No Result
View All Result
المشاهدات 1
رفيق إبراهيم-
قبل أيام قليلة شن جيش الاحتلال التركي هجوماً على مناطق الدفاع المشروع في جبال كاري بعمق باشور كردستان سميت بمخلب النسر (2)، متوهمةً أن نتائج الهجوم ستكون محسومة علّها تكون المنقذ لأردوغان وحكومته، التي باتت مصدر قلق وخوف للشعب التركي وشعوب المنطقة بشكل عام، نتيجة تخبطها في إيجاد الحلول للمشاكل التي تتعاظم يوماً بعد يوم.
فعلى الصعيد الداخلي لا يمكن حصر مشاكلها بالمشكلة الاقتصادية وانهيار الليرة التركية، بل هناك المئات من المشاكل وبخاصة فيما يتعلق بحرية الإعلام والرأي العام والديمقراطية في البلاد، ولإلهاء الشعب التركي عما يجري في الداخل أرادت حكومة العدالة والتنمية وسلطانها أردوغان فعل أي شيء لإعادة هيبتها وكان ذلك من خلال الهجوم على كاري.
ولكن ما جرى في كاري كان صفعة قوية في وجه العسكريين والساسة الأتراك عكست ضعف السياسة التركية، التي تخلفت عن مواكبة الواقع ولم تعد تعترف بأن الأوضاع في تركيا والمنطقة تغيرت وليس بمقدورها تنفيذ ما تخطط له بمعزل عن العالم.
في كاري سقطت الهيبة العسكرية التركية ما أثر على معنويات أفرادها التي باتت في الحضيض، وبخاصة أن مشكلة قتل الأسرى من قبلهم جاءت بعكس توقعاتهم، وما خططوا له بأن يعيدوهم أحياء لاستغلالهم في ازدياد أعداد المؤيدين لأردوغان وحزبه، وبخاصة أن مراحل مصيرية تنتظر الحزب وزعيمه مع اقتراب موعد الانتخابات، وهذا أيضاً فشل فيه، ما قد يجعل هذا الأمر القشة التي تقصم ظهر البعير.
وكلنا يعلم بأنه عندما يتعلق الأمر بمحاربة حزب العمال الكردستاني يكون هناك إجماع دولي وإن كان بالخفاء، والتزام الصمت إزاء ما جرى في كاري، وقبلها في حفتانين، دليل على أن المجتمع الدولي يؤيد سياسة تركيا في هجماتها الهوجاء ضد الحزب ومناطق الدفاع المشروع وضربها، وهذا ما نحن متأكدون بأنه لا إشكال لتركيا معهم في ذلك.
ولو عرفت تركيا بأن نتائج الهجمات على كاري ستكون بهذا الشكل وهذه الخسارة الفادحة لما أقدمت عليه بالأصل، ويبدو أن حساباتهم كانت خاطئة لذلك كانت النتائج وخيمة، إذ خططوا بحيث تكون النتائج حتمية ومضمونة لصالحهم مئة بالمئة.
لكن قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) كان لهم رأي آخر فلقنوا الجنود الأتراك وسياسييهم درساً في القتال والفداء من الصعب نسيانه، والأخبار التي وردت من هناك أصابت الشارع التركي بالذهول، والساسة والمسؤولون الأتراك أصابهم الهيستريا حتى بات معظمهم يرفض التحدث لوسائل الإعلام عن سبب الهزيمة النكراء التي لحقت بهم، والبعض الآخر تحدث وأقر بالخسارة والهزيمة، وهذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا التغيير الجذري عند العسكريين والساسة.
ومن نتائج الهزيمة المشينة أن القوات الغازية بالكاد استطاعت الانسحاب من ساحة المعركة، ولولا مشاركة الطيران الحربي والمسير لما تمكنوا من الخروج أحياء، ومع ذلك كانت خسائرهم كبيرة في الجنود، وبعد انتشار أخبار المعركة في الشارع التركي اقتنعت الغالبية العظمى منهم بالخسارة وأقروا بالفشل الذريع لقواتهم في كاري.
الآن على الكرد جميعاً أن يعلموا بأن ما حدث في كاري إنجاز عظيم ونصر مؤزر للكرد جميعاً ضد عدوهم الأوحد تركيا، التي لا تدخر جهداً في محاربة الكرد حتى ولو عاشوا خارج كوكب الأرض.
No Result
View All Result