روناهي/ الحسكة- في الوقت الذي تواصلت فيه الشكاوي بشأن الواقع الخدمي بمختلف قطاعاته بشكل عام، طالت هذه الشكاوي القطاع الصحي الذي عملت الإدارة الذاتية على تحسينه منذُ الوهلة الأولى بحسب إمكاناتها.
فرضت الأحداث المتوالية على مناطق ريف مقاطعة الحسكة الجنوبي، وتراجع الخدمات خلال السنوات التي شهدت فيها المنطقة معارك متواصلة بين الفصائل المتصارعة للسيطرة عليها والتي أنهتها قوات سوريا الديمقراطية بطرد مرتزقة داعش منها في شباط من العام ٢٠١٦.
المُتنفس الوحيد للأهالي!
وبهذا الخصوص اشتكى المواطن علاء العلي ٢٨ عام، من غياب الكوادر الطبية المختصة، وعدم تفعيل مشفى الشدادي وقلة الأدوية بالتزامن مع ارتفاع صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، منوهاً بأن كل ذلك يشكل عبئاً على الأهالي الذين باتوا يعتمدون على المركز الصحي الوحيد في الناحية الذي يعتبر المتنفس الوحيد للأهالي، ولكن ضعف إمكانياته تحول دون رفع المستوى الصحي للناحية.
وفي السياق ذاته أشار المواطن خضر الخلف ٢٥ عام، لصحيفتنا روناهي بأنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة بشكل عام وتردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، يصطدم الأهالي بعقبة أخرى تتمثل بارتفاع أجور معاينة الأطباء الذين يندر وجودهم في ناحية الشدادي مما يجعل الأطباء الموجودين يتحكمون بسعر المعاينة بحسب أهوائهم دون النظر إلى الوضع المادي والاقتصادي للمواطنين، بحسب قوله.
وتابع بالقول: “ارتفعت المعاينة من 500 ل.س قبل أعوام قليلة إلى أكثر من 3500 ل.س وقد تزيد عند بعض الأطباء، ويعتبر مبلغ كبير إذا ما أضيف إلى قيمة الوصفة الدوائية التي تعتبر هي الأخرى غصة في قلوب الناس نتيجةً لارتفاع أسعار الأدوية وشح وجودها في الصيدليات”.
عزوف المستودعات العامة عن تقديم الأدوية
وفي السياق ذاته أشار عضو لجنة الصحة في مجلس ناحية الشدادي “صالح العلي” بأنه في ظل الأزمة الخانقة التي تعانيها المنطقة بشكل عام يعتبر مستوصف الشدادي على الرغم من الإمكانيات المحدودة هو المتنفس الوحيد للأهالي نتيجة لغياب الكوادر الطبية الذين هاجروا أغلبهم إلى أوروبا بعد تردي الوضع الأمني في المنطقة منذ عام 2012-2013، وعدم تجهيز المشفى الوحيد في المنطقة الذي تعرض للتخريب على يد مرتزقة داعش أثناء سيطرتهم على الناحية.
وتابع بالقول: “يضاف إلى ذلك تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع صرف الدولار أمام الليرة السورية وارتفاع أجور النقل بين المناطق مما جعل المستوصف القبلة الوحيدة للأهالي حسب الإمكانيات المتوفرة لديه”.
وأضاف العلي بأنه إذا ما صادف المستوصف حالة حرجة وخطرة فإنه يجري نقلها عبر سيارة الإسعاف إلى مشافي الحسكة.
وختم عضو لجنة الصحة في مجلس ناحية الشدادي “صالح العلي” حديثه منوهاً إلى أن ناحية الشدادي تعاني نقص حاد بالأدوية وارتفاع شديد بأسعارها بسبب عزوف المستودعات العامة عن تقديم الأدوية اللازمة لصيدليات المتواجدة في ناحية الشدادي.