سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ماهي المؤشرات الجديدة لقُرب الحل العسكري في إدلب؟

تقرير/ صلاح إيبو  –

بعد التحشدات العسكرية الكبيرة في ريفي إدلب واللاذقية من قبل قوات النظام السوري وحلفائه من جهة، والمرتزقة الموالينللجيش التركي ونشر الأخير العتاد وزيادة نقاطها في تلك المنطقة من جهة أخرى، استجدت مؤشرات سياسية أخرى توحي باحتمالية اقتراب معركة ريف إدلب الجنوبي، إذ لمّحت روسيا لوقف الدوريات المشتركة مع الجانب التركي على طريق M4 وبالتزامن مع هذا القرار الروسي، أفصح المبعوث الأمريكي جيمس جيفري عن استمرار روسيا بالتفكير بالحل العسكري وعدم الضغط على النظام لتغير سلوكه السياسي بعد.
ضبابية الموقف الروسي وربط الملف السوري بالليبي
ومنذ قرابة الشهر والنصف، تزايدت خروقات النظام السوري من جهة و”الفصائل” المرتزقة في منطقة خفض التصعيد، لوقف إطلاق النار الذي وقعه الجانبين الروسي والتركي في اتفاق سوتشي الأخير، وتزايد وطأة القصف الصاروخي والمدفعي للنظام السوري على ريف اللاذقية (جبل الأكراد) وريف إدلب الجنوبي (جبل الزاوية) في ظل تحشدات عسكرية كبيرة من قبل الفصائل الموالية لتركية، وترافق هذا التصعيد العسكري بنشر تركيا لعشرات المدافع والأسلحة وإنشاء ثلاث نقاط عسكرية جديدة في تلك المنطقة تحسباً لعمل عسكري مرتقب.
وكان الجانب الروسي قد أوقف تسيير الدورية المشتركة مع تركيا المقررة الأسبوع الماضي، وهو ما يوحي بوجود بعض المنغصات بين الجانبين، الخلافات بين روسيا وتركيا لا تتعلق بإدلب فقط، بل تتعداها إلى مفاوضات بين الجانين في ليبيا أيضاً، ويربط العديد من المراقبين والسياسيين بين معركتي سيرت وإدلب.
في الإطار ذاته، قال المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى جنيف السويسرية للتنسيق مع دول أخرى قبيل انطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المقررة في /24/ آب/أغسطس الجاري، أن روسيا قادرة للضغط على الأسد لإجباره على تطبيق القرارات الدولية إلا أن موسكو لم تتخذ بَعد قراراً استراتيجياً حتى اليوم بالانتقال من الخيار العسكري الى الحل السياسي على الرغم من عدم مطالبة واشنطن بتغيير النظام بل بتغيير سلوكه.
ورأى جيفري أن روسيا تملك أكبر نفوذ في مناطق الأسد وأنها من ضَغَطَ على الأسد في بداية الأمر للقبول بخوض هذه المفاوضات وذلك لأن موسكو هي من سهَّل “انتصار الأسد العسكري” بعد أن تورّطت إيران بدعم الأسد وفشلت حتى تدخّلت روسيا التي أدى تفوقها من خلال القوات الجوية الى قلب المعادلة، بينما لم تعد إيران تملك القوات الكافية لخوض المعارك بشكل منفرد في سوريا.
فصائل المرتزقة متخوفة من نتائج أي عمل عسكري
وكثفت القوات الروسية من تسيرها لطائرات الاستطلاع في المنطقة وبالأخص فوق جبل الزاوية التي تشكل نقطة استراتيجية للسيطرة على المدخل الجنوبي لإدلب وفصل ريفي إدلب واللاذقية نارية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المرتزقة لتركية تمكنت صباح اليوم الأحد من إسقاط طائرة استطلاع مذخرة يرجح أنها روسية، في أجواء حرش بينين بجبل الزاوية ضمن ريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد استهدافها بالرشاشات الثقيلة، كما رصد المرصد السوري سقوط طائرة استطلاع نتيجة خلل فني في أجواء محور الحدادة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي”.
وأكد المرصد استمرار قوات النظام السوري تصعيد قصفها الصاروخي على بلدات وقرى ضمن جبل الزاوية، بالإضافة لقصف يستهدف محاور ضمن جبل الأكراد شمال اللاذقية.
وتروج صفحات موالية للفصائل المرتزقة لتركية ومن ضمنها جبهة النصرة، لقرب المعركة التي وصفوها بالحاسمة، منْ يكسب معركة إدلب المرتقبة يفرض نفسه كلاعب قوي في الساحة السياسية وربما الليبية أيضاً، وفي هذا الصدد نقلت وكالة نورث بريس عن أحد قادة ما يعرف بالجيش الوطني “إن القوات الروسية لاتزال تأمل في إمكانية الحل العسكري وتختلق الذرائع للانسحاب من تفاهم سوتشي الأخير”،
وفي حين قال مصطفى بكور، الناطق باسم جيش العزة، للوكالة ذاتها، “أن تركيا ألمحت أكثر من مرة إلى أنّها لن تسمح لقوات النظام السوري وروسيا بالسيطرة على المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي M4″، في إشارة إلى احتمالية دخول الأتراك المعركة إلى جانب، بشكلٍ مباشر أو ربما عن طريق دعم الفصائل المرتزقة لها.
خطط روسية ومصير عفرين
وكانت مصادر عسكرية مقربة من النظام السوري، كشفت قبل عام عن وجود خطة سورية روسية للسيطرة التامة على إدلب وريف اللاذقية عبر سلسلة من الحملات العسكرية، استهدفت أولها محور معرة النعمان والثانية محور سراقب وريف حلب الغربي، وتمكنت قوات النظام من السيطرة على مساحات واسعة في تلك المنطقة حتى تدخلت القوات التركية بشكلٍ مباشر لدعم فصائلها المرتزقة ووقعت اتفاقية جديدة في سوتشي مع الجانب الروسي تم فيها إعلان وقف النار بشرط إلتزام تركيا سحب الفصائل الإرهابية من منطقة خفض التصعيد.
هذا البند من اتفاقية سوتشي لم ينفذ بعد، وبات موضع خلاف بين الجانبين الروسي والتركي، وبالتزامن هذا الخلاف يدور حديث كبير عن أمكانية عقد صفقة تبادل جديدة بين روسيا وتركيا، والانظار تتجه إلى مدينة إعزاز ومعبر باب السلام الحدودي، وبهذا تكون مناطق سيطرة الفائل المرتزقة لتركيا قد قسمت، وهو ما يضع مصير مدينة عفرين الكردية المحتلة امام احتمالية الضم لتركية أو سيطرة جبهة النصرة عليها في ظل تقارير إعلامية سابقة عن زيادة نشاط الفصائل الموالية للنصرة بعفرين المحتلة.