سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كوباني ومنبج.. تنتفضان ضد ممارسات الاحتلال التركي

تظاهر الآلاف من أبناء كوباني ومنبج ضدّ ممارسات الاحتلال التركي في عفرين، وتدخلها في إدلب، ونددوا بالصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات، وغض الطرف عما يجري في عفرين من خطف، وقتل، وسرقة، وتغيير ديمغرافي، وتتريك؛ ناهيك عن جمعها للمرتزقة في إدلب ومساعيها في تقسيم الأراضي السورية وإعادة أمجاد السلطنة العثمانية…
مركز الأخبار ـ خرج عشرات الآلاف من أهالي مقاطعة كوباني في مسيرة أكدوا فيها دعمهم لمساعي تحرير مقاطعة عفرين من الاحتلال التركي وعبروا عن شجبهم للانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال في المقاطعة. وانطلقت المسيرة الراجلة من ساحة المرأة الحرة في مدينة كوباني بمشاركة عشرات الآلاف من أهالي مقاطعة كوباني بجميع مكوناتها.
وحمل الأهالي المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها “لا للتغيير الديمغرافي في عفرين، عفرين أولاً، تحرير عفرين تحرير سوريا من الإرهاب والاحتلال التركي، ندين الصمت الدولي تجاه ما يحصل في عفرين” إضافة إلى ترديد شعارات تحيي مقاومة عفرين ومقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة.
وتعتبر هذه المسيرة من إحدى أكبر المسيرات التي تخرج في كوباني دعماً لمقاومة عفرين، وسار الأهالي من ساحة المرأة الحرة إلى ساحة السلام التي وقفوا فيها دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء، قبل أن تلقي بيمان آيدن كلمة باسم مؤتمر ستار قالت فيها بأن محاولات الأعداء في القرن العشرين فشلت، لذا لجأت القوى المتآمرة في القرن الواحد والعشرين إلى إيجاد مؤامرة قذرة جديدة ضد الشعب الكردي بهدف كسر إرادته وإدامة الحرب في المنطقة. وأكدت: “إن الوضع كان صعباً في عفرين، وقد شهدت الأخيرة عمليات تغيير ديمغرافية أيضاً لكن ذلك لم يعني أننا هزمنا”.
وقالت بيمان بأن الاتفاقيات الأخيرة ـ في إشارة منها إلى اتفاقيات روسيا وتركيا حول إدلب ـ من الممكن أن تكون ضد الشعب الكردي ومكتسباته وبداية لشن هجمات جديدة ضد المناطق التي يتواجدون فيها. وأشارت إلى أن الهجمات على عفرين ليست منفصلة عن العزلة المفروضة على أوجلان وإعدام الناشطين الكرد في إيران، لافتة إلى أنها ليست بسياسة جديدة ضد الشعب الكردي. ثم ألقى محمد الحميد كلمة باسم أهالي عفرين المتواجدين في كوباني أكد فيها بأن عفرين ستحرر. ووجه تحية لأهالي كوباني لوقفتهم مع أهل عفرين. وأضاف: “في الـ18 من آذار حيكت مؤامرة جديدة ضد الشعب الكردي بيد الدول المعادية، وكان هدفهم وفي المقدمة أردوغان إبادة الشعب الكردي ومنعه من الوصول إلى حريته، في مؤامرة جرت أمام مرأى العالم أجمع وفي ظل صمت دولي”، وأكد بأن عفرين بقيت وستبقى لأهلها، وستتحول إلى مقبرة لأردوغان ومرتزقته. وأضاف: “مهما كانت البدائل، سنحرر عفرين، ما دامت وحدات الحماية حاضرة وأهل عفرين حاضرون؛ فإن عفرين ستتحرر، وسيتم الرجوع إلى عفرين عما قريب”.

 

ومع انتهاء كلمة الحميد، انتهت المسيرة بترديد الشعارات التي تحيي مقاومة عفرين وتندد بسياسة الاحتلال التركي.
وفي منبج؛ خرج المئات من أهالي مدينة منبج اليوم (الأربعاء) بوقفة احتجاجية منددة بالصمت الدولي تجاه ما يرتكب من انتهاكات في عفرين والتدخل التركي في مدينة إدلب. وبدأت الوقفة الاحتجاجية في الساحة العامة بالوقوف دقيقة صمت استذكاراً لأرواح الشهداء بمشاركة المئات من أهالي مدينة منبج بالإضافة لحضور أعضاء وإداريين من مؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية وحزب سوريا المستقبل.

وألقت الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي سوزان الحسن كلمة قالت فيها: “نعود لنجتمع احتجاجاً واستنكاراً حيال الصمت الذي يحدث تجاه مدينة عفرين ليس لأن عفرين تحمل صفاتنا كباقي المدن السورية، بل لأنها كانت مدينة السلام وأكبر نموذج لتآخي الشعوب”. وأكدت سوزان بأن الجميع يتأسف على الصمت الدولي حيال ما يجري في عفرين وما يسع أهالي منبج هو أن تدين ضمائر المجتمع الدولي ويستنكروا مواقفهم التي تتماشى مع مصالحهم، ومن ثم ألقت باسم مجلس المرأة ابتسام عبد القادر كلمة قالت فيها: “بالرغم من انهيار الدولة التركية من النواحي كافة؛ الاقتصادية والمعنوية، يحاولون أن يبدوا للعالم أنهم يخافون على الشعب السوري وهذا ما يحصل في اتفاقات إدلب التي جرت، وهي محاولة لخلق التفرقة بين أبناء الشعب السوري وخلق الفتنة بين أهلها ومكوناتها الذين لا يرضون التفرقة والفتنة”.
ومن جانبه قال إبراهيم الماشي في كلمة ألقاها باسم حزب سوريا المستقبل: “لقد أصيب العالم بالصم والبكم والصمت المخيف أثناء احتلال تركيا لمدينة عفرين السورية ولم يحرك العالم ساكناً أمام غطرسة وهمجية الأتراك ومرتزقته الذين يساعدون الأتراك في قتل واغتصاب أهلهم، يا للعار والخزي”.

وأكمل قائلاً: “احتل اردوغان عفرين بحجة الحفاظ على الأمن القومي، لكن عفرين لم تطلق طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية قبل أن يقوم الاحتلال بهجماته ضد عفرين وكل ذلك ذريعة لتدخل تركيا الأراضي السورية”. وأشار الماشي في سياق حديثه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلاً: “أين كنت عندما كانت رؤوس أهلنا تقطع في هذه الساحة التي نحتج فيها الآن…أين كنت من هذه المجازر؟ والآن تظهر مطامعك باحتلال إدلب فليعلم العالم أجمع بأن إدلب هي روحنا وعفرين قلبنا النابض ولا نفرق بينهما”. وبعد الانتهاء من الكلمات انتهت الوقفة الاحتجاجية منددة بالصمت الدولي تجاه عفرين والتدخل التركي في مدينة إدلب.