٌ سابقة في جامعة ولاية أوهايو وحالياً زميلةٌ في جامعة ساو باولو.
No Result
View All Result