تعلمت مهنة صيانة الأدوات الكهربائية المنزلية وكسرت كافة الحواجز التي وقفت عائقاً أمامها، وطورت نفسها حتى باتت محترفة في مهنتها ودربت العديد من الأشخاص.
الذهنية الذكورية التي حكمت العالم قلصت دور المرأة وجعلتها تعمل في مجالات محددة بما يتناسب مع هذه الذهنية، أما وبعد ثورة المرأة في روج آفا والشمال السوري، فُتِح المجال أمام المرأة وتمكنت من لعب دورها الريادي في كافة المجالات فباتت المعلمة والقيادية في الجبهات، ومن بين هؤلاء النساء “عفاف حجي عزو”، التي تمكنت من كسر هذه الذهنية وتطوير ذاتها في مهنة كانت مقتصرة على الرجل.
عفاف حجي عزو من أهالي ناحية تربه سبيه تزوجت قبل 17 عام، ولديها 3 أولاد تعمل في مجال تصليح الأدوات المنزلية الكهربائية وتملك اليوم محلاً ويقصدها أهالي الناحية بسبب مهارتها وإتقانها لهذه المهنة التي تعرف باقتصارها على الرجال فقط.
تقوم عفاف بتصليح الكثير من الأدوات المنزلية الكهربائية مثل المكيفات المنزلية والغسالات والبرادات وأدوات المطبخ من خلاطات وماكينات وأيضاً تقوم بتصليح مضخات المياه المنزلية واستطاعت أن تطور نفسها في المجال الكهربائي وباتت تمد شبكات الكهرباء في الشقق الجديدة.
إرادة المرأة تُليّن الصعاب
بعد زواج عفاف كان زوجها يصلح الأدوات الكهربائية فقررت عفاف أن تتعلم المهنة فباتت تعمل مع زوجها خلال ساعات المساء وتتعلم كيفية فك وتركيب القطع الكهربائية وطورت نفسها بنفسها، وبعد 4 أعوام قررت عفاف أن تفتح محلاً خاصاً لها لتصليح الأدوات الكهربائية بجانب منزلها.
تقول عفاف أن البداية كانت صعبة ولكن بتشجيع أهلها قررت تطوير نفسها ومهنتها وأن تكون امرأة ذات قيمة في مجتمعها.
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول عفاف: “الرجال كانوا يجدون في بداية الأمر شيء من الخجل أن يجلبوا قطعهم الكهربائية لامرأة، فكانوا في بداية الأمر يرسلون النساء إلى المحل ولكن بعد أن وجدوا إمكانيتي في تصليح القطع الكهربائية تمكنت من كسر هذا الحاجز وتغلبت على الذهنية الذكورية”.
تَعلمَتْ واليوم تُعلم
بعد إتقان عفاف لمهنة تصليح الأدوات الكهربائية وشهرتها بين أهالي الناحية الذين يقصدون محلها الصغير المتواضع قررت عفاف أن تدرب عدداً من الشباب كي يساعدوها في مهنتها، حتى أن 7 أشخاص منهم وبعد أن تدربوا افتتحوا محلات خاصة بهم.
كما أن عفاف أشرفت على الدورات في العديد من المنظمات النسائية وتلقت العديد من شهادات التقدير بهذا الصدد.