No Result
View All Result
المشاهدات 0
يؤكّد العلماء أن نسبة الخرف حالياً 50 مليون ويقدر الخبراء أنّ عدد المصابين بالخرف سيكون 75 مليون شخص على مستوى العالم بحلول عام 2030، وسيرتفع هذا العدد إلى 131.5 مليون بحلول عام 2050. تقول أنتونيلا سانتوتشيون-شادا، الطبيبة المختصة في الزهايمر في سويسرا: «لا يمكن لأيّ نظام رعاية صحيّة التعامل مع هذا الوضع، فالأعداد كبيرة جداً». وتضيف: «بينما تتزايد أعداد النساء المصابات بالمرض، يتعين علينا البحث والتدقيق في الاختلافات المتعلقة بهذا المرض بين الذكور والإناث».
فكلما تقدم العمر بالإنسان، يزيد احتمال إصابته بمرض الزهايمر المتأخر. وأعمار النساء في العادة تكون أطول من أعمار الرجال، وبالتالي يكون عدد المصابات بالزهايمر أكبر. لكن أبحاثاً حديثة تشير إلى أننا نخطئ إذا افترضنا أن تقدّم السن يعني حتميّة الإصابة بالزهايمر. فالنتائج التي توصّلت إليها دراستان مهمتان عن الوظائف المعرفيّة والهرم تفيد بأنه على مدى العشرين عاماً الماضية، انخفض عدد حالات الخرف في بريطانيا بنسبة 20% كنتيجة رئيسية لانخفاض الإصابات بين الرجال الذين تجاوزوا سن 65 عاماً.
ويقول الخبراء إنّ هذا ربما يرجع إلى حملات الصحة العامة التي تستهدف التدخين وأمراض القلب، فهما من العوامل التي تؤدي للإصابة بألزهايمر. لكن لأن الرجال يصابون بأمراض القلب في سن مبكرة، ويدخنون أكثر من النساء، فإن هذه الحملات يمكن أن تكون عاملاً مساعدا في تجنّب الرجال أكثر لهذه الأخطار أكثر من النساء.
الأدوار الاجتماعية أيضاً، مثل الرعاية الصحيّة، ربما تزيد أيضاً من فرص الإصابة بالخرف. فبعض الأبحاث تشير إلى أن العمل في مجال تقديم الرعاية الصحيّة قد يشكل في حد ذاته عاملاً من عوامل الإصابة بالزهايمر، كما تقول الطبيبة النفسيّة أنيماري شوماخر.
وحالياً، يجري تشخيص وجود الزهايمر من خلال فحص نوعين من البروتينات الحمضيّة المتراكمة في الدماغ، وتشير الأدلة إلى عدم وجود فرق في مستوى هذين النوعين من البروتينات – ويعرفان باسم «المؤشران الحيويان»- بين الرجال والنساء المصابين بالزهايمر. لكن النساء أظهرن تراجعاً حيويّاً أكبر.
ونتيجة لذلك، تقول فيريتي: «ربما كان لهذين المؤشرين الحيويين توقعات مختلفة لدى الرجال والنساء. ربما احتجنا لتعديل المؤشرات الحيوية الكيميائيّة، والنفس-عصبيّة لدى الرجال أو النساء، أو العثور على مؤشّرات حيويّة متخصصة في جنس بعينه».
وهناك سؤال آخر أمام الباحثين: لماذا يتطور المرض في النساء بسرعة أكبر من الرجال بعد تشخيصه؟
إحدى المدارس تقول: إنّ هرمون الاستروجين يحمي أدمغة النساء في سن الشباب، لكن هذه الحماية تتراجع بنقص ذلك الهرمون بعد سن معينة.
وهناك أبحاث أخرى تشير إلى أنّ أداء النساء كان أفضل في التجارب التي أجريت في البداية، وهو ما يمكن أن يؤدّي إلى غياب التشخيص في أيّ مرحلة مبكرة، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى أن يُسيء الأطباء تقدير مدى خطورة المرض. إذا كان هذا هو الوضع، فإنّ اختبارات التشخيص تحتاج إلى أن تتغير لتعكس الاختلافات النفسيّة-العصبيّة بين الرجال والنساء.
تحدٍّ آخر يتمثل في كيفية تصميم وتطبيق التجارب السريريّة لأدوية الزهايمر. فلأنّها مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، تُقتسم بالتساوي بين الجنسين، مع أنّ عدد المصابين من النساء أكثر من الرجال.
وتقول سانتوتشيون-شادا: «إذا كان هناك كثير من النساء مصابات بهذا المرض، فإنّ الفحوصات التجريبيّة يجب أن تشمل مزيداً من النساء». ويبدو أنّ هذا الفهم للموضوع أثمر بالفعل، وتضيف: «في مجالات هذه الأمراض، نشهد حالياً ظهور أدوية ناجعة»، بينما أخفقت غالبية الفحوصات التي أجريت على الأدوية الخاصة بعلاج الزهايمر في العقد الماضي. وبالمقارنة بأمراض أخرى، تبقى الأبحاث المتعلقة بالخرف لا تحظى بالتمويل الكافي. فمن ناحية تاريخيّة، في المملكة المتحدة، كانت تصرف ثمانية بنسات على أبحاث تسعى للتوصل إلى علاجات جديدة للخرف، في مقابل كلّ 10 جنيهات إسترلينيّة تصرف على العناية بالمصابين بهذا المرض، طبقا لبحث صادر عن جامعة أكسفورد. وفي المقابل، يصرف 1.08 جنيه إسترلينيّ على أبحاث علاج السرطان. ومن ناحية تاريخيّة كانت الأبحاث المتعلقة بالخرف تعاني من قلة التمويل مقارنة بالأمراض الأخرى.
التباين في التمويل يتكرر في أماكن أخرى. ففي الولايات المتحدة أفادت المعلومات الصادرة عن المعهد الوطنيّ للصحة عام 2017 أنّ حوالي 3.03 مليار دولار (2.29 مليار جنيه إسترلينيّ) أنفقت على أبحاث الزهايمر وما يتعلق به من أمراض، بينما ذهبت 9.87 مليار دولار (7.47 مليار جنيه إسترلينيّ) لأبحاث السرطان.
لكن الأموال المخصصة للأبحاث تزيد عاماً بعد عام بمساعدة تبرعات ضخمة من قبيل تبرع بيل غيتس بخمسين مليون دولار (38 مليون جنيه إسترليني). لكن «مازال هناك متسع لمزيد من الأموال»، كما تقول هيلاري إيفانز المديرة التنفيذيّة لأبحاث الزهايمر في بريطانيا. وتضيف إيفانز: «ينبغي أن نرى تمويلاً إضافيّاً كبيراً لنضمن أنّنا نقوم بنفس التقدم في البحث المتعلق بالمصابين بالخرف كالتقدم الذي شهدناه في مجال أبحاث السرطان وأمراض القلب في السنوات الأخيرة».
وبالنسبة لبريندا، فهي تدبر أمورها بمساعدة جهاز «جي بي أس»، لجأت إليه بعد أن ركبت ذات مرة في القطار الخطأ، وكذلك بمساعدة ملاحظات تذكرها بالطريق ألصقها حول البيت زوجها ستيفن. ويقول كلاهما إنّهما يخططان للاستمرار في إلزام نفسيهما في الانخراط في النقاشات والأبحاث المتعلقة بهذا المرض. إنّ تحديد أيّ فروقات بين الجنسين يمكن أن يساعد في حلّ إحدى أكثر الأمور الطبيّة غموضاً في هذا العصر، وهي فرصة يتفق الخبراء على أننا سنكون حمقى لو لم نستفد منها.
No Result
View All Result