روناهي/ قامشلو- شبيبة روج آفا يستنكرون العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، مؤكدين إن الحرية والسلام ينبعان من فكره وفلسفته، ويتساءلون بأنه كيف لمثل هذا الإنسان الحكيم أن تُمارس عليه هذه السياسات الفاشية اللاأخلاقية؟ وماذا عن منظمات حقوق الإنسان المجردة من الإنسانية؟
خروقات لا إنسانية بحق شخصية نادت بالحرية، ورفضت الاستعباد من قبِل حكومات استبدادية، ناضل الشباب والشابات من أجل إيصال صوت القائد عبد الله أوجلان إلى العالم، شبيبة قامشلو وضعوا حجر الأساس لرسم فكر وفلسفة القائد على جدران من ذهب، خطواتٌ تتجلى بالثقة نحو المطالبة برفع العزلة ورفض جميع الانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية الفاشية.
مهما ضغطوا لن يُخمَدَ فِكره الحر
وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا روناهي لقاءً مع عضو حركة الشبيبة الثورية “علي علي“، والذي أكد على إن العزلة المشددة والمفروضة على القائد هي ضربٌ من ضروب القمع، وتابع قائلاً: “فكر وفلسفة القائد ما زالت حرة طليقة، ووجوده بين الجدران الأربعة لا يعني سجن روحه وفكره، ها هو بيننا في كل وقتٍ وحين، الأمل الوحيد في الحرية والخلاص من الاستعباد يوجد في ذهنيته الحاضرة أمامنا، حيث بات قائداً أممياً ويُعتبر واحداً من أبرز الشخصيات المؤثّرة على المستوى العالمي بفكره النيّر بهدف إحداث تغيرات هائلة وكبيرة جداً باتجاه التطور الاجتماعي، السياسي والاقتصادي للوصول إلى الحريات العامة، وبالتالي الوصول إلى حرية الفرد لرفع القمع والإبادات الممارسة بحقهم”.
واستهل علي الحديث عن قدوم عشرات الشباب والشابات من مختلف دول العالم، للانخراط ضمن الشبيبة واستكشاف ودراسة القيم والمبادئ التي تجلّت في أفكار القائد أوجلان، وأنعشت الحياة من بعد الهجمات التي لا تعد ولا تحصى على شعوب المنطقة، وأردف بالقول: “هم بالتالي جاؤوا ليستنبطو ما وُرِد والأخذ به في بلدهم الأم، فهذا إن دل على شيء يدل على إن التشديد والعزلة لن تأتي بنتائج مهما حاولوا إخماد الفكر الحر، وما هي إلا ورقة ضغط على الشعب المتمسك بفكر القائد لكسر إرادته، والحد من تحرره”.
“بدأنا بالشبيبة وبالشبيبة سننتصر”
وفي السياق ذاته أشار علي إلى ريادة دور الشبيبة، والإتيان بدلائل واضحة تثبت محبة القائد لهذه الفئة، وتعزيز دور الشبيبة في بناء مجتمع راقي، حيث شدد بالقول: “بالتأكيد يتلخص دور الشبيبة في المجتمع في قول القائد حينما قال “بدأنا بالشبيبة وبالشبيبة سننتصر”، فما أعظم هذا الكلام الذي يحمل بين طياته ثقة لا يمكن إنكارها، فهو تعزيز للدور الرئيسي للشبيبة في القيام بالمسيرات المنظمة والانتفاض لكسر العزلة المفروضة تجاه السياسات الممنهجة التي تطال شخصية القائد عبد الله أوجلان, ولسوف يستمر النضال حتى تحرير القائد من سجون الفاشية التركية، لأن الإبداع يكمن في شخصية الشباب، لذلك لابد من الالتفاف حول بعضنا البعض وتشكيل يد واحدة منددة ورافضة لسياسات رأسمالية قمعية، والمناداة بصوتٍ واحد “نعم للحرية، لا للاستبداد”.
الجسد في السجن والفكر في كافة أنحاء العالم
ونوه علي أيضاً على الصمت الدولي من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية المجردة من مصداقيتها قائلاً: “باعتقاد الدول العالمية والمنظمات الحقوقية المعنيّة بحقوق الإنسان إن قطع الفكر عن الجسم يؤدي إلى الاندثار، وبفرضهم العزلة المشددة على القائد سوف يثمرون نتائج حقيقة، ولكنهم أدركوا سريعاً إن الجسد موجود في السجن والفكر مزروع في روج آفا والعالم، فكيف يمكن تجزئتنا ونحن عقل بأجساد كثيرة، لن يصلوا إلى مبتغاهم كونهم تجردوا من مصداقيتهم منذ زمن”.
واختتم عضو حركة الشبيبة الثورية “علي علي” حديثه قائلاً: “على أرض شمال وشرقي سوريا قاومنا وانتصرنا، وسنبقى على ترابها نناضل حتى الفناء”.
سياسة قمعيّة لا إنسانيّة
وفي السياق ذاته التقينا مع الإدارية في مركز المرأة الشابة بقامشلو “جانة بوطان” حيث عبّرت عن مدى حبها للقائد، وتحقيق رغبتها في السير على منابر العلم والمعرفة الخالدة في أذهان الشبيبة، مؤكدةً إن العزلة المفروضة تعتبر خرق لجميع المواثيق الدولية والإنسانية فكيف لشخصية سياسية معتقلة حيث لا يسمح له بلقاء عائلته؟، وكيف يُمنَع محاميه من زيارته والاطمئنان على صحته وسلامته؟ هذه الأسئلة لها جوابٌ واضح قانون؛ قمعي تعسفي، غير إنساني ولا يمت الشرعية بصلة.
وأشارت جانة إلى التنسيق المتبادل بين الشبيبة من خلال تنظيم نفسهم بنفسهم ورفع راية النصر بوجه العدو الفاشي التركي، وإثبات رؤيا القائد المزروعة فيهم، ونوهت بأن البنية التحتية لأي دولة كانت تبدأ بالشباب وبهم ينهض المجتمع ويزدهر، وأردفت بالقول: “كيف لنا أن ننسى دماء شهداءنا شيباً وشباباً، صغاراً كباراً، الخُطى لن تتغير والمقاومة باقية، حرة أبدية”.
محاولات فاشلة بامتياز
واختتمت الإدارية في مركز المرأة الشابة بقامشلو “جانة بوطان” حديثها قائلةً: “العزلة لن تخرج بنتائج إيجابية بل على العكس فكر القائد أصبح منفتحاً أكثر، لا يمكنكم كسره مهما حاولتم المضي في أساليبكم، لن ينفعكم ما تفعلون، والسقوط سيكون مصير كل فاشي قمعي يحاول إبادة شعب حر، وقائد ديمقراطي”.
أدوارٌ وآراءٌ مختلفة تختلف باختلاف الشخصيات، أقلامٌ تُحاكي الواقع وتَصِف السجن بالمرارة ولكن قلمي رفض هذا وأشاد بالقول؛ “سلامٌ على مُثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر، كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهر”، تحول السجن إلى مدرسة أخرى من مدارس الفكر والعقل، سيبقى القائد حراً، وسيبقى الفاشي فاشي مهما تغيرت المصطلحات والأمم.