No Result
View All Result
المشاهدات 1
رامان آزاد –
الإسلامُ الديمقراطيّ عنوانٌ كان محلَّ نقاشٍ كبيرٍ وصلَ للجدلِ، وكانت معظمُ المواقفِ ردّات فعلٍ شخصيّة، لم ترتقِ لمستوى المسؤوليّة المجتمعيّة، واختصاراً نقول طرحُ الموضوع كان سليماً، لا بل يُؤخذ على الإدارةِ الذاتيّةِ تأخرها بطرحه، ولعلنا نناقش الاسم ولكن ليس بالضرورةَ، فالديمقراطيّةُ هي أسلوبُ مقاربتنا للدينِ.
لا يمكن لأيَّ تحليلٍ سليمٍ للأزمةِ السوريّة تجاهلَ استثمارِ العقيدةِ الإسلاميّة سلاحاً فتّاكاً فيها، والتي على أساسِها يتمّ استقطابُ الموتورين والإرهابيين من كلِّ أنحاءِ العالم، وتجميعُهم وتنظيمُهم في فصائلَ مسلّحةٍ لتسندَ إليهم مهمةُ القتلِ وتشرّعَ لهم كلُّ المحرماتِ بأكذوبةِ “الجهادِ”.
حربٌ شاملة بلبوس الدين
تختلف الحربُ التي يشهدُها الميدانُ السوريُّ عن أنواعِ الحروبِ الكلاسيكيّة والحديثة بين الجيوش النظاميّة، إذ تُصنّف ضمن حروبٍ الجيل الرابعِ، وهي حربٌ شاملة بين أبناءِ الوطنِ الواحدِ، وأصبحتِ المناطقُ والبلداتُ وحتى الشوارع تُوصفُ فقط بالبعدِ العسكريّ بأنّها مهمة واستراتيجيّة، فيما التلال وُصِفت بأنّها حاكمة تضمنُ السيطرةَ الناريّة على مساحاتٍ كبيرةٍ، وقد لعِب مشايخُ التحريفِ والتخريفِ دوراً إجراميّاً في إصدار الفتاوى التي تنصُّ على استباحةِ دماء الناس وأموالِهم وأعراضِهم وقطع الطرقات وسرقة الأرزاق.
تتواصلُ الحربُ في سوريا على الأهالي على مستويين: الأول عقائديّ: بتكفيرِ كلِّ مخالفٍ عقائديّاً وتوصيفه بالمرتدِّ والخارجِ عن الملة واستحقاقه القتلِ، والثانيّ الصراع المسلح: فقد وصل تشرّبُ المريدين للفتوى درجةَ الغسيلِ الكاملِ للعقلِ، فبات بعضهم مسلوبَ الإرادة ومستعداً للانتحار والموت مجاناً، وبالمقابل امتلأ المشايخ بالغرور ونصّبوا أنفسَهم وكلاءَ الله على الأرضِ يستحكمون بالناسِ ويسومونهم سوءَ العذابِ.
وبالمقابلِ فقد اقتصرت محاربةُ الإرهابِ على جانبٍ واحدٍ هو العسكريّ وحقّقت نتائجَ باهرةً، ولكن دونَ التصدّي للمعركةِ في مستواها الفكريّ، ونزعِ السلاحِ العقائديّ من أيدي الإرهابيين. وبذلك تمَّ التغافل عن أصلِ الإرهابِ ومنبعِه الفكريّ، والذي من شأنه أن يولّد المزيدَ من الإرهابِ عبر الترغيب والإغراء بالجنة وحور العين. وبالتالي فالمشكلةُ ليست مع الدين علاقةً ميتافيزيقيّة مع الغيبِ تملأ الجانب الروحيّ فيه، بل هو التطرّف الدينيّ، وتجيير الدينِ لأهدافٍ سياسيّةٍ.
مقاربة عصريّة للواقع المعاش
إنّ التحدّي الأكبر بعد تحريرِ المناطقِ من الإرهابِ ودحرِ المرتزقةِ، هو إعادةُ الإعمارِ على مستوى البنيانِ والعمرانِ، وكذلك ترميمُ العقولِ وتطهيرِها من التطرفِ ورفضِ الآخر، وتعزيزِ فكرة التعايشِ بين المكوناتِ الوطنيّةِ، وإحياءِ قيم التسامح والسلام.
الإسلامُ الديمقراطيّ ليسَ دعوةً لتحميلِ النصِّ ما لا يحتمل، رغمَ الإقرارِ أنّ النصَّ حمّالُ أوجه، بل جهدٌ لوضعِ الأمورِ في نصابِها الصحيحِ، والقيامُ بمقاربةٍ عصريّةٍ له لواقعٍ معاشٌ بعيداً عن التنظيرِ ومجرد الافتراضِ، إذ لا يمكنُ حملُ الآخرين على فهمٍ تجاوزت عليه قرونٌ راكمت خلاله البشريّةُ منجزاتٍ كبيرةً، ومن جهةٍ أخرى كان من الضروريّ تأكيدُ علمانيّة المشروعِ الديمقراطيّ، والذي يتيحُ حريّة العقائدِ لكلِّ الناسِ، فحكومةُ العدالة والتنمية مثلاً تستغلُ العاملَ الدينيّ لاستقطابِ أصواتٍ الناخبين في صناديقِ الانتخاب، بتخويفِ المتدينين بأنّ مصيرَهم غير مأمونٍ في ظلِّ حكومة علمانيّة صرفةٍ.
إنّ المعنى الجوهريّ للديمقراطيّة هو البعد الاجتماعيّ، وإتاحةُ المجالِ للمشاركةِ الجماهيريّة الحرّة والفاعلة من غير وصايةٍ أو إلزامٍ قسريّ، ولعلّ الدينَ أحوجُ ما يكونُ ليتحررَ من وصايةِ أصحابِ العمائمِ وجلابيبِ الفتوى والفتنةِ ليكونَ قضيةَ حريّةٍ شخصيّةٍ من غير تخويفٍ أو تهديدٍ، فيما يتشاورُ الناسُ ويتبادلون الرأيَ بمسائل الصالح العام عبر مجالسَ عصريّة، ويُتعبّدُ اللهُ في البيوتِ والمساجدِ بدونِ شبهةٍ أو تهمةٍ بالإرهابِ، بعد طالت يدُ الإرهابِ المساجدِ والأديرة والكنائس والزيارات واغتالت رجال الدينِ في صلواتهم، ومساجدُ عفرين والأضرحة والمقامات شهودُ الإجرام.
الدينُ بين البترِ والإصلاحِ
من البديهيّ أنّ التطرّفَ الدينيّ قد يُقابلُ بتطرفٍ معاكسٍ وقد يكونُ تمامُ الإلحادِ والرفض، فالفعلُ يولّد ردَّ فعلٍ من جنسه، إذ أنّ التطرف نوعان إقرارٌ وإنكارٌ، ولكن القضية لن تنتهي إلى حلٍّ متوازن، بل ستؤدي إلى إذكاء نار صراعٍ جديدٍ لا يختلفُ في أسبابه عما يسببه التطرفِ الدينيّ.
لذلك ينقسم العلمانيون إلى قسمين: الأول يرى أنّ أزمة المسلمين لا تعودُ في أسبابِها إلى التوجّهات والتيارات الغربيّة والغريبة ووقوع المسلمين تحت سلطانها، بل يحملُ على المسلمين بأنّهم حملة فكرٍ انتهت صلاحيتُه الزمنيّة وبات عاجزاً عن احتواءِ العصرِ ومعطياتِ الحاضر، والقضية لم تبدأ مع الاستعمار الأوروبيّ لبلاد المسلمين (على اعتبار أنّ السلطنة العثمانيّة كانت دولة إسلاميّة بدأت بحملِ رايةِ الخلافةِ)، وأنّ المسلمين أنفسَهم من أعلنَ نهايةَ الدينِ وعجزِه عن التطوير والخروج من قوقعة الماضي، ويعتبر العصر العباسيّ مرحلة احتضار الإسلام ونهايته. وهذا النمط من العلمانيين المتشددين يعتبرُ أنّ البترَ هو الحلّ لأزماتِ اليومِ، وذلك عبر التبرؤ الكاملِ من الأديان، وتحييدها بشكلٍ كاملٍ عن الحياةِ، لأنّها سببُ المآسي والكوارثِ. وكان من أنصار هذا التوجّه مؤسسُ تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك الذي قاد سياسةً قاسيةً بحقِّ رجالِ الدينِ، ولكنَّ مرورَ الزمن أثبت فشلَ هذه المحاولات، فرغم تغني كثيرٍ من القادة الأتراك بالمحافظة على التقاليد العلمانيّة الأتاتوركيّة، إلا أنّ أحزاباً إسلاميّة وصلت إلى الحكم كالفضيلة والرفاه، ومن بعدهما العدالة والتنمية، كما أنّ المنعَ المطلقَ يزيدُ التطرّف ويقطعُ الطريقَ على الإصلاح، إذ يراكمُ مشاعرَ المظلوميّة ويؤدّي لاحتقانٍ لا يمكن التكهن بتوقيت وأبعاد انفجاره.
فريق آخر من العلمانيين يعتبرُ الأديانَ جزءاً من الميراثِ الثقافيّ لشعوبِ المنطقة، واجتازت مساحاتٍ زمنيّة طويلةٍ، فلم تتخلَّ خلالها أوروبا العلمانيّة كليّاً عن الدينِ رغم الانقسام الكنسيّ، ولم ينتهِ الإسلامُ رغم تعددِ مذاهبه، إذاً فالحلُّ يكمنُ بمراجعة دقيقة للدين باعتباره ميراثاً ثقافيّاً، وقراءته بروحِ العصرِ وبما يتوافقُ مع معطياتِ الحياة الراهنة. وقد أفرد القائد عبد الله أوجلان اهتماماً كبيراً بهذه المسألة في تحليله لتاريخ أزمات منطقة الشرق الأوسط، فأعاد إلى الأذهان دولة السومريين ودور الكهنة وتحدث عن حكم الفراعنة في مصر، والاختلافات والحروبِ الإسلاميّة، ودرس الأديان في إطارها الإنسانيّ، وتوقف لدى مشهديّة تحطيم إبراهيم الخليل لأصنام المعبد في إشارة للثورة الذهنيّة، ومناوئة طبقة البرجوازية في مكة للإسلام وعقد المدينة الذي تضمن التعايش بين مكونات المدينة، وبذلك اعتبر مفهوم الأمة الديمقراطيّة الوعاء الذي يستوعب كلّ الاختلافات وحالات التنوع القوميّ والسياسيّ والدينيّ.
إنّ هذا التوجّه الجريء لأحدِ المسائل التاريخيّة الشائكة من شأنه أن يجنّبَ الناسَ على اختلافهم الدخولَ في فوضى الصراعِ المسلح، فالواقعيّة لا تفترضُ إيقافَ نهرٍ من الجريان لمنعه من الفيضان وتدمير القرى والبنيان، بل بناءَ السدودِ والاستثمار الأمثل للماء، وقد قام الإسلامُ السياسيّ بكلّ توجهاته بفتح قنواتِ المفيض أمام المتشددين بعد عمليات الحقن، فنتجت عنها تنظيماتٌ مسلّحة كالإخوان المسلمين في مصر وسوريا والقاعدة أفغانستان وبوكو حرام في نيجيريا وجماعة أبو سيّاف في الفيليبين، واليوم داعش والنصرة ومئات التنظيمات الإرهابيّة في سوريا.
اليومَ ومع جرائم القتلِ الجماعيّ واستباحة المدن والقرى كما في شنكال وكوباني وعفرين، بات لزاماً إعادة الاعتبار للعقائد التاريخيّة في المنطقة، وتأكيد إمكانيّة التعايش وإحياء الفطرة السليمة، وأنّ في الأرض متسعاً للجميعِ، فالدينُ إنسانٌ في منطلقه، إلهٌ في غايته، وحُسنُ خُلقٍ في مسلكه، ولا دينَ لمن لا خُلقَ له. ولهذا يرفع المتدينون قبل غيرهم صوتهم مطالبين بوقفِ المذابحِ والإساءة لعقائدهم، والغريبُ أنّ معنى الجهاد المشتق من بذل الجهد انصبّ في أخسِّ السلوكِ وأكثرِه وضاعةً، ولم يُوجّه للنفسِ الأمّارةِ بالسوء لتكبحَها وتهذّبها!!
مراعاةُ تاريخيّةِ النصِّ
تستمدُّ معظمُ الجماعاتُ الإرهابيّةُ التي تتبنّى الفكرَ “الجهاديّ” الوهابيّ شرعيّتها من نصوصٍ تمّ التلاعب بها تأويلاً وحشرها في أضيّق الزوايا، في مخالفةٍ للقاعدة الشرعيّة التي تقول “بعدمِ تضييقِ متسعٍ”، وقد تدرج التضييق اعتباراً من الإمام أحمد بن حنبل الذي نسف بظهوره وتشدده توجهات ومذاهب سبقته، ومن فكره اقتبس الشيخ ابن تيمية أفكاره، فتوسّع في أحكام التحريم والتكفير، وجاء عرّاب دولة بني سعود الأول الشيخ محمد بن عبد الوهاب فزاد كثيراً على تعاليم معلمه، ويذهب بعيداً في تطرّفه فيباركُ الغزواتِ والسرقاتِ وقتلَ المخالفين بالعقيدة، وليفرخَ المنهجُ مشايخَ لا يحتملُ عقلُها كرويّةَ الأرض، ويستغرقَ في أحكامٍ غريزيّةٍ شهوانيّةٍ تجيزُ فتاوى تعافها الفطرة لدناءتها من رضاع الكبير وزيجاتٍ سخيفةٍ، والقسوة في أحكام المرأة واعتبارها سقط المتاع.
يُنظرُ إلى التاريخِ على مدى قرونٍ طويلة على أنّه مجيدٍ لا أخطاءَ فيه، ليبرّرَ بذلك الحروبَ وانتصرت لاستخدامِ السيفِ بزعمِ نشر الدين بالخوف والرعبِ والإرهابِ والتوسّع، فيما كان أصلُ الدعوة بالطرق السلميّة “وادعُ إلى سَبيلِ رَبّك بالحِكمةِ والموعظةِ الحَسَنةِ”، ولم يُلزمِ الكتابُ الناسَ اتباعَ الدين قسراً “قد تبين الرشد من الغي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، وانحصرت مهمة الرسول بالتلبيغ فهو ليس على الناس بمسيطر ولا بوكيل، بل ليس عليه هداهم إلزاماً وإنّما إرشادهم تخييراً، وكان أكثر الناسِ للحقِّ كارهون.
الناسُ أمام نموذجين من الإسلام: النصّ والتاريخ. فعلى مرِّ التاريخ اُبتلي الدين بمراجعَ ومشايخَ فسّروا الكتابَ بما يوافق السلطة القائمة ويشرعن بقاءها واتباعها في حقِّ أو باطلٍ، وهنا تنكّروا لتاريخيّة النصّ وخصوصيّة التنزيلِ، وابتدعوا قاعدة فقهيّة تبنّوها على نحوٍ مطلقٍ بأنّ “العبرةَ هي بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ”، والخطورة هنا تكمنُ في نكران الطبيعة الحركيّة للحياة وتغيّرها من حالٍ إلى آخر والذي يؤيده وجودُ نصوصٍ نسخَ بعضها نصوصاً أخرى.
الطامة الكبرى هي معاداةُ الفكرِ والتضييق على الحرية الشخصيّة، والإصرار على تعليم الدين عبر التلقينِ، أي اعتماد النقل وتعطيلُ العقل، ليُقتلَ الحاضر على ذمة الماضي، وبذلك أُغلقَ بابُ الاجتهادِ الذي يقومُ على المواءمةِ بين النصِ وطبيعة الحياة فلا يُكلَّف الناسُ فوق طاقتهم، ولعلّنا نتوقف مليّاً لدى قول علي بن أبي طالبٍ في إقراره تغيّر معطياتِ الحياة من زمنٍ لآخر: “لا تُكرِهوا أبناءكم على أخلاقكم لأنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم”. وورد أنّه سئل عن قضية فقال: أكائنة هي أم ستكون؟ فقالوا: ستكون، فأجابهم: اتركوها لأهلها وزمانها.
الدين ثورةُ تغيير وليس قالب
ويقعُ هذا التوجّه في تناقضٍ واضحٍ فهم يردّدون الأنبياء كلهم قادة ثوراتٍ مجتمعيّة ضد الظلم والطواغيت كالفراعنة والنماردة والأباطرة والطغاة في كلّ مكانٍ، ثم يصنعون صنع الطغاة ويعتبرون كلَّ خارجٍ على سلطانٍ ظالم بّأنّه شقَّ عصا الطاعةِ، مريداً للفتنةِ مستحقّاً لأشدِّ العقابِ، ليتنكّروا للحديثِ أنّ أعظم الجهاد كلمةُ حقٍّ أمامَ سلطانٍ جائرٍ. واليومَ وبعد مرور قرونٍ طويلة إذا ما أراد باحثٌ منصفٌ البحثَ في الدينِ وفهمَ الكتابِ فلن يقعَ إلا على تأويلاتٍ مجتزأةٍ مبتورةٍ منحرفةٍ وقوالبَ جامدةٍ لا يسعها أن تهدي أو تزكّي النفوسَ، لا تبحثُ إلا في الولاءِ والطاعةِ العمياء للولاةِ والطغاةِ وتعمّقُ التفاوتَ بين الناسِ والتمييزَ العنصريّ وتتنكر للنصِّ الذي يقرُّ أنّ الناس مختلفون شعوباً وقبائلَ, وأنّ أكرمهم عند الله أتقاهم، بصرفِ النظر عن الاعتبارات القوميّة، وأنّ العملَ الصالحَ معيارُ التقييمِ.
ربّما بالإمكانِ أن نعذرَ للكثيرين مواقفَهم وردّاتِ فعلهم تجاه الدين، بالنظرِ للتاريخِ الطويلِ الذي اصطفت فيه جحافلُ جيوشِ المسلمين على طرفي ميدان الحروبِ واقتتلت وسفكت دماء بعضِها البعض، ثم راح الفريقان يحتسبُ قتلاه شهداءَ عند الله، فيما جاء كتبةُ التاريخِ المتخاذلون ليقولوا أنّ الطرفان كانا على حقٍّ، ويلتمسوا للحربِ الأعذارَ. وبذلك؛ فإنّ مقولة “يقوم البعض اليوم بإحياء سيرة السلف الصالح” هي إعادة لفصولِ الحربِ مجدداً وخلق الأعذار لحروبِ اليومِ.
العثمانيون استباحوا مناطقَ واسعة بهذا الزعم واعتبروا أنّهم ورثةُ الدين، ونذكر أنّ نموذج مشايخ النفاق الذين أهدوا أردوغان لوحةً فنيّةً مكتوبٌ فيها “السلطان ظل الله على الأرض” وهنا العجبُ أن يكونَ ظلُّ اللهِ وهو الموصوفُ بالعدل والرحمة، سلطاناً جائراً مستحلّاً لدماء الناس!!
ما زالت مليارات الدولارات تنفقُ للتبشير بالتوجهات الدينيّة المتطرفة في أنحاء مختلفة من العالم، وتُطبع الكتب وتبنى المساجدُ لهم من أجل النشاط الدعويّ في روسيا وأوروبا والذي كان نتيجته تحضير الإرهابيين للحرب، فيما سلطان العثمانيّة يهرول إلى كولن بألمانيا لتدشينِ مسجدٍ للإخوانِ المسلمين وسبقَ أن حضر تدشينَ مسجدٍ في موسكو، وما زال يصرخُ ليل نهار بأنّه حامي المسلمين وهو قاتلُهم ومُهلِكُهم ليتوسَّعَ في حواضنِ الإرهابِ في العالمِ. ولذلك؛ فالدعوةُ أكثر إلحاحاً لتصويبِ بوصلة كلّ أفكارنا وعقائدنا لنكونَ في ريادة ثورة تغيير الذهنيّة والقوالبِ المتحجرة، لنتجاوزَ إلى مزيدٍ من فضاءات الحريّة.
No Result
View All Result