وصف عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، في مقاطعة عفرين والشهباء، “لقمان جارو”، نهج خيانة حزب الديمقراطي الكردستاني، بالسرطان المنتشر في جسد الكرد والقضية الكردية، مناشداً ضرورة توحيد الجبهة الكردية للوقوف في وجه هذا النهج واقتلاعه من جذوره.
لم يعد خافيا على أحد تاريخ الحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي يعرف بتعاونه مع أعداء الكرد، وممارسة الخيانة، واختطاف الوطنيين، والتحريض على الفتنة بين الكرد، وحتى اليوم، يتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية المحتلة ضد الشعب الكردي.
فعندما نتحدث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، يتبادر إلى الأذهان نهج الخيانة والعمالة لأعداء الشعب الكردي، لأنه لم يترك أي قوى ثورية كردية ومناضلة لأجل الحرية في أجزاء كردستان الأربعة ولم يقاتلها، بالإضافة إلى ذلك لم يترك الديمقراطي الكردستاني أي أنظمة أو دول احتلال معادية للكرد ولم يتعاون معها.
وهذا الوضع شكل ردود أفعال غاضبة لدى الشعب والوطنيين الكرد والثوريين والسياسيين الغيورين على قضية الشعب الكردي، والأحزاب السياسية التي تناضل على مدار أعوام من أجل حل القضية الكردية وحصول الكرد على حقوقهم المشروعة، وخلاص الكرد وكردستان من براثن الاحتلال، على خلاف ما يفعله الديمقراطي الكردستاني من تواطؤ في مخطط الإبادة التي تحاك ضد الكرد وبشتى الأساليب.
نهج الخيانة مرتبط بالديمقراطي الكردستاني
وفي هذا السياق، تحدث لصحيفتنا، عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، لمقاطعة عفرين الشهباء، لقمان جارو: إن “الحزب الديمقراطي الكردستاني أصبح معروفا بنهج الخيانة، موضوع خيانة الديمقراطي الكردستاني، ليس بجديد في تاريخ القضية الكردية، وإن أردنا تشخيص هذه الحالة، علينا العودة إلى تاريخ هذا الحزب، والأفعال، التي ارتكبها بحق الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، ويجب علينا ذكرها، حتى نتمكن من تسميتها بالشكل الصحيح، لأن هذه الحالة ليست وليدة اليوم، وخط الخيانة التي تمارسها عائلة البارزاني تحديدا، من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني، وسيطرته المطلقة على مقدرات الشعب الكردي في باشور كردستان”.
واستكمل جارو: “خلال البحث في تاريخ هذه العائلة، هنالك عدة مصادر ووثائق، تثبت بأن عائلة البارزاني، قدمت من منطقة قونيا في تركيا، وخط قونيا قيسري هي منطقة كان يسيطر عليها اليهود الدونما، والذين شكلوا اللبنة الأساسية لجمعية الاتحاد والتراقي، ذات الطابع العلماني والقومي، وهنالك بعض المصادر تقول، إن أفراد من هذه العائلة، نفيت إلى اليونان ومنها إلى إسرائيل، وبعضهم سكنوا في باشور كردستان، وأخذوا اسمها من منطقة بارزان”.
وحول حقيقة تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع أعداء الكرد، وسعيه لإفشال الثورات التي قامت من أجل خلاص الكرد من نير الاستعمار، قال جارو: “عند تشكيل جمهورية مهاباد عام 1946، كان ملا مصطفى بارزاني يشغل حينها منصب وزير الدفاع في جمهورية مهاباد، وعند انهيار جمهورية مهاباد، بدلا من الدفاع عنها، فر هاربا مصطحبا معه قرابة 500 من البيشمركة، متجها إلى روسيا أو الاتحاد السوفياتي آنذاك، وتاريخ بقائه في الاتحاد السوفياتي غامض، حيث يقال، إنه تلقى تدريبات عسكرية وسياسية وغيرها على يديهم”.
وتابع: “وفي عام 1958، أرسلوه إلى العراق، لمحاربة النظام العراقي آنذاك خدمة للأجندات الدولية، طبعا عائلة البارزاني تهدف إلى محاربة أي قوى كردية أو ثورة وطنية تنادي باستقلال كردستان، أو أي جزء من أراضي كردستان المغتصبة، وعلى هذا الأساس تمضي بسياسة العمالة، وهناك أمثلة كثيرة عبر التاريخ، بمحاربة الحركات الكردية الديمقراطية اليسارية من خلال العديد من الطرق، من أحد وسائلها استحداث أو تشكيل أحزاب في أجزاء أخرى من كردستان، كما في باكور كردستان وروجهلات وحتى في روج آفا، والهدف منها هو احتواء الحركات والأحزاب التي تناضل من أجل القضية الكردية، وجعلها تحت مظلتها والتحكم بها وتقويضها والحد من الروح الثورية التي تتمتع بها هذه الحركات والأحزاب”.
وأوضح: “ونجحت إلى حد ما، فمثلا في سوريا، تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1957، قام مصطفى بارزاني بتسيير أمور هذا الحزب وفق سياساته في المنطقة، وكان سببا في الانقسام الكبير ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، من جانب آخر قام بتصفية قيادات الأحزاب الكردية ذات الاتجاه اليساري، أمثال سليمان معيني في إيران، الذي خرج ضد الشاه شاهين وقاد حركة ثورية هناك، كما قام باعتقال واغتيال عدة شخصيات كردية من باكور كردستان ممن كان ساهموا وبالتعاون معها تم اغتيال الشهيد حقي قرار”.
محاربة ثورة روج آفا هدف أساسي
واستطرد جارو: “محاولات الديمقراطي الكردستاني في دعم مشاريع ومخططات الاحتلال التركي الهادفة لضرب مشروع الإدارة الذاتية وثورة روج آفا، مستمرة حتى يومنا هذا، حيث يعمل الديمقراطي الكردستاني بشكل علني، في دعم مخططات الاحتلال التركي لمحاربة ثورة روج آفا، كما يعمل للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، الحزب الذي ناضل لسنوات لأجل الكرد والقضية الكردية، وهذا الحزب يتواطأ مع المحتل التركي، في تجنيد العملاء والمرتزقة لاستهداف القياديين والمناضلين في مناطق الإدارة الذاتية، إلى جانب محاولاته في إفشال ثورة شعوبها وضرب مكتسباتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حول الديمقراطي الكردستاني باشور كردستان إلى مركز للميت والاستخبارات التركية، واليوم توجد في باشور كردستان عشرات المراكز والقواعد التركية العسكرية، وأصبح ساحة لاغتيال القيادات الكردية، وسماؤه مفتوح للمسيرات التركية، إلى جانب تسليم المناضلين الثوريين إلى الأتراك”.
ونوه جارو، إلى دور المجلس الوطني في سوريا، لخدمة أجندات الاحتلال التركي: “في عام 2011 أي مع بداية الحراك الثوري، قام حزب الاتحاد الديمقراطي بمشاركة عشرة أحزاب كردية في سوريا، بإدلاء بيان مشترك هدفها توحيد جهود الصف الكردي لمواجهة التطورات الحاصلة في سوريا آنذاك، للاتفاق حول كيفية خلق حالة كردية جديدة في مناطقها، وإدارتها بالشكل المطلوب، لكن سرعان ما ذهب داوود أوغلو إلى هولير منبها مسعود البارزاني بضرورة التحرك والتدخل في روج آفا، واجتمع مع تلك الأحزاب السياسية التي شاركت في البيان، وشكلت معهم جبهة معارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا آنذاك، وقام بتوجيه الميت التركي بتشكيل جبهة مضادة للمشروع الكردي الذي يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك تحت مظلة ما سمي بالمجلس الوطني الكردي، الموالي لأنقرة وللائتلاف الذي تتبعه المرتزقة الذين يرتكبون اليوم مجازر وانتهاكات لا تعد ولا تحصى بحق أهالي عفرين والمناطق المحتلة الأخرى”.
وبين: “أود أن استذكر مقولة لرئيس الوزراء البريطاني، ويلستون تشرشل، حينما قال: “عندما تموت بريطاني تموت السياسة، وعندما تموت ألمانيا تموت القوة، وحينما تموت إيطاليا يموت الفن، وعندما يموت الفرنسيون تموت الأناقة، أما في العراق وفي جبال ما بين العراق وإيران إذا مات الكرد ماتت الخيانة”، وهذا يشخص الحالة في باشور كردستان، طبعا المجتمع الكردي ونتيجة السياسات الممارسة بحقه، كانوا يتبعون لفئة الحاكمة في أكثر الأحيان، وهذه الحالة موجودة حتى الآن مع عائلة البارزاني، وهناك من يهابها لأن لها تاريخ حافل بالجرائم ويدها ملطخة بالدماء، حيث تحالف مع المحتل التركي في احتلال عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، وهناك سبع كتائب مواليه له شاركت مباشرة في احتلال عفرين بجانب جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، ويوماً بعد يوم يتم تمتين العلاقات مع أعداء الشعب الكردي”.
وناشد عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، بعفرين والشهباء، لقمان جارو في ختام حديثه، بضرورة تشكيل جبهة كردية موحدة، ودعا لانعقاد مؤتمر وطني لتوحيد الصف الكردي، في وجه نهج خيانة الديمقراطي الكردستاني: “علينا أن نفضح سياسة الخيانة، التي أصبحت ورماً سرطانياً خبيثاً في الجسم الكردي، ويجب استئصاله والتخلص منه، لأنها أصبحت تشكل خطرا، يهدد الكرد وقضيتهم العادلة. لذا؛ من الواجب على الكرد توحيد الجهود لتوحيد الصف الكردي، وضرورة انعقاد مؤتمر وطني كردي على مستوى أجزاء كردستان الأربعة، والتوافق على ما يجب عمله في المستقبل، ووضع الخطط المناسبة في هذا الاتجاه، بغض النظر عن الخلافات الحزبية والسياسية، لأن ما يهمنا في هذه الظروف العصيبة هو مصلحة الشعب الكردي، ومن يسعى لعرقلة هذه الجهود يجب نبذه وتشهيره وعدم التعامل معه، وعلينا جميعاً العمل من أجل مصلحة الشعب الكردي”.