انعقد الكونفرانس الثالث لإعلاميات شمال وشرق سوريا، من منطلق ضرورة تفعيل خطاب ولغة المرأة في الإعلام والذي يعتبر أهم الوسائل تأثيراً في عصرنا هذا. تأتي ضرورة هذا الكونفرانس من انعكاس فكر المرأة وبالتالي دورها في الوسائل الإعلامية التي حولتها الأنظمة الرأسمالية إلى أداة لاستهداف المجتمع عبر ذات المرأة. للرأسمالية وسيلتها الإعلامية في حجب الحقيقة وتزييفها وحتى تضليل المجتمع الذي يعتبر من حقه الحصول على المعلومة الحقيقية وقد شهدنا على ذلك في ثورة الشعب ضد ظلام داعش والاحتلال التركي الذي يعتبر مركز للحرب النفسية والخاصة ضد إرادة الشعوب التي تصر في تشكيل إرادتها الحرة عبر إدارة ذاتية. من أهم الوسائل التي استخدمتها القوى المهيمنة في المنطقة كان الإعلام. على مر تاريخ الشعب في ظل الأنظمة الديكتاتورية لم يستطع التعبير عن نفسه بحرية وذلك لتسلط سيف التعذيب والإبادة على رقابه، وكأنه تحول إلى جسد بدون روح تحت ظل القصف الأيديولوجي للنظام الذكوري والكم الهائل من المعلومات الخاطئة. الإعلام وسيلة فكرية وأيديولوجية ذات فاعلية في بناء المجتمعات بإرادة حرة إن كان الفكر الذي يعمل به حراً وديمقراطياً.
المرأة من بين الأمم التي بحاجة إلى تفعيل لغتها في هذا الميدان الهام والفعال، وذلك لأنها أكثر عرضة لاستخدامها كأداة في كافة مؤسساتها وطبعاً ذلك ليس وليد الصدفة، بل لأن الذهنية الذكورية قائمة على رؤية المرأة من الجنس الثاني أي تشييء المرأة وبالتالي المجتمع بذاته. ليس من الصعب رؤية ذلك إذا ما تابعنا الوسائل الإعلامية للحظات، لذا كان من الأهمية تفعيل إعلام بديل من قبل المرأة في هذه المرحلة وخاصة في شمال وشرق سوريا. عاشت هذه الأرض ثورة حقيقة تمتد إلى تاريخها العريق الذي جابه كل دخيل على هذه الأرض. حاول الشعب بجميع مكوناته التصدي لكافة أشكال هذا الاحتلال، واتخذت المرأة صفها الأمامي في هذا التصدي وعلى جميع الجبهات. بالرغم من أن الجبهة الإعلامية كانت أكثر الجبهات طراوة وذلك بسبب سياسة الأنظمة المستبدة التي كتمت على أنفاس المجتمع وخاصة المرأة لعدم إظهار الحقيقة. لذا كان من الأهمية تشكيل اتحاد إعلام المرأة في هذه المنطقة وذلك لسطوع الحقيقة التي لابد للعالم معرفتها وإبداء تأثير الخطاب النسوي ليكون النافذة المفتوحة على الحقيقة تحت ضغط الحجب والترويج الذي يمثل ذهنية السلطة الذكورية في حربها ضد ثورة المرأة المنتفضة على أرض موزبوتاميا. بعدما قدمنَ الكثير من الصحفيات أرواحهن في سبيل إظهار الحقيقة مثل الصحفية دنز فرات ونوجيان أرهان ودليشان ايبش ودلوفان. ترك لنا هؤلاء نهجاً للحقيقة وذلك إيماناً بعدم قدرة القوى المهيمنة على حجب الحقيقة. شكلن بهذه التضحية قوة لاندفاع جميع الصحفيات اللواتي يعملن نحو تشكيل الإعلام البديل الحر بخطاب ولغة المرأة، وهذا الكونفرانس خطوة نحو ترسيخ فكري حر في تشكيل مجتمع تكون لغة المرأة هي الناطقة باسم الحقيقة.