روناهي / عين عيسى- للتكنولوجيا الحديثة والهواتف الذكية في وقتنا الحاضر من المساوئ والإيجابيات الشيء الكثير، فعلى شبابنا معرفة كيفية استخدام هذه الوسائل الحديثة بما يجلب المنفعة، والابتعاد عن العادات السيئة والاستخدام السلبي، لأنها تعتبر نعمة ووسيلة مهمة وسيف ذو حدين، وقد تؤدي بمجتمعاتنا إلى طريق التفكك الأسري والمجتمعي الذي يؤدي إلى الهاوية.
هل فهم الشباب وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ خاطئ؟
في لقاء لصحيفتنا مع عدد من الشباب المثقفين الذين أبدوا رأيهم بهذا الأمر، التقينا بدايةً بالشاب تركي الكالط الذي تحدث قائلاً: “التكنولوجية والحداثة مطلوبة في وقتنا الحاضر لا شك ولا إشكال في هذا الأمر، ولكن معظم الشباب فهموا هذا الأمر بشكلٍ خاطئ، ولا أُريد أن أعمم على كل الشباب بل أقول مُعظمهم، فأصبحت وسيلة للتسليّة ومضيعة للوقت، وحتى التواصل بينهم أصبح عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ـ واتس أب ـ ماسنجر …الخ) من الوسائل الأخرى التي توفر هذه الخدمات”.
وأضاف الكالط “أعتقد بأن هذا الشيء مضر جداً لأنَّ التعوّد على مِثل هذهِ البرامج والتطبيقات المُنتشرة بيدِ الشباب في يومنا هذا أفقدهم وسيلة التواصل المباشرة وهي التعبير والمُخاطبة بالكلام، فنجدُ أغلبَ الشباب يَفتقدون إلى التواصل مع رفاقهِ بشكلٍ مباشرٍ، وحتى إذا كانت لدى صديقهُ أو قريبهُ مُناسبة ما سواء (فرح أو عزاء)، يَقتصر تَقديم الواجب أحياناً على تلك المواقع التي تُوفرها وسائل التواصل الاجتماعي، فنراه (يُهنئ أو يُعزي) حسب المُناسبة أو الحدث على تلك المواقع”.
وأردف أيضاً بإنَّ الجلسات التي تَجمع الأهل والأصدقاء في الدواوين والمضافات لم تَعد تعتمد على تَبادل الأحاديث وتَعلُم مَكارم الأخلاق والأصول، وحتى حل المشاكل التي يعاني منها أفراد المُجتمع عن طريق عرض المُشكلة على الموجودين في هذا المجلس وإيجاد الحُلول لها، نَاهيكَ عن تضييع الوقت والمَال بسبب الإدمان على تَنزيل أحدث البرامج والتَطبيقات الحديثة أو الألعاب.
ونوه الكالط في نهاية حديثهِ “من المظاهر الشائعة أيضاً انتقال هذهِ الظاهرة إلى مواقع العمل، وتَحوله من مَكان لتقديم الخدمات وتسهيل مُعاملات المواطنين إلى بؤرة للانشغال بالهواتف واستخدام معدات النت الفضائي لخدمة الموظف نفسه أو العامل أو أياً تكُن صفتهُ، وحتى يَصل الأمر ببعضهم إلى حد عدم النظر في وجهِ المُواطن لانشغاله بالتواصل على الهاتف المحمول”.
الحداثة الرأسماليَّة تُحاول جرّ الشباب إلى الهاويَّة
والتقينا بالشاب محمد الأحمد الذي أضاف حول هذا الموضوع قائلاً: “وصلت التكنولوجيا في مُجتمعاتنا إلى مُنحنى خطير جداً يُهدد الشباب ويستهدفهم، فمن التقليد الأعمى لأحدثِ قصات الشعر، إلى التقليد الأعمى للممثلين والفنانين التي أفرزتهم الحداثة الرأسماليَّة المزيفة، فهذا الأمر جعلنا كشباب ننجر نحو الهاويَّة، وفُقدان الهويَّة الثقافيَّة والتراثيَّة التي تتمتع بها مُجتمعاتنا المحافظة الأصيلة، التي كانت في يومٍ من الأيام يُضرب بها المثل ويُقتدى بها”.
وذكر أيضاً قائلاً: “لا أستغرب هذا الأمر ولكن تُخالطني مَشاعر الحُزن والأسى على شبابنا الذين أنجروا بشكلٍ مُخيف إلى هذه الهوة التي يُحاولون إيقاعنا بها، وباعتقادي هذا الأمر مخطط لهُ ومدروس بشكلٍ جيد جداً لإيصالنا إلى مرحلة التبعيَّة، فعلينا كشباب التنبيه إلى هذا الأمر والالتفات لهُ، وأن نَرجع إلى تُراث الآباء والأجداد والأصالة”.
مَواقع التواصل الاجتماعي سيفٌ ذو حدين!!!؟؟؟
من جانبه أشار الشاب مشعل الهليل بأن التكنولوجيا الحديثة والنت ومواقع التواصل الاجتماعي سيفٌ ذو حدين، لذا يتوجب استخدامها بالشكلِ الإيجابي، ولكن كيف نستخدمها بشكلها الإيجابي؟؟؟، هذا السؤال الذي يجب أن يَحلهُ كل أفراد المُجتمع والشباب بشكلٍ خاص، فعندما نعرف كيفَ نستخدمه بالشكلِ المطلوب بحيث يخدمنا ويخدمُ مصالحنا كأفراد ويؤدي إلى جلب المنفعة العامة للمُجتمع بأسره، بالتالي يكون هذا الاستخدام مَجلبة للخيرِ والمنفعة.
وأضاف الهليل: “في هذهِ المرحلة التي تَعيشها سوريا ومنطقتنا على وجهِ الخُصوص تَلعب هذه المَواقع دوراً هاماً، وخاصةً في الحرب الخاصة التي تَخوضها الدولُ المعاديَّة للشعبِ السوري، لإيصال الشباب إلى حد الاستسلام والرضوخ لرغباتها، وتُستخدم في ذلك الكثير من المواقع التي تُحاول من خلالها إضعاف الثقة وزرع الفتنة في المُجتمع، وتُجند الكثير وخاصةً الشباب لهذا الغرض”.