عملت داعش خلال سيطرتها على المنطقة على إطفاء نور العلم والثقافة وإسدال ستائر الجهل والظلام، لطمس هوية ثقافة المنطقة، وبخاصة الحاقدين على المنطقة والمرتزقة الأجانب، المدعومين من دول تريد محو هوية المنطقة بشكل كامل، فقد كانت الخطوة الأولى من هذه التنظيمات هي القضاء على المواهب لدى المثقفين في المنطقة. الشاب النحَّات ماجد الصايل من أهالي الطبقة تحدث عن جانب من أعمال مرتزقة جبهة النصرة بالقول: «دخلت جبهة النصرة إلى المركز الثقافي، فحطَّمت الموجودات كافة بحجة أنَّها تماثيل ترمز للشرك بالله، ومنها تمثال على بوابة قسم النحت وهو حارس «باب خور ساباد» الذي يمثل إله القوة عند الحضارة الآشورية وتمثال في داخل القاعة و «ربة الينبوع» وتمثِّل آلهة العطاء في حضارة ماري وبعض التماثيل الأعمال الصغيرة المتواضعة التي كانت من أعمالنا بالإضافة إلى قسم المعرض، وحولت المركز الثقافي إلى مركز إرهاب بدلاً من مركز للثقافة، أما فترة سيطرة داعش فكانت المواهب مكبوتة بسبب اعتبار داعش الفن و النحت بخاصة كفراً ويوجب القتل والقصاص، وكنت أشعر بالألم نتيجة تخريب صروح الفن والثقافة في المنطقة حتى «معجونة» الرسم كانت ممنوع وجريمة لدى داعش. وعن تجربته الشخصية وموهبته تحدث الصايل: «بدأت النحت من عام 2006م في المعهد التخصصيّ في الطبقة ومدة المعهد ثلاث سنوات، وفي السنة الثانية حصلت على المرتبة الأولى في فحص الرواد في نحت الصغار وكان عمري وقتها 12 سنة، وفي السنة الثالثة أصبحت المشرف على قسم النحت في المعهد، قسم الأطفال، وتابعت دراستي في هذا المجال وانتقلت إلى المركز الثقافي في قسم النحت لمدة أربع سنوات على يد النحات مصطفى الصافي، وفي عام 2013م. وقعت «مجزرة الفن» في الطبقة بسيطرة الفصائل على الطبقة ومنها جبهة النصرة، فأدَّى ذلك إلى هجرة كثير من الفنانين والمثقفين، أو كبت مواهبهم نتيجة الخوف من المرتزقة الذين حرموا وجرموا كلَّ شيءٍ واتخذوا من المركز الثقافي مركزاً لجرائمهم». وتحدث عن الأعمال التي يقوم بها بعد تحرير الطبقة، والتي جلبت معها حرية الفن في المنطقة وقال: «بعد تحرير الطبقة بدأت العمل مع لجنة الثقافة والفن في الطبقة في محاولة لإعادة حركة الفن للمنطقة وضم مجموعات من الأطفال إلى المركز الثقافي لتعليمهم النحت وتجهيز معرض لنحت الأطفال يضمُّ أعمال12 طفلاً. من جملة ما حطمه مرتزقة النصرة تمثال حمامة السلام الذي كان الفنان الصايل قد نحته ووضعه في المركز الثقافيّ للطبقة قبل عام 2013م.