No Result
View All Result
المشاهدات 0
عين عيسى ـ يعتبر اللباس العربي للمرأة في ناحية عين عيسى وريفها أو ما يسمى بالعامية (ثياب العرب) من الثقافات المتوارثة من الآباء والأجداد. ويتصف لباس المرأة العربية بالحشمة والأناقة ويتميز عن لباس المرأة المتحضرة، وهو يعكس فطرية المرأة، ويعتبر اللباس العربي نوعاً من الأصالة والتراث، ويأتي تفصيل هذا اللباس من طبيعة الجغرافيا للمنطقة العربية، السهليَّة والمنبسطة الذي يتناسب مع هذا اللباس.
وحافظت النساء العربيات الكبار في السن على هذه الثقافة، بالرغم من التطور الحضاري الذي شهدهُ اللباس في وقتنا الراهن، والذي شهد تطوراً ملحوظاً وجذرياً تقريباً، وأصبح اللباس القديم يلبس في أوقات ومناسباتٍ خاصة، ويعتبر من التراث. وللباس العربي طقوسٌ وتقاليد أيضاً؛ فقد كانت تتباهى المرأة به، وكانت الفتيات في الأعراس يلبسن ثياب العرب من نوع «الزري» وهو لباس يحمل اسم نوع القماش المذكور، ويتميز بألوانه المختلفة والزاهية، وكانت المرأة العربية تلبس اللباس الأسود في الأحزان، وأحياناً تأخذ عهداً على نفسها بلبسه مدى الحياة بحسب مكانة الشخص على قلبها, ويتألف اللباس العربي من « الزبون» الثوب، «القصيرة» الملفع، الهباري.ويدل اللباس العربي على الثراء بالنسبة للنساء، فالمرأة الغنية تلبس ما يسمى بالجوخ الذي يدل على غناها، أما المرأة الفقيرة فتلبس «برلول» و «ليقرا»، واللباس العربي مريح ويعطي سهولة بالحركة بالإضافة إلى أنَّه لباس محتشم، وله هيبة ويعطي الأنوثة والرقة للمرأة العربية، بالإضافة إلى أنَّه يحمي من العوامل الجوية من برودة وحرارة لكونه مؤلف من عدة طبقات من القماش المتنوع وفوق بعضها البعض، و»الزبون» يكون بالغالب مخمل مصدره من الكويت ودول الخليج العربي، وبعض الأقمشة الآتية من بلاد الهند وباكستان عن طريق التبادل التجاري، أما الثوب فله أربعة أقسام: (دانيت, جرجيت, ليقرا، زري)، وبالنسبة «للقصيرة» تكون من نوع «الكودري»، أما غطاء الرأس المعروف «بالملفع» فهو «جرجيت»، وأما الهباري فمصدرها من العراق، وكان التجار العراقيون يتبادلونها مع تجار حلب والرقة ومناطق الشمال السوري، وتتغنى النسوة بهذا اللباس في الأغاني الشعبية فتقول الأغنية الشعبية المشهورة «يا بو ردين رد ليا، يا بو هباري عراقية».اللباس العربي هو من عادات وتقاليد العرب المتوارثة من الآباء والأجداد، وهو من الثقافات العربية التي يتمسكون بها إلا أنَّ الحداثة والتطور أخذت شوطاً كبيراً في تغيير هذا اللباس مع دخول القنوات التلفزيونية إلى كل بيت، وأصبحت الثقافات الأخرى تغزو عقول وقُلوب الناس، وللأسف غزو هذه الماكينات الإعلاميّة والمُسلسلات على الفضائيات العربيَّة أوحى إلى الأجيال أنَّ المقياس للجهل والتخلف يَكمن في اللباس، وأنَّ اللباس الحديث والمتطور هو دليل ثقافة وتطور، فكان هدف تلك القنوات بالدرجة الأولى تنفيذ المخططات الاستعمارية للدول بالغزو الثقافي، وأصبح اللباس التراثي للمرأة العربية على وشك الانقراض وبشكل تدريجي وصل إلى هذه المرحلة إلا عند بعض النساء الكبار في السن اللاتي حافظن عليه، ويرفضن لبس اللباس الحديث ويعتبرنَّ لبسه معيباً.
No Result
View All Result