سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لجنة الصحة بمنبج؛ مساعي حثيثة لتحجيم كورونا وليس منعه

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي/ منبج ـ مع زيادة معدل الإصابات بفيروس كورونا تدريجياً في مناطق شمال وشرق سوريا عموماً، لا تزال مدينة منبج وريفها خالية دون إصابات حتى إعدادنا لهذا التقرير؛ بسبب الدور الكبير الذي يلعبه فريق الأزمة الصحي الذي يتابع أبرز معطيات جائحة كورونا عن كثب على الخط الساخن. ولعل ما يبرز السيطرة على وباء كورونا في منبج وريفها حتى الآن العديد من الأمور، أهمها؛ التثقيف الصحي وتوفير المستلزمات الصحية.
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال شهر آب الجاري العديد من الإصابات بجائحة كورونا بلغت ذروتها في إقليم الجزيرة، إلى جانب حالات متفاوتة في مناطق أخرى. الأمر الذي حذا بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ إصدار عدة قرارات على شكل إجراءات وقائية حفاظاً على سلامة الموطنين جميعاً، والتي تتضمن؛ منع الدخول والخروج باستثناء الحالات المرضية الحرجة إلى جانب منع التجمعات في الصالات المخصصة للأعراس والصالات الرياضية والمقاهي والكافتيريات والحدائق العامة.
وقد سجلت في فترة الأسبوع الفائت مناطق شمال وشرق سوريا أعداداً كثيرة للإصابات بفيروس كورونا المستجد، في مقابل ذلك لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا في منبج وريفها حتى إعداد هذا التقرير.
وكانت الإدارة الذاتية لمدينة منبج وريفها؛ قد أصدرت في الأسبوع الفائت حزمة من التدابير الوقائية منها؛ ضرورة الالتزام بتدابير الوقائية الصحية بارتداء الكمامات والكفوف إلى جانب منع التنقل بين منبج وبقية المقاطعات، يضاف إلى ذلك منع التجمعات والالتصاق الجسدي. أما الأمر الأبرز فكان اتخاذ الإدارة الذاتية قراراً يقضي بارتداء الكمامة في الأماكن العامة تحت طائلة فرض عقوبة مالية، قدرها 1000 ليرة سورية للمخالف.
وتبذل لجنة الصحة التابعة للمجلس التنفيذي في مدينة منبج وريفها جهوداً مضاعفة في هذه الآونة، بهدف تأخير تفشي فيروس كورونا المستجد ما أمكن على الرغم من الصعوبات العديدة التي تعانيها الفرق الطبية وتستوجب متابعتها على مدار الساعة. ولمزيد من التفاصيل، التقت صحيفتنا “روناهي” بالطبيب المشرف على حملة التثقيف الصحي؛ الدكتور أحمد الحسين.
تكثيف حملات التوعية..
بدايةً، وحول الأسباب التي مكنت منبج وريفها من أن تكون خالية من إصابات فيروس كورونا حالياً، حدثنا الطبيب المشرف على حملة التثقيف الصحي؛ الدكتور أحمد الحسين عن ذلك قائلاً: “لقد عملت الفرق الطبية التابعة للجنة الصحة بشكل مكثف لدرء خطر جائحة كورونا من خلال توعية المجتمع إرشادياً وصحياً. واستطاعت؛ القيام بجولات ميدانية على العديد من مناطق الريف والمدينة؛ للتوعية بأهمية الإجراءات الوقائية الصحية التي ينبغي على السكان اتباعها فضلاً على الطرق المثلى للتعامل مع هذا الوباء الخطير”.
الحسين أضاف: “بالطبع، كانت ردود الأهالي مقبولة تجاه دعوات التوعية التي تقوم به الفرق الصحية، وهذا ما يمكن ملاحظته بالفعل من خلال تجاوبهم بارتداء الكمامات أو الكفوف واستخدام أدوات التعقيم المصرح بها صحياً”.
منوهاً إلى أن الأثر كبير في تأخير مخاطر انتشار كورونا حتى الآن بسبب اتخاذ التدابير والاحتياطات الاحترازية على نحو مقبول، وقال: “يضاف إلى ذلك استماتة الفرق الصحية على الحدود من أجل التدقيق على المعابر الحدودية لفحص كل الأشخاص الذين يدخلون إلى مدينة منبج وريفها ما خلا الحالات التي يتم فيها تهريب بعض الأشخاص من ذوي النفوس الضعيفة غير أنها تبقى في نطاق المحدود، وبناءً عليه، يمكن القول إننا تمكننا من السيطرة على الحدود بنسبة 60%-70%”.
هذا وعمدت الجهات المعنية إلى تطويق هذه الحالات المهربة من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة من أجل مكافحة هذه الآفة الخطيرة لا سيما مع لجنة الداخلية ومع الكومينات في الأرياف والمدينة على حدٍ سواء للإبلاغ عنها، إذ تقوم لجنة الداخلية بإلقاء القبض على المهربين والأشخاص الذين بحوزتهم، بينما تقوم لجنة الصحة بفحصهم عبر جهاز bcr فمن تثبت نتيجته إيجابية، يتم حجره صحياً على الفور في المراكز التي تم تخصيصها لهذا الغرض مسبقاً.

 

 

 

 

 

 

الحرص على توفير مستلزمات الوقاية
وعن توافر الكمامات والمعقمات الطبية الخاصة بكورونا، أشار الحسين إلى ذلك بالقول: “لا شك أن لجنة الصحة أخذت على عاتقها توفير مستلزمات الوقاية من كورونا من كمامات وكفوف ومعقمات وأدوية أخرى، وبالطبع أسعارها تختلف من مكان إلى آخر بحسب الشركة المصنعة وجودة التصنيع، والأخذ بالاحتياطات الصحية السريعة واللازمة بالتدخل السريع حتى يتم تأخير انتشار هذا الوباء ما أمكن وليس منعه قدر المستطاع. كما أن الكمامات المصنوعة محلياً، يدرس بها نوعية القماش ومدى احتفاظها بالوقاية إلى جانب تعقيمها بالأجهزة اللازمة. وهل الخلايا الموجودة في الكمامات قادرة على منع التماس المباشر أو مقاومة اللعاب؟”.
موضحاً بأن هناك أمر هام في الحديث عن الإجراءات الاحترازية من كورونا، وينبغي الأخذ به بعين الاعتبار، وهو ماء السبيل الذي يضعه بعض الأشخاص بغرض سقاية المارة ولا سيما في الأسواق المزدحمة، حيث يشكل بؤرة كبيرة لانتشار مرض كورونا، خاصةَ وأن ماء السبيل يرتاده العشرات من المواطنين في مناطق مختلفة من منبج يومياً. ووفقاً لذلك، ينبغي على المواطنين الحذر من شرب المياه من الأماكن المزدحمة سكانياً لما يسببه من بيئة مناسبة لانتشار عدوى كورونا بين السكان جميعاً، كما ينبغي الحرص في تلك الأماكن ارتداء الكمامات ومنع التصافح والالتصاق الجسدي، بحسب الحسين.
واختتم الطبيب المشرف على حملة التثقيف الصحي بمنبج؛ الدكتور أحمد الحسين حديثه قائلاً: “كانت هناك حالة اشتباه واحدة حدثت في منبج، لشخص أصيب بالكريب الحاد، وتم الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا وحجر عليه صحياً وفحص بجهاز bcr وكانت نتيجته سلبية، وبالتالي لا تزال مدينة منبج وريفها تصارع من أجل البقاء خالية من الإصابات بمرض كورونا”.