روناهي/ قامشلو- الفئة الكادحة من أكثر الفئات فاعليةً في تحقيق التوازن والاستقرار والاكتفاء المجتمعي في كل ميادين الحياة والمعيشة من خلال تأثيرهم الكبير على المجتمع من حيث دعمها للاقتصاد ورفع مستوى الإنتاج, وكضرورة للدفاع عن حقوق هذه الفئة وتنظيمها ومنع استغلال كدها, تشكلت لجنة الكادحين في إقليم الجزيرة لمتابعة كل ما يخص واجبات وحقوق العمال في روج آفا وشمال سوريا.
الكادحين أصحاب الأجساد المنهكة من تعب النهار, الذين يجمعون لقمة عيشهم بعرق جبينهم ولا يعرفون التعب حتى يأمنوا قوت أولادهم, ولا الراحة إلا بعد تأمين لقمة العيش الكريم.
هدفت لجنة الكادحين منذ تأسيسها عام 2016 في مدينة قامشلو إلى تنظيم كافة فئات العمال من كلا الجنسين وعلى كافة الأصعدة العملية كالبناء والحصاد وغيرها من الأعمال التي تعتمد على الجهد البدني, ويتم التنسيق ما بين لجنة الكادحين وأصحاب المشاريع والأعمال والمنظمات الذين يحتاجون إلى الأيدي العاملة بها وخاصةً في مواسم العمل المكثف، وهكذا يتم تأمين العمال لتلك المؤسسات وتأمين العمل للراغبين به.
من المبادئ الأساسية حماية حقوق العمال
وبهذا الخصوص التقينا مع الرئيس المشترك لاتحاد الكادحين في إقليم الجزيرة شيرو محمد والذي وضح لصحيفتنا مبدأ عملهم لأجل تأمين وحماية حقوق الكادحين وتحسين أوضاعهم, ومن أجل تنظيم العمال في المجتمع حيث قال: “تعد حماية حقوق العمال من المبادئ الأساسية التي يستند عليها عمل لجنة الكادحين, ويبلغ عدد العمال المسجلين في لجنة الكادحين في إقليم الجزيرة ما يقارب 11إلى 12 ألف عامل موزعين في إقليم الجزيرة, وكل من المعبرين –سيمالكا- الذي يعمل به 80 ورشة, تضم كل ورشة من واحد إلى 10 عمال -ومعبر الوليد- الذي تعمل به 92 ورشة, كما تشكلت نقاط للجنة في كل مدن روج آفا والشمال السوري, واللجنة مؤلفة من عدة لجان جميعها تعمل على تحقيق الهدف والتوازن المجتمعي ذاته”.
ومن تلك اللجان المفعلة هي اللجنة الموسمية التي تهتم بأوضاع العمال أثناء الموسم “كالحصاد”, بالإضافة إلى لجنة البذار التي تتابع عمل العمال وتنظم الورشات على مستوى إقليم الجزيرة, ولجان المصانع والمقالع, ولجنة الأفران, وهناك لجنة باسم الغرفة المهنية التابعة للبناء التي تضم النجارين والحدادين وعمال الكهرباء, ويتم العمل على تفعيلها في كافة المدن المتواجد فيها نقاط اللجنة, كما يوجد لجنة المرأة التي تتابع عمل المرأة العاملة في مختلف الأعمال.
ماذا عن العمال الذين يعملون في السوق الحر بقامشلو؟؟
كما أشار شيرو في حديثه إلى العمال الذين يعملون في السوق الحر في مدينة قامشلو قائلاً: “بالنسبة للعمال الذين يعملون في السوق الحر في قامشلو, تم النقاش أكثر من مرة على أن يتم تنظيم عملهم أكثر كتخصيص مركز أو مكان معين لتواجدهم بدلاً عن المكوث في الشارع, وعلى أساس تلك النقاشات أرسلنا طلباً إلى بلدية الشعب في قامشلو تتضمن تخصيص فسحة أرض من الكراج الشرقي لبناء مكان مخصص لهؤلاء العمال, لكن لم يتم الاستجابة لمطلبنا.
وبعد القرار الذي نص على إغلاق كافة المراكز والمؤسسات في شمال وشرق سوريا من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية كخطوة احترازية للوقاية من فيروس كورونا توقف العمل في اللجنة لأكثر من شهرين, مع بقاء رواتب العمال مفعلة حسب ما أوضح شيرو محمد لصحيفتنا حيث قال: ” لم تتوقف رواتب العمال المسجلين لدينان أثناء فترة الحظر كما قمنا بتوزيع سلال غذائية حينها على العاملين ذي الحاجة لانقطاعهم عن عملهم ومصدر رزقهم, وبعد رفع الحظر بشكل جزئي وعودة العمال كل منهم إلى عمله عادت آلية العمل للتحسن”.
خطوات مستقبلية تعاونية.. والجانب الصحي
ونوه شيرو بأن هناك وثيقة تفاهم بين لجنة الكادحين وكل من اتحاد المقاولين واتحاد التجار واتحاد الأصناف, و في الوقت الحالي يتم التحضير لافتتاح أكاديمية خاصة بالاتحادات في مدينة الحسكة باسم أكاديمية اتحادات شمال شرق سوريا أو باسم tev-dem حسب قوله.
وأضاف شيرو: “أن عمل اللجنة والاتحاد عمل إنساني خدمي اجتماعي لكن ليس من شأن عملها افتتاح المشاريع والبحث عن العمل للعمال إنما حماية حقوق العمال والدفاع عنها في كل مكان وزمان والوقوف مع العمال التابعين والمسجلين رسمياً في اللجنة مادياً ومعنوياً إن تعرضوا لوعكة صحية أو حوادثٍ في العمل”.
من أجل موضوع التأمين الصحي للعمال أشار إلى أنه تم إصدار دفتر الصحة للعمال الأكثر حاجة لها وأردف بالقول: “تم توزيع ما يتراوح بين 500 إلى 600 دفتر في الدفعة الأولى, وتم توزيع حوالي 3000 دفتر في الدفعة الثانية, مع عقد وثيقة بين اللجنة واتحاد الأطباء لاستقبال ومعاينة العمال المسجلين في اللجنة بنصف القيمة بالإضافة إلى خصم بنسبة 25% من قيمة التحاليل, و15% من قيمة الأدوية, ويتم تقديم المساعدة للمقبلين على إجراء العمليات الجراحية بحسب الإمكانية والحاجة, كما أن جميع العاملين والكادر المنظم للعمل والمشرف عليه ينضمون إلى دورات تدريبية وتأهيلية قبل المباشرة بالعمل كما يعقد اجتماع كل 15 يوماً لنقاش وضع العمال فيها وكيفية عملهم وما إلى ذلك”.
غياب الدعم الإعلاني في الوسط المطلوب
وفي السياق ذاته ألتقينا بالعامل عامر عبد الله من مدينة قامشلو والذي يعمل في البناء ليبين لصحيفتنا بأنه ليس لديه أدنى فكرة عن لجنة الكادحين, بالرغم من حاجته للجنة كهذه في ظل الأوضاع المادية المتدنية وأزمة الغلاء الحالية حيث قال: “عملنا في البناء ليس بالعمل المستمر أو الدائم فكل عشرة أيام مرة واحدة ما أجد فرصة للعمل, وتكون ساعات العمل ما يقارب 12 ساعة عمل يومياً مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز4000 ليرة, وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نمر ويمر بها جميع الأهالي من الأزمات والغلاء فأن هذا المبلغ لا يكفينا أنا وعائلتي لنهاية يوم واحد, وبالنسبة للجنة الكادحين فنحن بحاجة كبيرة لمثل هذا الدعم من الجهات المعنية بشؤون العمال، إلا أنني شخصياً لست مسجلاً في هذه اللجنة لعدم علمي إلى الآن بوجود هذه اللجنة المتوجب عليها أن تبرز خدماتها ودورها أكثر في المجتمع، وبين الأهالي ليتوافد إليه جميع العمال لأننا جميعنا ذوو حاجة إليها”.
وفي هذا السياق اختتم الرئيس المشترك لاتحاد الكادحين في إقليم الجزيرة شيرو محمد حديثه قائلاً: “بالرغم أننا هنا نحاول أن يستفاد من خدماتنا أكثرية العمال وأن يتم الدفاع عن حقوقهم المشرعة في أية عمل كان إلا أننا لم نتقدم من الناحية الإعلانية للعمل وآليته إلى حد كبير, الشيء الذي يغلق الباب الخدمي أمام الكثيرين من العمال والراغبين في العمل, وهنا أتوجه بالنقد إلى الإعلام الذي بدوره يتوجب عليه إبراز دورنا والخطوات الإيجابية التي استطعنا أن نتخطاها نحو الأفضل، وعلى أن لا يكون هناك تهميش إعلامي للمراكز الخدمية التي أغلبية الأهالي بحاجة أن يعلموا بها”.
حقوق المرأة العاملة في لجنة الكادحين..
وبخصوص المرأة العاملة في لجنة الكادحين ألتقينا مع الإدارية في مكتب المرأة ضمن لجنة الكادحين بإقليم الجزيرة حميدة فرمان والتي أوضحت بأن أعداد النساء العاملات المسجلات في لجنة الكادحين تصل إلى 10 آلاف امرأة, مشيرةً إلى أن هناك تنسيق مع جميع المنظمات لتقديم اليد العاملة من العاملات اللواتي يحملن رخصة وهوية لجنة الكادحين في إقليم الجزيرة ماعدا منظمة ((UN حسب قولها .
وفي الختام قالت الإدارية في مكتب المرأة ضمن لجنة الكادحين بإقليم الجزيرة حميدة فرمان بالقول: “تلقى المرأة العاملة صعوبات شتى في العمل الذي تقوم به والذي يعتمد على جهد بدني وبالرغم من البنية الجسدية للمرأة التي تختلف عن بنية الرجل في تحمل مشاق العمل, ولكن إصرارها على مواصلة العمل أياً كان يجعلها تنجح أينما وجدت، وأننا في لجنة الكادحين نحاول أن ننظم عمل النساء أكثر من سابقه وتطويره للأفضل والدفاع عن حقوقهن المشروعة في العمل, وكذلك العمل على تأمين أعمال أقل جهداً لهن”.