روناهي/ الرقة: أدى الانتشار الكبير لوباء كورونا في عموم سوريا إلى ابتعاد بعض الأهالي عن ممارسة عادات كانت قبيل ظهور الفيروس حاضرة دائماً في حياتهم، ومع أن مدينة الرقة وأريافها تعد من المدن قليلة التسجيل لحالات الإصابة بالفيروس التاجي إلا أن عديد من الأهالي بدأوا تلقائياً التكيف مع الوباء وعزوفهم عن ممارسة بعض العادات.
ومن العادات التي كانت سائدة قبيل انتشار الفيروس في هجمته الثانية التي كان يعتقد العديد من الناس أنه اندثر؛ هي المصافحة، التي كانت تعد ظاهرة رئيسية متوارثة منذ قديم السنين.
واتجه بعض من أهالي الرقة للاكتفاء بالسلام عن بعد، أو في أحسن الأحوال المصافحة باليد، بعد أن كان الشخص الذي يفتقد لقريبه أو صديقه يقوم بتقبيله بعدة قبلات “الخد ع الخد” كما روى لصحيفتنا “روناهي” في الرقة، المواطن عبود العواد، أحد أبناء ريف الرقة الشمالي.
العواد قال: “الذي يعي خطورة الفيروس يدرك أن الالتزام بالإجراءات الوقائية أهم بكثير من ممارسة العادات التي ربما تكون الناقل الرئيسي للفيروس، لا بأس إن اكتفينا بالسلام عن بعد، نحن متـأكدون أن الفيروس سينتهي وستعود هذه العادة لتمارس كما في السابق، المهم الآن التخلص من الوباء”.
ومع أن هناك نوعٌ من الوعي تجاه خطورة كورونا من قبل العديد من الأهالي، إلا أن هناك استهتار بالأمور الوقائية تجاه مجابهته، وفي هذا الشأن أوضح العواد “مر هذا العيد، ولم أصافح أحد (أقبله)، ولكن الشيء الموجع هو في فترة العيد، فما شاهدته أكد لي أن الفيروس سينتشر أكثر في حال عدم اكتراث الأهالي لخطورته، الجميع يتصافح ويقبل بعضه بعض”.
التخلي عن بعض العادات للحفاظ على السلامة
وتساءل ماذا سيحدث لو عزفنا عن هذه العادة ريثما ينتهي الوباء؟، لن نموت إذا لم نتصافح؟، نعلم أن مجتمعنا تحكمه هذه العادات، لكن الوقاية خير من العلاج، فكمامة اليوم خيرٌ من منفسة الغد.
عادة أخرى لم يعد لها وجود كما في مرحلة ما قبل انتشار الفيروس، ألا وهي الاجتماع أثناء السهرات في الليل، ولا سيما في الأرياف، حيث كانت القرى الريفية تشهد “تعاليل” تغص بشبان القرية، وجميعهم ضمن الغرفة الواحدة.
وعن هذه العادة وانحسارها نوعا ما، أشار العواد إلى أن التجمعات أثناء السهر تعد أيضاً مكان انتشار للوباء، فلنفترض أن شخصاً ما مصاب بالفيروس، ولا يدري، فتلقائياً الفيروس سينتقل للبعض دون درايتهم أيضاً هذا ما جعلهم يلغون هذه العادة.
الوقاية خيرٌ من ألف علاج
وأضاف مازحاً: “على كل الأحوال هذه ثقافتنا نحن أهالي الرقة، ولكن للضرورة أحكام، وضرورة التصدي للفيروس وعدم السعي في نشره أهم بكثير من هذه العادات التي نمارسها”.
وشهدت الرقة حتى اللحظة تسجيل تسع حالات لفيروس كورونا، وتوفيت حالة واحدة من هذه الحالات، بحسب ما أكده الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية، جوان مصطفى، لموقع الإدارة الذاتية.
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا حاجز الـ 170 حالة، في حين تجاوز عدد الوفيات العشر حالات، ويعد إقليم الجزيرة أحد أكثر المناطق تسجيلاً للإصابات في شمال وشرق سوريا.