ذكر الإعلامي والكاتب السياسي حسن ظاظا في كتابه (دور الكرد في بناء مصر وبلاد الشام)، بأن الرئيس شكري القوتلي في مباحثاته التمهيدية للوحدة بين مصر وسوريا، بأنه كان يصطحب معه النواب الكرد علي بوظو ورشاد برمدا ورشدي كيخيا ونخبة من مجلس النواب السوري، والسبب لأنه كان يثق بالكرد وكانت صداقته معهم طيبة. ولأنه كان يدرك الأهمية التاريخية لدور الكردي في توحيد مصر والشام، ويذكر أيضاً بأن الرئيس جمال عبد الناصر في الأحاديث الودية بين الطرفين أكد بأن مصر توحدت مع الشام ثلاث مرات في عهد صلاح الدين الأيوبي، وعهد باني مصر الحديثة محمد علي باشا الكبير وابنه إبراهيم باشا، والعهود الثلاث كان الحكام فيها من أصول كردية، وأنه معجب بتلك الشخصيات وتاريخهم المجيد.
وفي عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عين الكردي الأصل محمود الأيوبي رئيساً للوزراء، وكان يكن احتراماً شديداً لمفتى سوريا الشيخ أحمد كفتارو، وكان قد صرح في العديد من المرات بأن كرد سوريا جزء هام من النسيج الوطني السوري وليسوا حالة طارئة كما يدعي البعض، وبناءً على ما ذكر، يثبت أن الكرد وطنيون والتهم التي توجه إليهم بين الفينة والأخرى لا أساس لها. ومن حق الكرد أن يتمتع بكامل حقوقه مع بقية شعوب المنطقة، وأن تكون سوريا لكل السوريين، من دون تمييز، ولا يجوز حصر الوطنية بمكون أو حزب معين، ومن هذا المنطلق ومنذ بداية الحراك الشعبي في سوريا عام 2011 لم يرفع الكرد شعار إسقاط النظام، وكان مطلبهم هو بناء سوريا الحديثة حيث يتمتع الكل بالحقوق الكاملة، الحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها، وتبنوا الخط الثالث المحايد.
ولكن عندما ارتمى الائتلاف السوري المعارض في الحضن التركي، رفض مجلس سوريا الديمقراطية هذه الخطوة كون تركيا دولة احتلال ولا يمكن الوثوق بها، واستخدام اللاجئين السوريين كورقة ضغط على أوروبا خير دليل على أهداف تركيا الخبيثة في المنطقة، وتركيا تدعم الإرهاب علناً بكل مسمياته، وهي من فتحت حدودها أما عبورهم لسوريا للقيام بأعمال إرهابية وتدمير البنى التحتية فيها، ومنذ بداية الحراك لتركيا أطماع في احتلال الأراضي السورية. وأيضاً تدخلت في الشأن الليبي، لنهب خيراتها من خلال حكومة الوفاق الغير شرعية الإخوانية، وهذا دليل آخر على أن تركيا لها أطماع توسعية وهي العدو اللدود لشعوب المنطقة.
وبخصوص التعاون العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، فأن هذه القوات جاءت بقرار أممي والتعاون بين الجانبين ينحصر في إطار محاربة الإرهاب الداعشي، بدليل أن مجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية لم تستأذن أحد للحوار مع حكومة دمشق وعقدت معها عدة لقاءات، ورفضت الإملاءات الأمريكية. وعلى الرغم من أن الحكومة السورية أعلنت بأنها غير جاهزة للدخول في أي مباحثات مع الإدارة الذاتية، فأن الإدارة مستعدة لإجراء أي حوار يخدم مصلحة السوريين، لأنه السبيل الوحيد لإنقاذ سوريا من محنتها، وهذا هو مطلب جميع السوريين الوطنيين، وليس هناك سوري وطني يريد استمرار وضع الحرب في سوريا.
ولا أظن أن هناك سوري وطني يتوانى عن الدفاع عن وحدة تراب سوريا وشعبها وسيادتها، وليكن شعارنا عفا الله عما مضى، ونعم لسوريا ديمقراطية لا مركزية، وليخسأ كل المتآمرين على وطننا، وعلينا جميعاً العمل من أجل المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري، والدفاع عن وحدة التراب السوري، والعمل الجاد على إعادة الأراضي السورية المحتلة وبأقصى سرعة.