كثيرة هي التغيرات التي تحدث خلال فترة الحمل للأم جسدياً وعقليّاً، لعل أبرزها التقلّبات المزاجية التي تصل إلى الإصابة بالاكتئاب، وهو عادةً يستمر لأكثر من أسبوعين، وإذا لم يتم علاجه على الفور، يمكن أن يؤثِر في نمو الجنين في الرحم. إليك، أسباب وأعراض الاكتئاب عند النساء الحوامل وكيف يمكن علاجه.
أسباب الاكتئاب عند النساء الحوامل
تُعدُّ أسباب الاكتئاب خلال فترة الحمل غير معروفة، ومع ذلك قد يكون الاكتئاب مرتبطاً بالتغيرات الهرمونية وبعض العوامل الوراثية، وهناك عدد من الحالات أيضاً التي يمكن أن تُزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل مثل:
التعرض للعنف المنزلي.
وجود مشكلات مالية.
الخضوع مسبقاً لاضطرابات الخصوبة “العقم” أو الإجهاض.
الحمل في سنٍّ مبكرة؛ أي عندما يكون عمرك أقل من 20 عاماً.
لديك تاريخ من مضاعفات الحمل.
أعراض الاكتئاب عند النساء الحوامل
قد يكون من الصعب اكتشاف الاكتئاب خلال فترة الحمل؛ لأن أعراضه تشبه أعراض الحمل بشكلٍ عام، مثل تقلّب المزاج، والشعور بانخفاض الطاقة، والتغيرات في الشهية، والتغيرات في أنماط النوم، ومع ذلك يمكن الاشتباه في إصابة الحامل بأعراض الاكتئاب إذا أُصيبت بالتغيرات المزاجية لأكثر من أسبوعين، وكانت مصحوبة بالأعراض التالية:
الانفعالات التي تتغير بسرعة، مثل الغضب المتكرر والأرق.
القلق المُفرط.
مشاعر الحزن واليأس.
فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان كانت تحبها المرأة الحامل سابقاً.
فقدان الوزن بشكلٍ كبير.
صعوبة التركيز والتذكّر.
التعرض لنوبات الذعر المتكررة.
إهمال المرأة الحامل لصحتها وصحة الجنين.
وجود الرغبة في إيذاء النفس أو حتى الانتحار.
تأثير الاكتئاب على النساء الحوامل
الإصابة بالاكتئاب قد يتسبب في إصابة الحامل بالعديد من المضاعفات إذا لم يتم علاجه بشكلٍ صحيح على الفور، وهي كالتالي:
انخفاض الوزن عند الولادة “LBW”.
الولادة المبكرة.
اضطرابات النمو والتطور لدى الأطفال، سواء في أثناء وجودهم في الرحم أو عند ولادتهم.
صعوبة بناء رابطة عاطفية مع الجنين في أثناء الحمل.
الإجهاض، خاصةً إذا حدث الاكتئاب في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
خطر حدوث مضاعفات في أثناء المخاض، على سبيل المثال الولادة المتعسرة “عسر الولادة”.
اكتئاب ما بعد الولادة.
يميل الأطفال الذين يُولدون لأمهات يُعانينَ من الاكتئاب في أثناء الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب في وقتٍ لاحق من الحياة.
كيفية التغلّب على الاكتئاب لدى النساء الحوامل
لتجنب خطر المضاعفات السابقة، من المهم علاج الاكتئاب خلال فترة الحمل من الفور بشكلٍ مناسب. هناك عدد من الطُرق التي يمكن القيام بها للتغلب على الاكتئاب لدى النساء الحوامل، وهي كالتالي:
ـ استشارة طبيب نفسي:
الاكتئاب خلال فترة الحمل هو حالة تحتاج إلى علاجٍ فوري؛ لذلك من الجيد استشارة طبيب نفسي على الفور إذا كنت تشكين في ظهور أعراض الاكتئاب خلال فترة الحمل، وسيقوم الطبيب بتوجيهك للخضوع للعلاج النفسي للمساعدة في تخفيف أعراض الاكتئاب.
ـ ممارسة الرياضة بانتظام:
تُعدُّ ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام من أفضل الطرق للتغلّب على أعراض الاكتئاب، وذلك لأن ممارسة الرياضة تزيد من إنتاج هرمون الاندورفين، وتُحسِّن الحالة المزاجية، وتُقلل هرمون التوتر، ومع ذلك قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية، يُنصح باستشارة الطبيب أولاً لمعرفة نوع التمارين الرياضية المناسبة التي تناسب حالة المرأة الحامل الصحيّة.
ـ اتباع روتين للنوم:
اتباع عادات النوم الصحية، والذهاب إلى السرير والاستيقاظ في الوقت نفسه يساعد على تحسين نوعية النوم؛ لذا يجب على الحامل التأكد من حصولها على قسطٍ كافٍ من النوم ما لا يقل عن 7ـ 9 ساعات كل ليلة، وإيجاد طرق مريحة للنوم أيضاً.
ـ تناول الأطعمة الصحيّة:
من الأفضل تجنب التناول المُفرط للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والسكر للتغلب على خطر الاكتئاب في أثناء الحمل والوقاية منه؛ فبدلاً من اختيار الأطعمة غير الصحية، تُنصح المرأة الحامل بتناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر غذائية متوازنة، مثل الفواكه والخضروات والمكسرات وغيرها.
يمكن للنساء الحوامل أيضاً تناول الأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل الأسماك التي تحتوي على دهون جيدة “الماكريل والسردين والتونة” والأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية، ويجب التأكد من اختيار أنواع الأسماك التي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق.
ـ ممارسة التأمل:
للمساعدة في تخفيف التوتر وإمكانية تسببه في إصابة الحامل بالاكتئاب؛ تُنصح الأمهات باستخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل بانتظام، لتحسين الحالة المزاجية؛ فقد يساعد التأمل في تحسين نوعية النوم لدى النساء الحوامل، وللمساعدة في التغلّب على الاكتئاب في أثناء الحمل؛ يجب على الحامل محاولة أن تكون أكثر انفتاحاً، وأن تشارك مخاوفها وما تشعر به من قلق مع الأشخاص المُقربين لها.