No Result
View All Result
المشاهدات 0
بيريفان خليل –
ظاهرة العنف ضد المرأة ليست وليدة اليوم فقد ولِدت مع ولادة الفكر الذكوري والحداثة الرأسمالية هذان الأخيران لعِبا الدور الأساس في البدء بالعنف ضد المرأة وضد الإنسانية نفسها. حيث جردوا المرأة من ذاتها وتعاملوا معها على أنها أداة لا تقوى على فعل الشيء سوى ما تؤمر به، فجعلوها عبدة مطيعة لا حول لها ولا قوة دون سند أو داعم يُدير أمورها.
عدا تجريد المرأة من ذاتها قاموا باغتصاب حقوقها، فكان التعامل معها على أساس أنها قطعة أثاث في المنزل ليس لها أية حقوق؛ لا حق القرار، ولا حق تقرير المصير ولا حق الرأي كل هذه جمدت طاقات المرأة وإيمانها بذاتها لتصبح شيئاً فشيئاً قنوعة بما يحصل لها علماً أن كل ذلك حدث بترسب الهجمات عليها من قبل الفكر الذكوري السلطوي؛ هذا الفكر الذي ترعرع على العرش وأبى أن يتخلى عن كرسي السلطة وكأن الجنس الموجود في هذه الحياة هو الجنس الذكري فقط، لذا كانت الأولوية في كل شيء هي للرجل المتمثل بالفكر الذكوري.
دوغمائيته هذه جعلته يعنف المرأة فلم يكفه سلب الحقوق وتجريد المرأة من ذاتها بل زاد من تعنيفه ضد المرأة، فهنا ظهرت أنواع عدة للعنف ضد المرأة كالعنف الجسدي والنفسي واللفظي وتتضمن كل فعل معنف يمارس بحق المرأة كالشتم مثلاً أو التحرش أو الاغتصاب أو الضرب، فكل هذه الأنواع تصب في إلحاق الأذية بذات المرأة جسداً وروحاً.
لن ننسى بأن هناك عوامل أخرى تدعم العنف ضد المرأة كالحرب مثلاً ففي الحرب الأكثر ضرراً هي المرأة إلى جانب الأطفال، فالمرأة تُقتل وتُغتصب وتُشرد وتُهجر قسراً وغيرها من الأفعال المؤذية لها، والحرب في سوريا شاهد على ذلك فها قد دخلت الأزمة السورية عامها الثامن ولازلت في أوج تعقيدها، كل هذه السنوات والمرأة تُعاني ويُمارس بحقها العنف ومع استمرارية الأزمة يزداد العنف ضد المرأة بحيث تُعاني من المجتمع الذكوري ومن ظروف الحرب أيضاً، أي عنف مع عنف، هنا نتساءل إلى متى سيُمارس هذا العنف ضد المرأة السورية وإلى متى ستبقى المرأة أسيرة الطاغية المتسلط؟ ومتى ستتعالى الأصوات من أجل رفع الظلم والعدوان عن المرأة؟
المرأة في أدلب وفي دير الزور وفي الرقة وكذلك في الطبقة ومنبج وغيرها من المناطق تعرضت للعنف من قِبل مرتزقة داعش هذا عدا المجتمع الذي كانت تعيش فيه، واليوم عندما نجد نساء تلك المناطق تناهضن العنف ضد ذاتهن وتحاربن من أجل كيانهن ورفع الظلم عن ذاتهن ينتابنا شعور السعادة والأمل، الأمل في أن تناهض كل امرأة عاشت تحت ظلم حوَلها إلى أداة لا تقوى على شيء.
أولئك النساء تُشاركن اليوم بالمناهضة وتصدرن برامج مختلفة تُبرز رفضهن للعنف الممارس ضدهن، المرأة العربية التي عانت أشد الظلم في مجتمعها تستيقظ اليوم بألوان جديدة ألوان النضال والمقاومة في سبيل الحصول على حقوقها ورفع الظلم عنها والمساواة بينها وبين الرجل. خطوات كثيرة تقدمت بها المرأة ولكن لازالت في بداية مسيرتها لإزالة ستار العنف ضد ذاتها.
No Result
View All Result