سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فكرة إبقاء الحلقات الأولمبية على برج إيفل تصنع جدلاً في فرنسا

تسبّبت رغبة رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو في الإبقاء على الحلقات الأولمبية معلقة على برج إيفل بجدل في العاصمة، وحتى أن أحفاد مصمم هذا المعلم التاريخي جوستاف إيفل أدانوا هذه الخطوة.
وشكلت الحلقات الأولمبية خلفية لصور السيلفي التي التقطها زوار باريس خلال الألعاب الأولمبية التي أقيمت بين 26 تموز و11 آب في العاصمة الفرنسية، واعتبرت صورة تعكس النجاح الذي حققته باريس في استضافتها للنسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الصيفية.
وأعلنت آن هيدالجو أنها تنوي إزالة الحلقات الثقيلة جداً واستبدالها بنسخة أخف وزناً، من أجل إبقائها على المعلم التاريخي.
لكن جمعية أحفاد جوستاف إيفل ترفض هذه الخطة، وقالت في بيان “لا يبدو مناسباً لنا أن برج إيفل الذي أصبح رمزاً لباريس وفرنسا بأكملها منذ بنائه قبل 135 عاماً، يحمل رمز منظمة خارجية مضافة إليه بشكلٍ دائم، مهما كانت مكانتها”.
وقال رئيس الجمعية أوليفييه بيرتيلو- إيفل، وهو حفيد الحفيد بالنسبة لجوستاف إيفل، لوكالة فرانس برس إن العائلة لم ترَ أي مشكلة في بقاء الحلقات لفترة أطول من دورة الألعاب البارالمبية التي تختتم في 8 أيلول الجاري.
وتابع “لكن برج إيفل لا يجب أن يصبح مركزاً إعلانياً. كان ينبغي لآن هيدالجو أن تقول إنها تريد الاحتفاظ بالحلقات الأولمبية، وليس أنها قررت ذلك، ومن ثم تقوم بمناقشة الفكرة مع مجلس بلدية باريس والأفراد المعنيين”.
وأثارت وزيرة الثقافة رشيدة داتي، المعارضة لآن هيدالجو منذ فترة طويلة، شكوكاً حول الفكرة، قائلة إن زعيمة المدينة الاشتراكية تحتاج إلى اتباع إجراءات حماية المباني التاريخية.
وقالت رشيدة داتي في بيان “برج إيفل نصب تذكاري محمي، وهو نتيجة عمل قام به مهندس ومصمم هائل”.
ردود الفعل
كانت ردود الفعل على مواقع التواصل الافتراضي متباينة، لكن العديد من الباريسيين بدوا معارضين لفكرة تعديل رمز المدينة المصنف من قبل اليونيسكو ضمن التراث العالمي.
وعلقت مجموعة “إس أو إس باريس” التي تقوم بحملات لحماية معالم باريس وبيئتها، قائلة “يبلغ تاريخ برج إيفل 135 عاماً ويتجاوز حدثاً رياضياً وإعلامياً دام 17 يوماً”.
وقال رئيس جمعية “أصدقاء شان دو مارس”، الحديقة المحيطة ببرج إيفل، إن الفكرة “يجب أن تكون موضوعاً لاستشارة أوسع”.
وأضاف جيرار دير أجوبيان لفرانس برس “نعتبر أن الأولوية الأكبر هي لصيانة البرج”.
وأضرب عمال البرج لمدة خمسة أيام في شباط للاحتجاج على حالة الإهمال وحث المدينة على إنفاق المزيد على الطلاء والحماية من الصدأ.
وقال النائب عن باريس سيلفان مايار، من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، لإذاعة “فرانس بلو باري” عن فكرة آن هيدالجو “بالنسبة لي، هذا خطأ. كانت الألعاب لحظة قوية للغاية، لكن برج إيفل يجسد شيئاً خالداً”.
وسبق لآن هيدالجو أن أعلنت عن نيتها الاحتفاظ ببعض رموز الألعاب الأولمبية، بينها المرجل المبتكر الموضوع أمام متحف اللوفر بالإضافة إلى التماثيل المستخدمة خلال حفل الافتتاح.
وقالت لصحيفة “ويست فرانس” إنها تريد الاحتفاظ بالحلقات و”القرار متروك لي ولدي موافقة اللجنة الأولمبية الدولية”.
وتحرص اللجنة الأولمبية الدولية، وهي منظمة غير ربحية مقرها سويسرا، بشدة على حماية شعارها الذي تفوض استخدامه للشركات الكبرى في صفقات رعاية مربحة.
وآن هيدالجو، صاحبة الـ65 عاماً اليسارية المدافعة عن البيئة والمتواجدة في السلطة منذ عقد من الزمن، تحظى بإعجاب كثر لاسيما بسبب تقييد حركة السيارات من أجل البيئة وتشجيعها استخدام الدراجات في باريس.
لكنها تعرضت أيضاً لانتقادات مرتبطة بالنظافة في المدينة والفشل في حماية الطابع التاريخي للعاصمة.
وأصابت حملة على الإنترنت في 2021 أطلق عليها #saccageParis (تشويه باريس) والتي شارك فيها السكان صوراً للأوساخ في شوارع العاصمة، وتراً حساساً في مدينة تفتخر بأناقتها.
وقد وقّع 15 ألف شخص حتى ظهر الاثنين المنصرم عريضة على موقع Change.org ضد الإبقاء على الحلقات الأولمبية.