تمثل شريحة الكادحين أكبر شرائح المجتمع ديناميكية وحركة، فهم الجنود الذين يزرعون البسمة على محيا المجتمع من خلال شعورهم بالمسؤولية تجاه العمل الذي يقومون به. ولكي يُحفظ ويُصان العرق، والجهد الذي يُراق في ساحات العمل تأسست، وبموجب العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لجنة للكادحين.
حفظ الحقوق وصون كرامة العمال مبتغانا
إن إنشاء لجنة للكادحين تهتم بشؤون، وشجون، وحقوق العمال، وواجباتهم، وكيفية تنظيمهم، وإرشادهم من أجل الحفاظ على كرامتهم، وتطوير أوضاعهم، ومنع استغلالهم من قِبل أصحاب الذهنيات التهميشية، والإقصائية، وكذلك تحفيزهم إيجابياً للمضي قدماً نحو بناء الوطن الذي شُيّد بدماء الشهداء وتعتبر الغاية التي وضعناها نصب أعيننا.
وبهذا الصدد كان لنا لقاء مع الرئيس المشترك للجنة الكادحين بجل آغا شيروان سفو، الذي بدء حديثه معنا بالقول: “نحن في اللجنة نهتم، ونولي جل اهتمامنا، وحرصنا على إعداد كوادر عمالية تعي حقوقها، وواجباتها كي تتمكن من حل مشاكلها، والصعوبات التي تعترضهم في عملهم بالطرق الودية”، وأشار سفو بأنه بما أن الكادحين يشكلون أحد أهم فئات المجتمع من هذا المنطلق فإن تنظيمهم في الاتحادات وتوعيتهم بحقوقهم، وتسيير أمورهم في ساحات العمل من أجل كسبهم للقمة العيش الكريم بما يتناسب مع الأوضاع المُعايشة من أهم أساسيات عملنا في اللجنة ولاسيما بعد ما شهدته معظم المناطق في سوريا منذ بداية الأزمة من تدهور لأحوال الكادحين، وضياع لحقوقهم.
الطبقة الكادحة أحد أهم دعائم الاقتصاد المجتمعي
وأكد سفو بالقول: “إن طبيعة عملنا تتمحور بتوفير فرص العمل لكل راغب في الدخول إلى سوق العمل، لذلك نقوم بتسجيل أسماء العمال، وتقسيمهم حسب قدرتهم على تنفيذ الأعمال بالتنسيق مع أصحاب المشاريع، والمنظمات العاملة في المنطقة، ونقوم بمنح بطاقات عمل نظامية لكل اسم نسجله، وقد بلغ عدد البطاقات الممنوحة إلى الآن 1564بطاقة عدا البطاقات الممنوحة للسائقين والبالغة 800 بطاقة، ويؤكد سفو أنهم في السنة المنصرمة أمنوا العمل لـ1200عامل موسمي، ومن كلا الجنسين”، وأضاف: “نسعى إلى تحقيق التوازن بين استحقاقات العاملين، وأصحاب العمل، وقد شكلنا درءً للفوضوية في العمل 23 اتحاداً، حيث يقوم كل اتحاد بتسيير أمور أعضائه من حيث ساعات العمل، وضوابط الأسعار وفق قوانين العمل المقرة في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية.
وأشار قائلاً: “من جانبنا نعقد اجتماعات دورية لكل اتحاد بهدف الاطلاع على أوضاعهم، وحاجاتهم، ومنح المشورة اللازمة من أجل إذلال الصعوبات التي تعترضهم، وكذلك الإشراف على انتخاب ممثليهم”، وبين سفو بأنه في لجنة الكادحين يعتبرون أنفسهم لسان حال كل عامل، وعاملة، وحصنهم الحصين لكل من يشعر بالغبن من تبعات، ومنغصات العمل اليومية، واختتم بالقول: “منطلقنا هو صون كدهم، كونهم الفئة الأكثر تأثيراً على الساحة المجتمعية، وأحد أهم دعائم الاقتصاد الذي نطمح إلى تعزيزه.