No Result
View All Result
المشاهدات 1
من المعروف أنّ أسامة بن لادن صناعة أمريكية ضدّ الاتحاد السوفيتي، وقد انقلب السحر على الساحر، أو بالأحرى تمّ توجيه دفّة الإرهاب نحو الولايات المتّحدة، فابن لادن لم يكن إرهابيًّا عندما كان يحارب الاتحاد السوفيتي، بل كان مدعومًا بالأسلحة والذخائر الأمريكية ضدّ أسلحة الاتحاد السوفيتي آنذاك، فكان إرهابيّا في نظر الاتحاد السوفيتيّ حينها، لكن بعد أحداث أيلول (سبتمبر) أصبح إرهابيًّا في نظر الولايات المتحدة، ولم يعد إرهابيًّا في نظر روسيا، بل كانت معظم الدول العربيّة تتعاطف مع البطل الجديد؛ طارق بن زياد الجديد الذي فتح أمريكا.
يقول الكاتب الأمريكيّ توماس فريدمان في كتابه العالم في عصر الإرهاب: “بعد ما حدث في نيويورك وواشنطن، يعلم الجميع أنّ هذا سرطان مخيف لنا جميعًا، ممّا يتوجّب على كلّ دولة أن تختار إمّا أن تكون معادية للإرهاب أو داعمة له.” المشكلة هنا هي هذه اللغة الأحادية، فيجب على الكلّ أن يعرّف الإرهاب حسب مفهوم فريدمان، أو حسب الزاوية الأمريكية، على العالم أن يختار محور الخير وهو أمريكا أو محور الشرّ وهو ضدّ أمريكا، فابن لادن إرهابيّ إذا هاجم مصالح الولايات المتّحدة، وهو ليس إرهابيًّا قبل هذا الحدث، فلم يكن صدام حسين إرهابيًّا عندما قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، وأبادها عن بكرة أبيها، وبعد سنوات عدّة بات إرهابيًّا ويجب محاربته، إذًا ماذا سيفعل الكردي في حلبجة؟ هل ينتظر أن يهاجم أردوغان الولايات المتحدة الأمريكية حتّى يتعاطف السيد فريدمان مع الكرد على سبيل المثال؟ وبالتالي يكون الكرد في محور الخير؟!
يقول فريدمان: “إنّ الحركات الإرهابيّة تنمو وتقوى في الدول الفاشلة، الراكدة، الضعيفة، والفاقدة لحكومة شرعيّة، وليس في الدول المتقدّمة.” إذًا من الذي جعل هذه الدول فقيرة؟ أليست الدول الفقيرة كانت ترزح تحت الاحتلال؟ فأفريقيا كلّها كانت وما تزال محتلّة من العالم الأوّل (بريطانيا – فرنسا – البرتغال – إسبانيا…) أليست هذه الدول الفقيرة هي نتاج الرأسمالية العالميّة؟ فسعر الموز الصومالي تحدده البورصات في هونغ كونغ، وول ستريت… ولولا الدول الفقيرة لما كانت هناك دول غنيّة، وعندما تريد دولة ما أن تنهض فتختلق الدول الغنية حربًا داخليّة تجعلها في أسفل السافلين لعقود من الزمن كما الحال في سوريا، وصارت الدول تقودها الشركات العملاقة التي تضخمت وصارت كالحوت تبتلع الشركات الصغيرة، حيث لا مكان للصغار في المركز الرأسمالي العالميّ، نعم لأنّ الإرهاب ينمو في الفقر لكن من يغذّي الإرهاب؟ أليست تلك الشركات التي باتت تقود العالم؟
لقد وصلت المضاربات المالية أيضًا إلى حدٍّ تخرج عن سيطرة المؤسسات المالية الكبرى وهيئات الرقابة، مثل البنوك المركزيّة، وبدأ العنف يندلع بدرجات كبيرة في كلّ مكان، ولم يعد بوسع أحد القضاء على اندلاع القيود الأخلاقيّة التي كانت نتاج المجتمعية ثمّ سرقتها الدولتية، والآن انفلتت الأخلاق بعد انفلات السوق (الاقتصاد الرأسمالي الحرّ) وخرج من عقاله.
No Result
View All Result