تشهد الكرة الأرضية يوم الأربعاء المُقبِل ثلاث ظواهر فلكية بديعة ينتظرها المتخصصون وهواة الفلك لرصدها ومتابعتها بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
ونقل أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أشرف تادرس أن أولى تلك الظواهر هي اكتمال بدر شهر ربيع الأول للعام الهجري 1446 في الساعة الرابعة و37 دقيقة صباح يوم الأربعاء، وتبلغ نسبة لمعانه 100%، وهو القمر العملاق من ثلاثة أقمار عملاقة لهذا العام.
وأضاف أن القمر يكون عملاقاً عندما يكون في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض، وهي المنطقة القريبة نسبياً إلى الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلاً ولمعانه أكثر إشراقاً من المعتاد.
القمر سيشرق في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة، ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي، لافتاً إلى أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدو لنا القمر كما لو كان بدراً في الفترة من 17 إلى 19 أيلول الجاري.
ونوه بأن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الذرة أو قمر الحصاد) لأنه يتم حصاد الذرة في هذا الوقت من العام، وهو البدر الذي يحدث قرب الاعتدال الخريفي أيضاً.
ووقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وعن الظاهرة الفلكية الثانية، سيشهد الأربعاء المقبل، حدوث خسوف جزئي للقمر يتفق مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول يرى في مصر والمنطقة العربية، وهو الخسوف القمري الأخير لعام 2024، موضحاً أن خسوف القمر لا يحدث أبداً إلا إذا كان القمر بدراً، ولهذا يحدث الخسوف الجزئي للقمر هذا الشهر في نفس موعد اكتمال القمر، حيث يمر القمر في شبه ظل الأرض، ثم في ظل الأرض، حيث يغمق لونه ويصير داكناً أثناء عبوره شبه ظل الأرض، ثم يظلم جزء صغير من الطرف الأيمن لقرص القمر في ذروة هذا الخسوف كما نراه في مصر.
في هذا الخسوف سيقوم ظل الأرض بحجب نسبة 3,5 % من مساحة قرص القمر (ما يقابل 0,085 من طول قطره) عند بلوغه نقطة الذروة، وستكون مدته الكلية منذ بداية دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض في الساعة الثالثة و41 دقيقة صباحاً إلى خروجه منها من الجهة المقابلة أربع ساعات وست دقائق، بينما ستكون مدة فترة الخسوف الجزئي فقط التي ستحدث في الساعة الخامسة و12 دقيقة صباحاً منذ بداية دخول القمر منطقة ظل الأرض إلى خروجه منها من الجهة المقابلة ساعة وثلاث دقائق.
وبالنسبة للظاهرة الفلكية الثالثة والأخيرة لهذا اليوم، كشف الدكتور أشرف تادرس عن اقتران كوكب الزهرة “ألمع كواكب المجموعة الشمسية” مع النجم سبيكا Spica – السماك الأعزل أو السنبلة – وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء).
الاقتران هو مصطلح يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة جداً تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات.
يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة وحتى يبدأ المشهد بالغروب في الساعة الثامنة مساء تقريباً.
والنجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريباّ مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ 11 مرة تقريباً مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية، لافتاً إلى أن الجرمين يقتربان من بعضهما البعض ثم يبتعدان في الفترة من 15 الى 21 أيلول الجاري.