No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ باهوز أحمد –
غداة انتهاء المدة المقررة لتنفيذ اتفاقية سوتشي بين الجانبين التركي والروسي يبدو أن أنقرة عاجزة عن تنفيذ بنود الاتفاقية بشكل كامل وبما فيه انسحاب المجموعات المسلحة والمجموعات المصنفة على أنها إرهابية وتسليم سلاحها الثقيل من أجل فرض منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها.
وأبدت موسكو مرونة وقدمت مهلة إضافية إلى أنقرة لتنفذ الاتفاق الروسي ـ التركي، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: “استناداً إلى المعلومات التي نحصل عليها من عساكرنا، يتم تطبيق الاتفاق، وجيشنا راض عن الطريقة التي يعمل بها الجانب التركي”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه لم يرصد يوم الاثنين “أي انسحاب أو تسيير دوريات في المنطقة منزوعة السلاح”. وأضاف: “لا تطبيق حتى الآن للمرحلة الثانية من الاتفاق، ولا مؤشرات على تنفيذها”. أكدت روسيا وأنقرة الثلاثاء أن اتفاقهما بشأن إدلب ما زال قيد التنفيذ، رغم عدم انسحاب أي من الفصائل المسلحة والجماعات التي تصنفها موسكو بأنها إرهابية من المنطقة المنزوعة السلاح، غداة انتهاء المهلة الزمنية المحددة لذلك.
ويرى مراقبون وجود ترابط وثيق بين الموقف الروسي المرن من تركيا، والرضوخ التركي المفاجئ لأمريكا وإطلاق صراح القس برانسون، رغم أن دمشق ترغب في إنهاء ملف إدلب بالقوة العسكرية ووفق معلومات شبه مؤكدة لصحيفتنا “روناهي” أنه ثمت تحركات عسكرية وتحضيرات في الخطوط الخلفية لقوات النظام في إدلب ومحيطها.
ومع بقاء الجهاديين في مواقعهم، تبدو الأطراف المعنية بالاتفاق الروسي ـ التركي وكأنها مدركة أن تطبيقه يحتاج إلى المزيد من الوقت، في الوقت الذي أبدت هيئة تحرير الشام عبر بيان رفضه الضمني غير الصريح للاتفاق مؤكدةً على بقائها في مواقعها في إدلب ومحيطها وإنها لن تسلم سلاحها وقالت: “لن نحيد عن خيار الجهاد والقتال سبيلاً لتحقيق أهداف ثورتنا”.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل جهادية أخرى على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح التي يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً. وتقع على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وانتهت الاثنين مهلة إخلاء الفصائل الجهادية للمنطقة المنزوعة السلاح، من دون رصد أي انسحابات منها حتى الآن، في وقت لم تحدد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) المعنية خصوصاً بالاتفاق الروسي ـ التركي، موقفاً واضحاً من إخلاء المنطقة.
وفي هذه الأثناء، تواردت معلومات لم تؤكد بعد عن توحّد فصائل متشددة في غرفة عمليات مشتركة وتحت مسمى “خيرة فصائل الشام”، وذلك تزامناً مع إعلان “هيئة تحرير الشام” تمسكها “بخيار القتال” وأنها “لن تتخلى عن السلاح”، وتضم الغرفة المشتركة كلاً من تنظيم حراس الدين، وجبهة أنصار الدين، وأنصار التوحيد (جند الأقصى سابقاً)، وجماعة أنصار الإسلام.، وغالبية هذه الفصائل كانت ضمن هيئة تحرير الشام.
وفي السياق ذاته قالت مراكز أبحاث مقربة من الدولة التركية أن هيئة تحرير الشام منقسمة بين تيارين فيما يخص اتفاق سوتشي، الأول بقيادة الجولاني وهو موافق ضمناً للانخراط ضمن صفوف مرتزقة الاحتلال التركي والتيار الثاني بقيادة المصري، وهذا ما يفسر سلسلة الاغتيالات التي حدثت في إدلب وريفها على مدار الأشهر الأربعة الماضية مستهدفةً قياديين في هيئة تحرير الشام، ويقول محللون: “إن هذه الاغتيالات تقف ورائها المخابرات التركية بهدف تصفية القيادات الرافضة للاتفاق”.
وفي الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري ومرتزقة الاحتلال التركي على محور قرى أم الحوش وحربل وشيخ عيس في مقاطعة الشهباء، مساء الاثنين بالتزامن مع انتهاء مهلة اتفاقية سوتشي، وبحسب المصادر المحلية لصحيفتنا، أن المرتزقة استخدموا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في قصفها لمواقع قوات النظام، مما دفع بالأخير للرد المباشر. ودفع القصف المتبادل لاضطرار الأهالي والذين غالبيتهم من نازحي عفرين للخروج من المنازل والتوجه إلى القرى والبلدات المجاورة لحين انتهاء القصف.
No Result
View All Result