قامشلو/ دعاء يوسف ـ في اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، يؤكد الناطق الرسمي باسم جمعية الجدائل الخضراء “محمود العلي” على انتهاك تركيا للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة في استخدام البيئة كسلاح حرب ضد شعوب المنطقة، وأشار إلى استخدامها أنواع الأسلحة والقذائف كافة التي تستهدف المكونات البيئية وعلى رأسها الإنسان مسببةً أضرار بيئية جسيمة على المدى القصير والبعيد تُهدد الحياة في روج آفا.
يصادف السادس من تشرين الثاني، اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني 2001م، كمناسبة لتسليط الضوء على الأضرار اللاحقة بالبيئة جراء الحروب والنزاعات المسلّحة.
تركيا تستخدم البيئة كسلاح
ويحِلُّ هذا اليوم في ظل استمرار ممارسات وانتهاكات الاحتلال التركي لحقوق الإنسان في إقليم شمال وشرق سوريا والأراضي المحتلة، واستهدافه السكان وممتلكاتهم وعناصر البيئة الطبيعية المختلفة، سواءً من خلال مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، والسيطرة على الموارد الطبيعية وتدميرها، وحرق واقتلاع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون وحرمان السكان من التواصل الجغرافي ورعاية حقولهم بصنع الحواجز والمعابر والاستمرار في بناء الجدار العازل بين المناطق التي احتلتها وأراضي إقليم شمال وشرق سوريا.
وقد استخدام جيش الاحتلال أسلحة مختلفة ضد السكان وممتلكاتهم بشكلٍ يضرُّ بالبيئة، حيث تستهدف بقصف البنية التحتية، والأراضي الزراعية، كما تستخدم أنواعاً مختلفة من القذائف والمواد الكيمياوية التي تسبب تلوث في الهواء وتُلحِق الضرر في التربة وفي الحياة النباتية والحيوانية ومصادر المياه، كما حصل أثناء احتلالها لمدينة سري كانيه والتي كانت شاهدة على الفوسفور الأبيض.
فيما تواصل احتجازها للمياه عبر السدود الاصطناعية، ومنع وصولها الطبيعي لمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، مما أدى إلى حدوث تغييرات بيئية طالت النباتات، والأشجار الواقعة على ضفاف الوديان، وتسببت في هجرة الطيور البرّية.
وتسبب تدمير محطات توليد الطاقة في حدوث أزمة كبيرة، دفعت السكان إلى استخدام الطاقة البديلة كالمولدات التي تعمل بالمحروقات التي تلوّث البيئة من خلال انبعاث الأدخنة الملوّثة للهواء والضجيج، كما استهدف محطات النفط والغاز، وقد حصل تسرّب نفطي إلى نهر جقجق في الحسكة وتسبب بحرمان المزارعين من سقاية أراضيهم، وهدد الثروة السمكية في سد الحسكة الجنوبي.
حرب بيئية
هذا وقد حدثنا المهندس الزراعي والناطق الرسمي باسم جمعية الجدائل الخضراء “محمود العلي” عن الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي في إقليم شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة: “بالرغم من قرارات جمعية الأمم المتحدة بخصوص البيئة والتغيير المناخي الذي يشهده العالم بشكلٍ أجمع، فالاحتلال التركي ومرتزقته انتهكوا حقوق البيئة والطبيعة والإنسان”.
وتحدث عما يحصل في عفرين من قطع الأشجار وتغيير ديمغرافي لمعالم المنطقة وقطع العلاقات البيولوجية بين الإنسان والأرض: “إن عفرين على مشارف التحوّل من أرض خصبة إلى صحراء قاحلة لا تصلُح للحياة، وهذا بسبب استخدامها البيئة لمحاربة السكان الأصليين”.
كما بيّن بأن ما يحدث في إقليم شمال وشرق سوريا هو تدمير لكافة الأنشطة والمشاريع البيئية والزراعية ويؤدي إلى تدهور الأراضي والموائل والتنوع البيولوجي والغطاء النباتي في البيئات البرية والبحرية، وتدمير للمنشآت الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والدينية ومرافق البنية التحتية والبيئية والأراضي الزراعية دون النظر إلى الأبعاد الصحية والإنسانية أو البيئية.
فيما يرى العلي أن هدف الاحتلال التركي من تدمير الشريان الرئيسي في إقليم شمال وشرق سوريا عبر قطع المياه وقصف المنشآت الخدمية والأراضي الزراعية: “إنهاء الحياة في المنطقة عبر قطع ارتباط الإنسان بالبيئة بشكلٍ جذري، فهو يشن حرب بيئية على المنطقة”.
انتهاك قرارات الأمم المتحدة
وعن استخدام تركيا للبيئة كسلاح حرب، يؤكد العلي على تناقض التصريحات التي تدلي بها دولة الاحتلال التركي في المنابر الدولية، وأفعالها على أرض الواقع في إقليم شمال وشرق سوريا: “تندد تركيا باستخدام البيئة كسلاح وتطالب بتدخّل الأمم المتحدة بهذا الشأن في العديد من الدول، ومن جانبها تنتهك الحياة في روج آفا من حيوانات وإنسان وبيئة”.
ويطالب العلي المجتمع الدولي بما فيها المؤسسات البيئية الدولية لوقف الهجمات المستمرة على إقليم شمال وشرق سوريا، منعاً لمزيد من الكوارث الإنسانية والبيئية التي تُشكّل انتهاكاً واضحاً وجسيماً لكل الاتفاقيات والأعراف الدولية التي تؤكد على وجوب توفير الحماية للبيئة والموارد الطبيعية للشعوب التي تتعرض للاضطهاد والسيطرة والاحتلال.
وبدورها تعمل جمعية الجدائل الخضراء على توثيق هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين وممتلكاتهم، واستهدافها لمكونات البيئة الطبيعية خلال عملياتها العدوانية في الأراضي المحتلة، وعليه يجدد “محمود العلي” في ختام حديثه بضرورة التحرك لوقف الانتهاكات، وتوفير الحماية للسكان وحماية مكونات البيئة: “إن غياب تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة شجع جيش الاحتلال على التمادي في استخدام البيئة كسلاح عسكري ضد شعوب المنطقة”.