سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كاوا آزيزي: لتركيا سياسة توسعية واحتلالية في المنطقة

أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الديقراطي الكردستاني في سوريا كاوا آزيزي بأن أمريكا بالرغم من فرضها لبعض العقوبات على تركيا، إلا أنها لا تعامل تركيا كدولة معتدية وعدوانية، كونها تخدم المصالح الأمريكية بشكل غير مباشر، لأن تركيا دولة إقليمية قوية، وترغب في أن تتحول إلى دولة أساسية، أي عظمى، وأعتقد أن هذا غير مسموح به لتركيا عالمياً، وفي النهاية فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي من ستقرر كيف ستكون سورية المستقبل، والدور الروسي هو دور مكمل لدورها، وروسيا وأمريكا متفقتان على الخطوط العريضة للحل في سوريا.
وأشار آزيزي بأن الحوار الكردي – الكردي مستمر ولن يتوقف ولو للحظة، ويجب ألا ننسى الاهتمام الأمريكي والغربي الكبير بإتمام الحوار والوصول إلى اتفاق لتشكيل لجنة تمثل الكرد وكافة شعوب المنطقة قبل بدء الحوار في جنيف وبدء اللجنة الدستورية عملها، كي تجد نتائج الاتفاقية مكاناً لها هناك بتثبيت الحقوق الشرعية للشعب الكردي في الدستور السوري الجديد والاعتراف الدستوري بالقضية الكردية كأهم قضية في سوريا.
جاء ذلك في حوارٍ أجراه موقع آدار برس مع عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا، الدكتور كاوا آزيزي، وكان الحوار على الشكل التالي:
-بعد سوريا والعراق وليبيا؛ دخول تركيا على خط الصراع بين أذربيجان وأرمينيا هو تطور جديد في خط الأطماع التوسعية لتركيا العثمانية كما يقولون، كيف تقرؤون الصمت الدولي تجاه كل هذا التمادي التركي؟
لقد خرجت تركيا من حدود معاهدة لوزان منذ أن بدأت باحتلال أراض جديدة خارج حدودها الحالية، ابتداءً من احتلالها لقبرص وأجزاء من باشور كردستان، وروج آفا، وبدأت بالاستيلاء على شرق البحر الأبيض المتوسط، والتنقيب عن النفط والغاز فيها بشكل غير شرعي. وتدخلت في ليبيا عسكرياً، وبنت قواعد عسكرية في الصومال؛ وقطر، وشراء إحدى جزر السودان سابقاً، وهي الآن بدأت بالتدخل مجدداً في الصراع الأرمني الأذربيجاني؛ واعتبار نفسها طرفاً في هذا الصراع، والعنجهية التركية اكتملت بتحويل كنيسة آيا صوفيا التاريخية إلى مسجد ومازال المسلسل مستمراً.
إن القوى العظمى مهما اختلفت؛ إلا أنها تتفق عندما يتشكل قطب منافس جديد، تعتبر تركيا قوة إقليمية قوية، وثاني أكبر جيش في الناتو، لها طموح إمبراطوري، وإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وتركيا تهدد مصالح الكثير من الدول؛ لأنها أصبحت قوة عسكرية اقتصادية كبيرة، تنافس روسيا وأوروبا وإسرائيل في ذلك، أما أمريكا بالرغم من فرضها لبعض العقوبات على تركيا، إلا أنها لا تعامل تركيا كدولة معتدية وعدوانية، كونها تخدم المصالح الأمريكية بشكل غير مباشر.
لقد بدأ الغرب؛ والجامعة العربية؛ وروسيا بشكل جدي بوضع حد للتوسع التركي وسياستها العدوانية والتوسعية في المنطقة، أعتقد أن الغرب يمهل لكنه في النهاية لن يهمل، لقد وضع أردوغان تركيا في فوهة المدفع، إنه على خلاف عميق مع أرمينيا وبلغاريا واليونان وقبرص والعالم العربي وأوروبا وروسيا وغيرهم، وهذا ما سيؤدي إلى التفكير الجدي بإيقافه عند حدوده التي رسمت له.
ـ ما قولكم فيمن يرى أن تركيا مجرد أداة بيد القوى العظمى وأولها أمريكا؛ والمخطط أكبر مما نتوقع، كالتوسع العثماني؟
الحقيقة إن تركيا لا تستطيع أن تتحرك وتحتل أراضي دول ذات سيادة وأعضاء في الأمم المتحدة؛ من دون الضوء الأخضر من الدول الكبرى وأمريكا في مقدمتها، وتركيا دولة إقليمية كبيرة، ترغب في أن تتحول إلى دولة أساسية، أي عظمى، لكنها ستجابه من قبل الكثير من الدول، ولن يسمحوا لها بالوصول إلى غايتها، وسيكون حدودها الإبقاء عليها كقوة إقليمية قوية وخطيرة كونها تحاول أن تقدم خدمة لبعض الأطراف في سبيل تثبيت أقدامها في لعبة الشرق الأوسط الكبير، وأن تحظى بنصيبها من كعكة إعادة الإعمار والهيمنة في الشرق الأوسط الجديد.
لكن هناك روسيا وإيران والعرب وأوروبا وأيضاً إسرائيل لن تسكت عن الأطماع التركية في المنطقة، نعم إنها تخدم بعض الجهات، وتلعب على التناقضات الروسية والأمريكية، وفي النهاية لن تجري الرياح التركية كما تشتهيها سفنها، أعتقد أن الضوء الأخضر ورّطها بشكل أكبر في أوحال الشرق الأوسط وأنها لن تخرج منها سالمة.
-بالنسبة للوضع السوري بشكل عام، كيف ترون هذا الوضع في ظل الركود الحاصل من جميع النواحي السياسية والعسكرية، وقانون قيصر الذي لم يغير شيئاً حتى الآن من سلوك النظام السوري؟
أعتقد أن الحرب في سوريا قد انتهت، وبدأت مرحلة الحل السياسي، لكن الآن ترتب الأوراق والأفضليات والسيناريوهات المختلفة، الركود الحالي هو لتهيئة الأوضاع والعودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف، وبدء اللجنة الدستورية عملها، وقانون قيصر هو الفيصل في حل الأزمة في سوريا، القانون يمهل الحكومة السورية 180 يوماً لمراقبتها فيما تقوم به، من تبييض الأموال والأمور الأخرى. طبعاً في النهاية أمريكا هي من ستقرر كيف ستكون سوريا المستقبل، والدور الروسي هو دور مكمل، والدولتان متفقتان على الخطوط العريضة وخارطة الطريق السورية، دولة لامركزية اتحادية، جيش صغير لحماية الأمن الداخلي، المصالحة مع الجيران بما فيه إسرائيل، دولة تهتم بالتنمية وتلبية متطلبات شعبها وإعادة الإعمار، البلد دولة سلمية حيادية، لروسيا دور مهم، وطرد إيران والميليشيات جميعاً وغيرها من الأمور الأخرى.
-هل تتوقعون أن تبدأ المرحلة الثانية من الحوار قريباً بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي، خاصة وأنه مطلبٌ كرديٌّ بامتياز والشارع الكردي ينتظر ذلك؟
الحوار الكردي – الكردي مستمر ولن يتوقف ولو للحظة، إنه متعدد الجوانب، ومبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية لاقت الترحيب الكبير من قبل الجميع، وهناك رعاية دولة عظمى، كما أن إقليم كوردستان يؤيد هذا الحوار، وعلى رأسهم مسعود البرزاني، لا يمكن للحوار أن يتوقف، مسموح له فقط بالاستمرار حتى التوصل إلى اتفاق شامل، والكل جاد في تحقيق الوحدة الكردية، والمرحلة الأولى نجحت وأعتقد بأنها إحدى أكبر منجزات هذا الحوار نظراً لأهميتها.
المرحلة الثانية هي استمرار للمرحلة الأولى؛ وقد وضع لها خارطة طريق، وهي أن تكون اتفاقية دهوك أساس الحوار في المرحلة الثانية، واتفاقية دهوك واضحة، وقد اتفق الطرفان عليها قبل خمسة أعوام، وقبِل الطرفان أن تكون الاتفاقية هي خارطة الطريق، إذن المسألة محلولة. هذا الحوار يختلف عن الحوارات الأخرى (هولير 1 وهولير 2 ودهوك) هذه المرة، هناك دعم أمريكي فرنسي ألماني بريطاني وغيرهم، وأيضاً النقاشات تجري على أرض روج آفا وهذه مسألة مهمة جداً، والشعب الكردي يراقب هذه الحوارات وإلى أين ستصل، هناك مطالبة شعبية واسعة من كل الأطراف من دون استثناء تطالب بإنجاح الحوار والوصول إلى اتفاق كردي – كردي، مهما كانت الصعوبات التي تعترضها.
لذا لا خوف على النتائج بالرغم من بعض التصريحات هنا وهناك، للحوار أعداء كثر يحاولون إفشال الحوارات، لكن أصدقاء الحوار الكردي أقوى وأكثر، وأعتقد بأن حوار المرحلة الثانية أيضاً قد تحرك وبدأ العمل عليه لأنه أكثر تعقيداً ويتطلب لجاناً مختلفة وأموراً غاية في الخطورة والأهمية، كالمشاركة في الإدارة الذاتية وتأسيس مرجعية …إلخ، نحن نسميه حواراً كردياً – كردياً، لكنه في الواقع سينتقل إلى المرحلة الثالثة وهو الحوار مع كافة شعوب شمال وشرق سوريا، وسيكون لها دور في هذا الاتفاق.
ومن الواجب ألا ننسى الاهتمام الأمريكي والغربي الكبير بإتمام الحوار والوصول إلى اتفاق لتشكيل لجنة تمثل الكرد وشعوب المنطقة قبل بدء الحوار في جنيف وبدء اللجنة الدستورية عملها، لكي تجد نتائج الاتفاقية مكاناً لها بتثبيت الحقوق الشرعية للشعب الكردي في الدستور السوري الجديد والاعتراف الدستوري بالقضية الكردية كأهم قضية في سوريا.
ـ كيف ترون مستقبل الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، خاصة بعد نجاح المرحلة الأولى من التقارب الكردي – الكردي؟
هذه الإدارة مهمة جداً، لقد رسخت للعمل المؤسساتي، وقدمت الخدمات الضرورية لكافة شعوب المنطقة، وكان لها دور كبير في القضاء على الإرهاب وتحرير شمال وشرق سوريا منه، وهناك بعض الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهي محاربة الفساد بالدرجة الأولى، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، القاضي يجب أن يكون حقوقياً على أقل تقدير، تقديم الخدمات وهو أهم شيء: (الماء – الكهرباء – التعليم  – الوضع المعيشي – تطوير الزراعة وتنويعها للاكتفاء الذاتي)، يجب أن يكون هناك قانون للأحزاب، وأن تدعم حرية التعبير والرأي، توزيع الثروات على الشعب بشكل عادل كي يستفيد منه كل الناس.