سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قانون قيصر ..من يتأثر به أكثر؟؟؟

حسن باران –

تتوارد الأنباء وتكثر التحليلات والأقاويل عن الآثار الجانبية الكثيرة التي يصفها البعض بالمدمرة على الاقتصاد السوري المنهك أساساً، هذا الاقتصاد الذي يؤثر بشكل مباشر على الناس ذوي الدخل المحدود وكذلك على الطبقة العاملة، قيصر الذي يأتي كخطوة مباشرة من البيت الأبيض للضغط على سياسات الحكومة السورية، وإجبار الأسد على القبول بالحلول السياسية والعودة إلى طاولة الحوار، طبعاً هذا الكلام ينطبق عليه وعلى كل من يقف إلى جانبه ويدعمه بشكل أو بآخر.
القانون هذه المرة شمل 39 شخصاً ورمزاً في الحكومة السورية، وعلى رأسهم بشار الأسد وزوجته وحاشيته، هذه المرة القانون سيبدأ بتضييق الخناق على كل شخص أو جهة أو منظمة أو كيان يتعامل مع الحكومة ويدعمها بشكل أو بآخر، لكن هل يا ترى هؤلاء الكبار والرؤوس الضخمة ورجال الأعمال سيتأثرون فعلاً بالقانون؟ هل فعلا سيأتي يوم على حاشيته وداعميه من تجار الأعمال؟ هل فعلا سيأتي يوم على هؤلاء ولن يجدوا في جيبتهم ثمن ربطة الخبز؟ أو ثمن كيلو لحمة مثلاً؟ أم أنهم سيصطفون مثل غالبية الشعب في طوابير طويلة وينتظرون الحصول على جرة غاز، أو كم لتر بنزين أو مازوت حتى يتدفؤوا  هنن وأولادهم في الشتاء القارس، هل سيكون القانون فعلاً قاسياً عليه أم على الدراويش والغلابة، الذين سيدفعون بحكم العادة فواتير باهظة، بحكم العادة هم فقط أي الفقراء، يتضررون من تدهور الليرة السورية، هم فقط ينحرمون من أبسط حقوقهم المعيشية البسيطة، حال الناس لا يسُر في سوريا، لا في مناطق سيطرة الحكومة السورية، ولا في المناطق المحتلة من قبل تركيا، فهم يدفعون فواتير عدة وربطة الخبز لديهم على سبيل المثال تصل لقرابة الألف ليرة، ولتر المازوت إن وجد في المناطق المحتلة يصل إلى 1400 ليرة سورية، أما في مناطقنا في شمال وشرق سوريا الحال أفضل بكثير، والمواطن تأثر ويتأثر بانهيار الليرة، وتدهور الحياة المعيشية، لكن ممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يعملون جاهدين لاتخاذ خطوات جدية تهدف إلى تخفيف تداعيات الانهيار في الاقتصاد السوري، ها هي تحاول جاهدةً الحفاظ على الأسعار وتحاول مراقبتها، كذلك خففت كثيراً الاعباء والخسائر على قطاع المزارعين والفلاحين الذين تشتري منهم محصول القمح بما يقابل الدولار الأمريكي، تسعيرة القمح ب17 سنتاً ساهم في حل المشكلة حلاً نهائياً لا بل وجذرياً، وبالمقابل يقول صناع القرار في البيت الأبيض أن مناطق الإدارة الذاتية لن تتأثر بتداعيات قيصر وآثاره، لكن السؤال الأبرز الكثير من الساسة الأمريكان يقولون هذا الأمر فكيف سيحصل ذلك؟ وكيف سيخففون من تلك الآثار؟ فلابد من قرارات وخطوات عملية في القريب العاجل،  وأولى الخطوات إعادة فتح معبر تل كوجر الحدودي، هذه أولى الخطوات العملية إن صدق الأمريكان في أقوالهم وتصاريحهم الإعلامية الكثيرة بهذا الخصوص.. فدعونا ننتظر..!!!