No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ صالح العيسى.-
روناهي/الرقة- “حين أكون في الرقّة، هناك مكانان إنْ لم أزرهما يومياً لا أعتبر أنّني عشت يوماً طبيعياً هما: مكتبة بورسعيد، وجسر الرقّة القديم”، هذا ما قاله الأديب الدكتور عبد السلام العجيلي.
“اقرأ الكتاب، وإن لم يعجبك فلا تدفع ثمنه” كانت تلك القاعدة التي اشتهرت بها مكتبة بور سعيد أقدم مكتبات مدينة الرقة التي أحرقها مسلحو مرتزقة داعش ناسفين إرثًا ثقافيًا، وفكريًا يزيد عمره على ستة عقود في شارع المنصور وسط المدينة وعلى مقربة من متحفها الأثري تقع مكتبة بور سعيد لصاحبها أحمد الخابور، والتي كانت جزءًا أثيرًا من سيرة المدينة، وشاهدًا حيًّا على التحولات التي شهدتها.
كما استقطبت المكتبة مختلف شرائح المجتمع، والعشرات من مثقفيه، وأدباءه، وباحثيه.
كيف تعامل الخابور مع مكتبته في ظل سيطرة داعش؟
سيطر داعش على الرقة في شتاء 2014م، وأعلن لاحقًا قيام الدولة المزعومة فيما استمرت المكتبة في عملها المعتاد لكن من دون صحف، أو مجلات، ولم يسمح أبو زهرة كما يكنى من قبل مثقفي الرقة للقهوة العربية المرّة بأن تبرد في دلتها فكانت ساخنة دائماً في انتظار الأصدقاء من المثقفين الذين صاروا يتبادلون الكتب سراً، ويتداولون الأخبار، والأحاديث في الشؤون الثقافية، والسياسية بأصوات خافتة بين رفوف الكتب.
كانت الأمور مضطربة، وبدأ المرتزقة يبحثون عن قرابين يبطشون بها ليدب الخوف، والرعب بنفوس المدنيين فحاول ذوو الخابور مراراً ثنيه عن فتح المكتبة إلا أنه كان يرفض مجرد الحديث بالأمر لأنها الحياة بالنسبة إليه.
اشتد التضييق على الأهالي فأخفى أحمد البالغ من العمر سبعين عامًا كل الكتب المعروضة في واجهة المكتبة، وحجب أغلفتها، ونقل كتب الفلسفة، والعلوم، ودواوين الشعر إلى المستودع الذي يضم آلاف الكتب.
لم يرق استمرار نشاط المكتبة المسلحين، وقيادتهم فأصدروا قرارهم بإغلاقها وإحراق جميع محتوياتها.
مجلس الرقة المدني لم يتخلَ عن “أبو زهرة” في محنته
عن إعادة تأهيل المكتبة من جديد، وافتتاحها يقول الخابور: “في الشهر العاشر من العام 2018م، قامت لجنة الثقافة والآثار في مجلس الرقة المدني بمساعدتي في إعادة ترميم المكتبة، وتجهيز رفوفها لتعود لاستقبال روادها من جديد كما كانت في سابق عهدها”. ويختم قائلاً: “كنت احتفظ بمجموعة كتب، ومجلدات، وصحف كانت مخبأة في مستودع خاص لم تطله أيادي عناصر المرتزقة”.
No Result
View All Result