No Result
View All Result
المشاهدات 0
لا تتصرف تركيا كدولة قوية منافسة للدور الروسي في المنطقة، فقد تدخّلت في سوريا عبر بوابة ضيّقة بدعمها الإسلاميين، وراهنت على استلام الإخوان السلطة.
الكاتبة السوريّة رانيا مصطفى كتبت في مقالها عن سيطرة النظام السوري على سراقب والتفاصيل الدقيقة التي أوضحت كيفية تسليم سراقب إلى النظام السوري من قبل تركيا دون أي اقتتال فكتبت: “اليوم سيطر نظام الأسد على سراقب. سُلِّمت المدينة بغير قتال، سوى مما تبقى من كتائبها المحلية (جبهة ثوار سراقب)، وغالبيتهم عناصر من الجيش الحر سابقاً، عددهم أقل من خمسين، غير إسلاميين، ولا يتلقون دعماً من أي طرف، وكانت هيئة تحرير الشام قد جرّدتهم من سلاحهم الثقيل والمتوسط، لكنهم اختاروا المقاومة حتى الرمق الأخير، رغم حصار المدينة وسقوطها نارياً، وفعلياً، مع فارق القوة النارية، والعدد والعتاد. لم تقاتل هيئة تحرير الشام، واحتفظت لنفسها بالسلاح الثقيل والمتوسط الذي انتزعته سابقاً من الفصائل الأخرى، وفضلت تأجيل معركتها الوجودية، والانكفاء في الجيب المتبقي من محافظة إدلب”.
المشهد في سراقب مُكرّر
فصائل مدعومة من تركيا انخرطت في المعركة الدائرة في إدلب وعن تلك الفصائل ذكرت رانيا: “أمافصائل “الجيش الوطني” المدعومة والتابعة لتركيا، فقد سمح لها بالقتال في ريف حلب الغربي، ومنعت من الاقتراب من مدينة سراقب وريفها، فيما تراجعت “الجبهة الوطنية للتحرير” العاملة في محافظة إدلب عن القتال، وباتت تابعة كلياً لأنقرة، مع انضمامها إلى الجيش الوطني. المشهد في سراقب مكرر عما حصل في معرة النعمان في 28 كانون الثاني الماضي، والبلدتان تقعان على الطريق الدولي “إم – 5″، مع أهمية سراقب الاستراتيجية، كونها همزة وصل مع الطريق الدولي الثاني “إم – 4″؛ ما يعني أن هناك تفاهمات سرية تركية – روسية حول تسليم المنطقة للنظام، وهو ما حصل دون مواجهات تذكر، هذا ما وضحته رانيا في مقالها حول الاتفاقيات السرية بين دولة الاحتلال التركي وروسيا”.
موقف روسي يؤدي إلى تنازلات تركيّة
الموقف الروسي تجاه تركيا يعبّر عن مصلحته في المنطقة بالضغط على تركيا لتقديم تنازلات أكبر واليوم تفعل هذا حيث أكدت رانيا عبر كتابها: “روسيا أرادت إرسال رسالة دموية إلى تركيا، عبر دفع النظام إلى استهداف جنودها، للضغط عليها لقبول ما يفرضه الروس من حلول، فيما سمحت لتركيا بالرد حفظاً لماء وجه حليفتها في كل مسارات التسوية السورية، بعد قبولها بمسار تسليم الطرق الدولية دون شروط، وإعادة توزيع الخرائط والحدود مجدداً، وطي صفحة هذه التوترات. ورغم محاولتنا تفنيد العوامل السابقة، إلا أن التنازل التركي لروسيا، في ملف إدلب يبقى محل تساؤل، رغم أن تركيا تسيطر على عشرات الآلاف من المقاتلين السوريين، الذين باتوا مرتزقة لها، ترسل بعضهم للدفاع عن حكومة الوفاق الليبية التي تدعمها ضد هجوم قوات خليفة حفتر”.
مصلحتها تستدعي التمسك بروسيا!!!
نسبت الكاتبة رانيا سبب تمسك تركيا بروسيا إلى مصلحة خاصة يفضح سرية علاقتهما فتقول رانيا: “هناك سبب آخر دفع تركيا إلى التمسك بالحليف الروسي، هو عدم الثقة بحليفها الغربي والأميركي، شريكيْها في الناتو، اللذين خذلاها، في ما يتعلق بأمنها القومي، في أكثر من مرة، وغير الراغبين في توجهات حزب العدالة والتنمية، ورئيسه أردوغان، خاصة تجاه إسرائيل ودول الخليج وإيران، ولا يرغبان في توغلها في سوريا، عبر احتواء المعارضة السياسية، ودعم الطرف الإخواني ومن لف لفهم، وقد انقلب عليهم الأميركان مع ثورة كانون الثاني في مصر، كما لا يرغبان في توغلها العسكري في سوريا، ودعم فصائل متشدّدة، وبالتالي لا رغبة لدى المجتمع الدولي في إعطاء تركيا مكانة إقليمية يرونها أكبر من حجمها”.
خلاصة الكلام تعبّر عن سياستها!!!
تركيا تحاول وضع ستار عما تفعله في المنطقة وتتصرف بشكل غير مباشر لكيلا تقف كطرف منافس لروسيا في سوريا فتذكر الكاتبة السورية في مقالها: “لا تتصرف تركيا كدولة قوية منافسة للدور الروسي في المنطقة، فقد تدخّلت في سوريا عبر بوابة ضيقة بدعمها الإسلاميين، وراهنت على استلام الإخوان السلطة، ودعمت المتشددين، حتى أولئك المصنفين إرهابيين من قبل أميركا، وذلك في معركة إسقاط النظام عسكرياً، وهنا كان رهانها الخاسر، حيث كان تفشي الأسلمة العامل المهم لإضعاف الثورة الشعبية، ومبرراً لغياب الدعم الدولي، الرسمي والشعبي، ومبرراً لروسيا لدعم النظام وتمكينه. فمنذ المصالحة التركية – الروسية في 2016، عقب اعتذار أردوغان لفلاديمير بوتين عن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في 2015، وبدفع من خذلان شركائها في حلف الناتو، في ملف إسقاط الطائرة ذاته، وفي الملف الكردي، ارتأت أنقرة الانتقال إلى الحلف مع روسيا وإيران”.
اختتام الكاتبة السورية رانيا مصطفى في مقالها كان حول الموقف التركي بمحاولته خلق توازن باتفاقياتها مع روسيا وأمريكا معاً فاختتمت كلمتها: رغم محاولاتها القفز إلى الجانب الأميركي بين الحين والآخر، لتحقيق التوازن مع روسيا في الملفات السورية، إلا أنها اصطدمت بحقيقة أنها طرف غير مقبول أميركيّاً وإسرائيليّاً وعربيّاً في سوريا، ما جعلها تسلم المناطق لروسيا، بدءاً من حلب الشرقية إلى الغوطة وحمص ودرعا، والآن جاء دور مناطق إدلب، ولا يبدو أنها تحصل على أكثر من جيوب استراتيجية بالنسبة إليها، بالقرب من حدودها في ريف حلب”.
No Result
View All Result