دولة الاحتلال التركي الفاشي بقيادة الدكتاتور العثماني رجب أردوغان، أطلق ومنذ فترة ليست بطويلة تهديدات لمناطق شمال وشرق سوريا، وذلك باجتياح المنطقة والقضاء على المشروع الديمقراطي القائم هنا، المشروع الذي تكاتفت فيه جميع الشعوب من الكرد، العرب والسريان والأشور معاً لتحقيقه بقدارتهم الذاتية، ونجاحه وتعميمه على جميع المدن والمناطق السورية. قادت النساء هذا المشروع منذ الأول من انطلاقه في هذه البقعة الجغرافية الأمانة التي تشكل موزاييكاً لجميع الشعوب القاطنة في المنطقة بكافة أطيافها.
وبعد سبعة سنوات من النضال والتضحيات الحثيثة التي بذلتها الشعوب، ومحاربتهم الإرهاب باسم كافة الإنسانية والتصدي لكافة الهجمات التي حاولت النيل من إرادتهم. وذلك بفضل دماء الشهداء وتضحيات أبناءهم وبناتهم، اليوم تخرج القوى الاستعمارية والاستبدادية، كأمريكا وروسيا وتركيا التي تحمي مصالحها بهدر دماء الشعوب وضربها وباستهداف المكتسبات التي حصلوا عليها بنضالهم وإمكانياتهم. لم يعد لدى شعوب المنطقة من النساء والأطفال والرجال الكثير من الوقت لحماية هذه المكتسبات التاريخية، بل حان الوقت لحمايتها والدفاع عنها لا تركها للغزاة الطامعين.
ترك تراب الوطن التي رويت بدماء الشهداء والأبناء يعتبر خيانة تاريخية في هذه المرحلة المصيرية الحساسة. بل على الجميع من النساء والأطفال والرجال والشيوخ الدفاع عن هذا التراب بكل ما يمتلكون من قوة والتكاتف لرد هجمات العدوان الغاشم، كما تكاتفوا لبناء هذا المشروع الديمقراطي. الخيار الأول والأخير للجميع هو نهج المقاومة حتى النهاية لا الاستسلام أو الوقوف مكتوفي اليدين بل التعبير عن إرادتهم من خلال تنظيم الصفوف والتعاضد معاً.
على جميع النساء بشكلٍ خاص تصعيد نضالهن والاعتماد على قدراتهم وطاقاتهم وعدم التعويل على القوى الخارجية التي لا تفكر سوى بمصالحها وصفقاتها التجارية والاقتصادية وليس لها مبادئ في الأخلاق وفي السياسة، وتؤكدن أن باستطاعتهن إبداء المقاومة فقد عملن ذلك مراراً بدون أي دعم من أي طرف خارجي كان، وهناك المئات من الفتيات اللواتي ضحين بأروحهن فداءً للحرية والحياة الكريمة، وتصدين للمخططات والقوى الاستعمارية على الأرض وسطرنَ أروع الملاحم في البطولة والفداء بالذات. فالنساء السوريات اللواتي دافعن عن الأرض في الكثير من المرات وقمنَ بحماية الشعب لن يثنيهن اليوم أيضاً أي شيء آخر لعدم القيام به مرة أخرى.
فالكل اليوم على أهبة الاستعداد ليرد على أردوغان وأعوانه الرد القاطع وبانتصار القوى المدافعة عن الحرية والحياة الكريمة والمطالبة بالديمقراطية ستنتصر جميع الإنسانية، وتستعيد قوتها وحريتها من جديد. انتصار محور المقاومة المتمثل بنضال الشعوب وصمودها القوي في وجه العدوان سيكون بداية فجر جديد لجميع المتعطشين للحرية.
وبذل المزيد من الجهود والكثير من التكاتف والتعاضد سينتج عنها نتائج عظيمة تخدم الكل وتحمي الجميع، وكل ذلك سيكون بسواعد النساء الأبطال اللواتي حطمنَ داعش وإرهابه وسيحطمنَ أردوغانه ومرتزقته في العديد من المناطق في سوريا.