No Result
View All Result
المشاهدات 2
رضوان أحمد-
الأمن الغذائي يعني أن «لكلِّ الناس، في جميع الأوقات، فرص الوصول المادية والاجتماعية والاقتصادية إلى غذاء كافِ وآمن ومغذي يلبي احتياجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية كي يعيشوا حياة موفورة النشاط والصحة».
تحتاج شمال وشرق سوريا، وسوريا عامة إلى اهتمام كبير وعمل جماعي من المعنيين والباحثين والعاملين في مجال التنمية؛ من أجل تلبية الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.
هناك ثلاث مقاربات فقط لزيادة الإنتاج الزراعي وهي: تكثيف نُظم الإنتاج الزراعي لزيادة الغلال أو الإنتاجية على الأراضي القائمة، وزيادة عدد المحاصيل في الموسم الواحد على الأراضي الزراعية القائمة، وتخفيض خسائر الغذاء وهدره على طول سلسلة الإمداد، وردم فجوات الغلال الإنتاجية الزراعية في معظم البلدان وهي أقل من المعدل العالمي بسبب القيود الطبيعية والتقنية والسياسية. ومع ذلك، فإن احتمال زيادة الإنتاجية الزراعية، لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين سبل معيشة المزارعين الذين يفتقرون إلى الموارد في المنطقة ممكن من خلال ردم «فجوة الغلال» بين مستويات المحاصيل الفعلية التي يحققها المزارعون والمحاصيل المحتملة في ظل إدارة مناسبة ومدخلات ذات تقنيات محسنة.
التوصية هي بتكثيف نظم الإنتاج الزراعي مع مراعاة الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية المتاحة، من خلال الزيادة العمودية في الإنتاج الزراعي لكل وحدة من المدخلات (مثل الأراضي والمياه والأسمدة والبذور والعمل والمال)، مع الحد من الضرر الذي يلحق بالبيئة. وبالتالي يمكن لسوريا عموماً زيادة استثماراتها في تقنيات الصْون للتكثيف الزراعي المستدام من أجل زيادة الإنتاجية والإنتاج الزراعي، من خلال المقاربات المختبرة الآتية: الممارسات الزراعية الجيدة، الاستخدام المستدام للمياه والإدارة المتكاملة للمياه والأراضي، الزراعة الحافظة من دون حراثة أو بحد أدنى من الحراثة، نظم الإنتاج المتكاملة للمحاصيل والثروة الحيوانية والمراعي، تنويع نظم إنتاج المحاصيل وتناوب المحاصيل، الإدارة المتكاملة للآفات، النظام المتكامل للتغذية النباتية، الزراعة العضوية، الزراعة المحمية والزراعة المائية، الزراعة في المدن وحول المدن لتحسين إنتاج الثروة الحيوانية.
ويعد الإنتاج الحيواني المساهم الرئيسي في تحقيق الأمن الغذائي في البلدان العربية. وارتفاع كلفة مصادر الأعلاف كان العائق الرئيسي لنمو الإنتاج الحيواني وهي المصادر المحدودة من الأعلاف المنتجة محلياً، والرعي المجاني في المراعي الجائر والإفراط في مخزونات الحيوانات؛ مما أدى إلى الاستخدام غير المستدام للمراعي.
تستخدم إيكاردا مقاربات جديدة لتحسين الإنتاج الحيواني من خلال عملها على المجترات الصغيرة، أي الأغنام والماعز.
ويقوم العلماء بتوصيف وصْون السلالات المحلية من أنماط مختلفة من الماشية، وتحديد السلالات الأكثر إنتاجية أثناء استكشاف تكيفها مع البيئات الحارة والقاحلة. ويتم إشراك المجتمع في كل هذه الجهود، ولا سيما النساء، اللاتي يتم بناء قدراتهن حول الحيوانات التي يجب المحافظة عليها أو التخلص منها عند انخفاض إنتاجيتها.
هناك حاجة إلى بحوث إضافية لإدخال سلالات أكثر إنتاجية وقابلية للتكيف لزيادة المصادر الحيوانية للغذاء وتحسين الاكتفاء الذاتي في اللحوم والحليب. هناك أيضاً حاجة لخدمات بيطرية محسنة وموجهة بشكل جيد لضمان صحة الحيوانات، وبرامج تحصين منتظمة لمكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، وضمان إجراءات حجر صحي صارمة لإدخال الماشية وغيرها من الحيوانات إلى سوريا. وكذلك، من شأن تطوير سلاسل القيمة المتكاملة للثروة الحيوانية وتعزيز الشراكات بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك منتجي الثروة الحيوانية وبخاصة أصحاب الحيازات الصغيرة والمصنعون، أن يساعدوا في تحسين الأمن الغذائي.
No Result
View All Result