محمد مثقال خضور
يـَموتُ الوقت يوميًّا
فَـهل تـحتاج أَمكنتي
زمانًا
كي تعودَ إِلـيَّ نادمةً
لأَزرعَها كقافلةٍ
على خطٍّ يفاوضني
على عمري
جهاتُ الكونِ
كم تـحتاج كي تزدادَ واحدةً
تُغطِّيني
لأَسقُفَ خوفيَ الأَبديَّ
من ظِلِّي
وسورُ البيتِ
كم يـحتاجُ كي يشتدَّ ثانيةً
ويأْتيني
فَـأَسندهُ على ظهري
ونـمشي نـحو جيراني
أَنا الـمأْسور في دربي
وقفتُ هنا
فَمنذُ رحلتُ
من أُمي إِلى الدنيا
حـملتُ جـميعَ أَوردتي
لأَنزفَ أَينما شاءتْ
لي الطرقُ التي اجتمعتْ
لتحملَني إِلى قَدَري
وقلتُ لـها:
إِذا تُـهنا،
سأَرجعُ مع دمي الـمهدورِ
والـمقطورِ في دربي
تعالي نرتق الثغراتِ
في ساحاتِ هذا العمرِ
قد نلقى لأَيَّامي التي بَقِيتْ
شريكًا يُشبه الذكرى
أَو النسيانَ
أَو نلقى علاماتٍ تُوزِّعنا
على أَشيائنا الـتي ماتتْ
كَـأُمنيةٍ تركناها على حجرٍ
لأَنَّ طريقَنا ضاقتْ
كَصوتِ أَبي وراءَ البابِ
يدعو الله أَن نبقى
كَحزنِ الأُمِّ إِذْ خَضَبتْ
دمي بدموعها يومًا
لأَنِّي عدتُ مجروحًا بِخذلاني
عثرتُ عليَّ يا أُمَّاهُ فابتسمي
عثرتُ
على مواقعِ حيرتي الأُولى
عثرتُ عليَّ
في حرفٍ سيكتبني
ويـكتبُ ما تقولُ الأَرضُ
للأَشجارِ
حين تـموتُ إِحداها
أَنا التوفيقُ
بين مكانِنا الناسي
وذاكرتي
أَنامُ برفقةِ الـجدرانِ
كي أَرعى حدودَ الأَمسِ
أَحـميها من التزويرِ
لا أَحتاجُ أَسـماءَ
لأَعبرَ للغدِ الثاني
ولا أَحتاجُ أُمنيةً
لأَكبرَ في مُـخيِّلَتي
لأَمكنتي مَلامِـحُها
ولستُ الغربةَ الكُبرى
لكي أَمتدَّ فوق الأَرضِ
لكنِّي
تركتُ دمًا على أَرضي
لأَعرفني
ذَبَحتُ الليلَ يا أُمَّاهُ
كي تبقى نـجومي
مثلَ أَحلامي مُخبَّأَةً
أَنا الـمُرتدُّ عن زمني
أَقولُ
لآخرِ الطرقاتِ في عمري:
دعينا نقتفي أَثَري
فَلي في الكونِ أَمكنةٌ
تُراودني
تعاليْ نسبق الأَزمانَ
قبلَ نفاذِها فينا
فإِنْ نفذتْ
سنُصبحُ نـحنُ أَمكنةً
على أَرضٍ خذلناها
وَلن يبقى لنا إِلا
زمانٌ يكتبُ التاريخَ
في أَعمارنا زورًا
وبُـهتانًا
ويكتُبُنا على رملٍ
لنُمحَى عندما تجتاحُنا
الأَرياحُ
والـمطرُ….