سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لم تجعل حالتها عائقاً لها في خوض مغامرات الحياة

خلقت صماء وبكماء، لكنها رفضت الاستسلام وقاومت الظروف لتصبح الآن رسامة ماهرة لها العديد من اللوحات المعبرة.
شرفين علو الشابة البالغة من العمر 17 عاماً من أهالي قرية اومارو في ناحية شرا في مقاطعة عفرين، خلقت صماء وبكماء، تنحدر من عائلة وطنية تتألف من خمسة أشخاص ترتيبها الثاني في العائلة.
ظروف الشعب الكردي قِبل اندلاع ثورة روج آفا كانت من أهم العوائق التي واجهت شرفين، حيث ومع بلوغها سن السابعة رغبت عائلتها في تسجيلها في مدرسة خاصة للصم والبكم، ولكن إدارة المدرسة وضعت شروط تعجيزية لعائلة شرفين من أجل الانتساب للمدرسة وذلك لسبب واحد وهو أن الشعب الكردي في سوريا أثناء حكم النظام البعثي كانوا يتعرضون للإنكار وعدم القبول، ولعدم تمكن عائلة شرفين من تلبية شروط الانتساب لم تتمكن شرفين من ارتياد المدرسة.
لكن رغبتها القوية في التعلم كانت أقوى من سلطة النظام، لذا تعلمت القراءة والكتابة باللغتين العربية والكردية بمساعدة عائلتها.
ومع اندلاع ثورة روج آفا وطرد النظام البعثي من روج آفا، افتتحت أول دورة تدريبية لتعلم الرسم، والتحقت شرفين بها كونها كانت تتقن الرسم وتعتبره من هواياتها المفضلة.
وتمتلك شرفين العشرات من اللوحات الزيتية، وأخرى بالفحم رسمتها والرصاص، وتغلب على لوحاتها الجانب الأنثوي فهي تؤمن بأن المرأة هي أساس الحياة ومنبعها.
 كما شاركت شرفين في عدة مهرجانات ومسابقات في مقاطعة عفرين التي كانت تنظمها هيئة الثقافة والفن لأعضائها آنذاك.
في 20 من كانون الثاني من العام المنصرم بدأ جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بالهجوم على عفرين وقصفها بشكل عشوائي ولم يبقَ أمام عائلة شرفين حلٌ سوى الخروج منها في 16 آذار الماضي.
أرادت عائلة شرفين إرسال لوحات شرفين إلى مقاطعة الجزيرة إلا أن هذا الاقتراح قوبِل بالرفض التام من قِبل شرفين.
ونظم اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين بتاريخ 21 من الشهر الجاري معرضاً في مخيم سردم وقد شاركت فيه شرفين بلوحة لها رسمت فيها طفلاً وهو يحضن لعبته وآثار الحرب تحيط به، في إشارة إلى أن أطفال عفرين قد حرموا من طفولتهم بعد ما تعرضوا له من القتل والمجازر من قِبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وتتحدث والدة شرفين حميدة محمد عن إصرار شرفين في تعلم الرسم، وقالت “شرفين منذ صغرها تمسكت بالحياة ولم تجعل حالتها عائقاً لها في الخوض في مغامرات الحياة، رغم عدم قبولها بالانتساب للمدرسة ورؤيتها للأطفال يرتادون المدرسة كانت تشعر بخيبة أمل، ولكنها لم تستسلم وتعلمت فن الرسم منذ الصغر حتى أتقنت الرسم وباتت متفوقة في هذه الموهبة”.

وكالة/ هاوار