محمد القادري
هناك آراء عند بعض المسلمين، تقول: “إن الدين واحد ولا يجوز أن تقول أديان”، ولا يقبلون أن يكون هناك جمع لكلمة دين بحجه الآية الكريمة التي تقول: “إن الدين عند الله الإسلام”، وكم من النقاشات جرت في هذه المواضيع، وهي تنتمي إلى جانب قبول الآخر والاعتراف بوجود الآخر، فحينما يقولون أنه ليس هناك دين غير الإسلام، فإنهم يعارضون نص الآية الكريمة، حيث أن تفسيرها الواضح هو أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، لذلك قال في كتابه الكريم: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، وأيضاً، أولئك الذين لا يقبلون وجود أديان أخرى، يفهمون كلمة الإسلام خطأ، حيث إن الإسلام يشمل شرائع الأنبياء جميعاً، اعتباراً من آدم، مروراً بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ثم محمد عليهم صلوات الله جميعاً، حيث أن أولئك المتشددين يحصرون الإسلام في شريعة محمد فقط، وهو ليس كذلك، فما نسميه اليوم بالإسلام، ونطلق أسماء أخرى على اتباع الديانات الأخرى ولا نقبل وجود أديانهم، إنما هو شرعة ومنهاج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن أولئك لا يقبلون وجود أديان غير دينهم مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: “لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”، أي إنه يعترف بوجود دين الكفار، وكذلك حينما يقول في سوره يوسف: “مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ”، فقد سم الله سبحانه وتعالى دين الملك بالدين. لذلك؛ يجب أن نعترف بوجود الأديان، وأن هناك منها الحق ومنها الباطل، ولكنها موجودة على أرض الواقع وذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
والدين في أساسه هو كل ما يعتقده الإنسان طوعاً من نفسه، حيث قال الله سبحانه وتعالى: “لا إكراه في الدين”، وعندما يلتزم به الإنسان يقبل أن يدان أمام الله، وأمام الكتب المقدسة والأنبياء والمرسلين، وأمام المجتمع وأمام نفسه. لذلك؛ سمي بالدين لأنه يدان به الإنسان، فكل معتقد له شعائر وعبادات وطقوس فهو دين مهما كان إلهه أو نبيه.