No Result
View All Result
المشاهدات 0
إعداد/ عبدالرحمن محمد –
تعتبر كنيسة القيامة في القدس صورة نموذجاً فريداً في العالم للتعايش السلمي والتسامح الديني، وتكتسب الكنيسة أهمية كبيرة عند مسيحيي العالم الذين يزورونها سنويا بالآلاف، وتحتل مكانة روحية لدى المسلمين، وتمثل منذ قرون مثالاً حيًّا للتعايش الإسلامي المسيحي؛ ومن يقوم على خدمة الكنيسة عائلة مسلمة مقدسية.
موقع وتاريخ الكنيسة:
تقع كنيسة القيامة داخل أسوار القدس القديمة، وتسمى أيضاً “القبر المقدس”، وهي عبارة عن مجمع معماري كبير، ويحيط بها العديد من المباني التاريخية والأثرية التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة. وتسمى بكنيسة القيامة نسبة إلى “قيامة” المسيح من بين الأموات، بحسب العقيدة المسيحية.
ويعود تاريخ بناء الكنيسة الى عهد الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين عام 335 للميلاد، وتم تجديد البناء بشكله الحالي في القرن الثاني عشر، وبنيت فوق صخرة عظيمة تدعى “الجَلجلة”، وهي الصخرة التي يعتقد المسيحيون بأن المسيح عليه السلام صُلب عليها. وهي رابع البطريركيات الرسولية الشرقية منذ عام451م.
وتتشارك الطوائف المسيحية الشرقية والغربية الصلاة والعبادة في كنيسة القيامة، التي تحتوي على القبر المقدس مكان دفن عيسى عليه السلام، ويوجد في الكنيسة دير للكاثوليك، وآخر للروم الأرثوذكس، وثالث لطائفة اللاتين، ورابع للأرمن، أما الأقباط فلهم دير وكنيسة القديس أنطونيوس، ويقعان خارج كنيسة القيامة.
الكنيسة ودورها في العهد الإسلامي:
بالقرب من كنيسة القيامة بنى الخليفة عمر بن الخطاب مسجداً في بدايات العهد الإسلامي، للدلالة على التعايش والتسامح بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، أما القائد صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين عام 1187 م. فقد حافظ على الكنيسة، واحترم مكانتها الدينية، وبعد خلاف بين العائلات المسيحية حول من يقتني مفتاح الكنيسة، أشار صلاح الدين بأن يعطى المفتاح لعائلة مسلمة تكون هي المسؤولة عن الكنيسة، فوافق الجميع على ذلك، وأصبح يشرف عليها عائلتان مسلمتان، هما عائلة “نسيبة” التي تقوم بفتح أبواب الكنيسة وإغلاقها صباحاً ومساء، وعائلة “جودة آل الحسيني” التي تحمل مفاتيح الكنيسة وتحافظ عليها.
محطات في عمر ودور الكنيسة:
جمعت كنيسة القيامة عددا كبيراً ومميزاً من الفنون المعمارية منذ بنائها، ومثلت تزاوجاً معمارياً فريداً بين مدارس البناء المختلفة في الشرق والغرب، كما شكل تعرض الكنيسة لحوادث الهدم والحرق فرصة في كل مرة لإعادة بنائها وتجديدها، وإضافة ما يناسبها من الفنون التي تميز بها كل عصر من العصور، وكان من أكثر ما لحق بها من الضرر حريق عام 1808م. ورممت الكنيسة بعده، ثم زلزالي عام 1834 وعام 1927م. وفي ذلك الوقت تم دعم الأساسات بدعائم خشبية وحديدية من قبل السلطات البريطانية.
وتعد الكنيسة من أكثر الأماكن التي يزورها المسيحيون من مختلف بقاع الأرض. وأكثر الأماكن الدينية التي تقلى اهتماماً، ورعايةً، وصيانةً، كما انها تحتوي على العديد من التحف الفنية، والمشاهد الجمالية، واللمسات الهندسية والمعيارية. وأشهر الأماكن الأثرية المقدسة التي لاقت الاهتمام على مدى العصور.
تعرضت الكنيسة بعد إعلان قيام “دولة اسرائيل” للكثير من الانتهاكات والتعديات الاسرائيلية، مما حدا بالطوائف المسيحية في القدس وفي 25 شباط 2018 وبالإجماع على إغلاق الكنيسة، احتجاجاً على قرار بلدية الاحتلال فرض ضرائب على أملاك الكنائس فيها، وهو الإغلاق الرسمي الثاني للكنيسة، إذ كانت الكنيسة قد أغلقت في المرة الأولى في 27نيسان 1990.
No Result
View All Result