ورغم أن في البلدين مواثيق وأعراف يتم من خلالها بناء السلطات وفق أسس المحاصصة الطائفية والمذهبية، وهو أمر اعتاد عليه أهل البلدين، لكن هناك عامل آخر مشترك وهو أن العراق ولبنان من الساحات التي تعتبرهما إيران من الساحات التي تحكمها ولها فيها نفوذ وأدوات وأتباع.
لا نتحدث هنا عن وجود الشيعة لأن هذا المكون ليس هو المشكلة عندما يكون جزءا من الحالة الوطنية، والشيعة مثل المكونات الأخرى في أي بلد وهم ليسوا طارئين على دولهم، لكن المشكلة في وجود مشروع فارسي يعمل على بناء أتباع وأدوات تحت مظلة ولاية الفقيه التي هي جزء من أدوات المشروع الإيراني في المنطقة.
في كلا البلدين هنالك صراع بين أدوات إيران وبقية مكونات المجتمع، صراع ليس على أن تكون شيعيا أو لا تكون بل صراع على الهوية العربية للدولة ومساراتها، ولهذا فالانتخابات في هذين البلدين وبخاصه في هذه المرحلة الصعبة والقلقة مهمه في توزيع مفاتيح السلطة بين اتباع طهران وبين قوى وطنيه تحب أن تكون عربيه وان تقيم علاقات مع إيران لكن دون أن تكون صدى أو تابع لطهران.
طبعا ليس متوقعا وجود انقلابات كبرى في خارطة القوى بعد الانتخابات في العراق ولبنان لكن العلاقة مع إيران بند أساسي في حركه كل القوى المشاركة حتى وان لم يتحدث بها البعض.
خلال السنوات الأخيرة كان هنالك جهد مميز من دول عربيه عديده للاقتراب اكثر من بغداد وبيروت ومساعدتهم على البقاء ضمن الإطار والبيت العربي ،وهذه مهمه ليست سهله بل معركة طويلة ،لكن الانتخابات القادمة واحدة من المحطات الهامه في هذه المعركة الطويلة.
ومن المؤكد أنها معركه تخوضها طهران بقوه وتستعد لها منذ شهور، وتستعد القوى الوطنية أيضا منذ شهور فالمعركة معركة هوية للجميع وبالنسبة لإيران معركه تعزيز نفوذ.