تسعى دولة الاحتلال التركي وبالوسائل كافة ضرب المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا وتفكيك النسيج الاجتماعي بين شعوبها، وكذلك تأخير حملة عاصفة الجزيرة، وإطالة عمر داعش وكذلك الأزمة السورية وتعميقها؛ للتدخل في سوريا واحتلال أراضيها وتقسيمها وبالتالي تحقيق مصالحها. ولهذا؛ لا تكفّ عن إطلاق التهديدات المتعاقبة على الشمال السوري، وآخرها التهديد بإطلاق حملة عسكرية لاحتلال مناطق جديدة من شرق الفرات…. في ظلّ صمت دولي تام…
مركز الأخبار ـ أكد الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة كري سبي (تل أبيض) حميد العبد أنهم لن يسمحوا لتركيا بضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة، وأوضح أنهم سيتكاتفون لإفشال المخططات التركية؛ وجاء ذلك في لقاء خاص أجرته وكالة أنباء هاوار معه، كشف فيه العبد عن موقفهم تجاه التهديدات التركية التي أطلقها أردوغان (الأربعاء) بأنه سيطلق حملة عسكرية لاحتلال مناطق جديدة من شرق الفرات.
وأوضح العبد أن تركيا تهدد مناطق شمال سوريا كلما ضاق الخناق على مرتزقة داعش للتخفيف عن الأخيرة. وتابع: “أردوغان هدد مؤخراً باجتياح مناطق سري كانيه وكري سبي، وهو يخص المناطق العربية في تهديداته، وأعلن النفير العام في مناطق الشمال السوري ونحن لن نسمح لأردوغان بضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة من خلال تكاتفنا”.
وأشار العبد إلى أن التعايش المشترك بين جميع المكونات في الشمال السوري لا يروق لأردوغان، وأكمل قائلاً: “نستغرب من صمت المجتمع الدولي والحكومة السورية تجاه هذه التهديدات؛ لأنها تهدف لاحتلال بعض المناطق واقتطاعها من الأراضي السورية وضمها إلى تركيا”. وأكد العبد بأنهم لا يهابون التهديدات التركية، ووجه رسالة إلى الشعب في شمال سوريا بقوله: “هذه الأرض هي أرضنا وأرض أجدادنا وأرض سوريا ونحن سوريون ولن نسمح لأحد باحتلال أرضنا”.
كما وأكدت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا فوزة يوسف، أن تركيا لا تريد انتهاء الإرهاب في سوريا أو حل الأزمة السورية وتحقيق الاستقرار، بل هدفها الأساسي تعميق الأزمة وإطالة عمر مرتزقة داعش، وقالت: “لم نخض حرباً ضد أحد، بل نخوض حرب الوجود والدفاع عن النفس”؛ جاء ذلك خلال مشاركتها في أعمال الاجتماع السنوي لمجلس مقاطعة قامشلو المنعقد في مركز آرام تيكران للثقافة والفن في بلدة رميلان.
وأضافت: “من المواضيع الأساسية التي عملنا عليها في هذا العام؛ هو تحقيق الاستقرار في سوريا والقضاء على داعش وتحقيق الاستقرار في المنطقة. لكن؛ تركيا وروسيا اعتبرت ذلك تهديداً، وبهدف جرنا إلى الحرب شنوا الهجوم على عفرين. كان هدفنا جعل نموذج شمال سوريا نموذجاً لحل الأزمة السورية، ولكن تركيا ودول عالمية لم ترغب بحل الأزمة السورية، وبهدف تعميق الأزمة وتصعيد الحرب في سوريا هاجمت عفرين واحتلتها”.
وتابعت: “كلما خطونا خطوة من أجل القضاء على داعش؛ تقوم تركيا بدعمهم؛ بهدف إطالة عمر داعش، عندما تم الاتفاق على القضاء على جبهة النصرة تدخلت تركيا وعملت على حمايتها. تركيا لا ترغب بالقضاء على الإرهاب في سوريا، ولا ترغب باستتباب الأمن والاستقرار فيها، ولا ترغب في حل الأزمة السورية؛ لأنها تعلم جيداً أن الاستقرار في سوريا يعني أن الشعب التركي والقوى السياسية التركية سوف تطالب بتغيير النظام الدكتاتوري الذي يقوده حزب العدالة، لذلك فإن كل مساعيها تنصب في تعميق الأزمة السورية”.
ونوهت فوزة يوسف إلى أن الهدف الأساسي لدولة الاحتلال التركي هو تقسيم سوريا، وقالت في ذلك: “مشكلة تركيا لا تتعلق بالشعب الكردي، ولا بحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، تركيا لا ترغب في حل الأزمة السورية وتحقيق الاستقرار في سوريا، تركيا تسعى فقط إلى تقسيم سوريا، الوجود التركي في إدلب وإعزاز والباب وجرابس هو تمهيد لتقسيم سوريا. لسنا من دعا المرتزقة إلى إدلب، بل إن سياسات الدولة التركية والسياسيات الدولية وممارسات وسياسات النظام هي التي تمهد لتركيا من أجل تقسيم سوريا”.
وبهذا؛ أصدر حزب الاتحاد السرياني بياناً استنكر من خلاله التهديدات التركية على شمال شرق سوريا، وجاء في نص البيان: “يستمر الرئيس التركي بتهديداته في احتلال مناطق الشمال السوري بحجة أن قوات سوريا الديمقراطية تشكل تهديداً لتركيا، في الوقت الذي كان هدف هذه القوات منذ البداية ومازال هو للدفاع عن النفس ومحاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا ولم تشكل يوماً أي تهديد لدول الجوار، كما يأتي هذا التصعيد التركي في الوقت الذي تقود فيه قسد بالتعاون مع التحالف الدولي المرحلة الأخيرة من إنهاء داعش من منطقة شرق الفرات، وأمام هذه التطورات الخطيرة والتي من شأنها أن تهدد السلم والاستقرار الذي تعيشه مناطق شمال وشرق سوريا؛ فإننا في حزب الاتحاد السرياني نرفض وندين هذه التصريحات من قبل الرئيس التركي الساعي إلى احتلال أراضي سورية أخرى ودعمه لقوات عسكرية إرهابية في المضمون ومعتدلة بالإعلام التركي فقط كتلك الموجودة في الباب وجرابلس واعزاز وعفرين والتي ترتكب أفظع الانتهاكات بحق الشعب السوري بكل مكوناته، وندعو عموم الشعب السوري الوقوف صفاً واحداً تجاه هذا العدوان والمخطط التركي الهادف إلى اجتزاء أراض سورية، كما نطالب التحالف الدولي بأخذ مسؤولياته في حماية منطقة شرق الفرات من أي تهديد عسكري من شأنه أن يؤدي إلى نتائج كارثية، كما ندعو الأمم المتحدة بالإسراع في عملية السلام في سوريا والتي تشكل الضامن للاستقرار والشروع نحو الحل السياسي المنشود والذي سيضع حداً للحروب والتدخلات الخارجية”.
واستنكرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تهديدات أردوغان، وأكدت أن تركيا تستهدف من وراء هذه التهديدات اقتطاع أجزاء من سوريا ووحدة التراب السوري، وأيضاً إطالة حياة مرتزقة داعش وضرب النسيج الاجتماعي في شمال سوريا.
وأصدر المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً كتابياً إلى الرأي العام تعقيباً على تهديدات أردوغان التي هدد فيها مناطق شمال وشرق سوريا، وجاء في نص البيان: “باسم المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ندين ونستنكر تصريحات وتهديدات أردوغان العدائية ضد مناطقنا. إن أردوغان منذ بداية الأزمة السورية يحاول أن يقتطع أجزاء من سوريا ويلحقها بتركيا، إنه يريد أن يعيد حدود الميثاق المللي. هدف أردوغان ليس شمال وشرق سوريا وإنما يستهدف وحدة التراب السوري. ففي الوقت الذي تلفظ داعش أنفاسها الأخيرة في دير الزُّور يحاول أردوغان عبر تهديداته باجتياح سوريا أن يخفف عنها ويطيل من حياتها، وهدفها أيضاً ضرب النسيج الاجتماعي السوري وحالة التعايش المشترك والتآخي بين مكونات الشعب السوري في شمال وشرق سوريا؛ لأنه يعتبر ذلك تهديداً لمصالحه وطموحاته التوسعية، وكذلك؛ فإن هذه التصريحات العدائية تستهدف المكاسب التي حققتها دول التحالف الدولي في محاربة الإرهاب والقضاء عليه في آخر جيوبه وتستهدف حالة الأمن والأمان التي بدأ شعبنا السوري يعيشها في شرق الفرات وهذا ما لا يريده النظام التركي الحالي. لذلك؛ فإننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نناشد المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة والتحالف الدولي ضد داعش بأن يتخذ موقفاً ضد مخططات أردوغان العدوانية هذه؛ لأنه خرق للقانون الدولي وأنه حالة احتلال وهو ضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط. وندعو الدول المشاركة في حلف الناتو بأن تقف ضد سياسات أردوغان، كونه يناقض مبادئ الحلف حيث يستهدف منطقة لا تشكل أي تهديد أمني عليه. أيضا ندعو الحكومة السورية بأن تتخذ الموقف الرسمي ضد هذا التهديد؛ لأن أردوغان يريد أن يحتل جزءاً من سوريا وهذا يعني اعتداء على السيادة السورية. كما نناشد القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم بأن تقف مع إرادة شعوبنا وأن تتضامن معنا ضد حليف داعش أردوغان وأن تقف ضد حرب الإبادة التي أعلنها أردوغان ضدنا.
ونحن كإدارة ذاتية في شمال و شرق سوريا نعلن النفير العام وندعو كل السوريين الشرفاء للوقوف صفاً واحداً ضد السياسات الاستعمارية للدولة التركية، واليوم هو يوم تكريس كل طاقاتنا في سبيل حماية أرضنا وعرضنا وشعبنا. يجب أن نعمل بكل ما في وسعنا من أجل أن نحافظ على وحدة أراضينا ووحدة وأخوة شعوبنا”.