سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فريق راين درباسية لسيدات كرة السلة… تجربة فريدة تواجه العديد من التحديات

الدرباسية/ نيرودا كرد –

حققت فتيات من مدينة الدرباسية التابعة لمقاطعة الجزيرة في لعبة كرة السلة إنجازاً جديداً، وذلك من خلال انخراطهن في الميدان الرياضي بعد عقود طويلة من الحرمان والابتعاد.
فللمرة الأولى، تشارك فتيات من مدينة الدرباسية في رياضة كرة السلة بدوري رسمي بمقاطعة الجزيرة، وذلك عبر مشاركة فريق “راين درباسية” والذي حقق المركز الثاني بعد ثلاثة انتصارات وهزيمة واحدة.
وتعتبر هذه الخطوة تقدماً ذي اتجاهين، الاتجاه الأول هو كسر الصورة النمطية السائدة حول مشاركة المرأة في الرياضة بشكلٍ عام، والاتجاه الثاني يكمن في انخراط المرأة الرياضية في الدرباسية بالمشاركة بالبطولات الرسمية، وذلك بعد غياب وحرمان لمدة طويلة من الزمن.
ومن خلال تجربة هذا الفريق، أثبتت فتيات الدرباسية مرةً أخرى إنهن ذوات قدرة على الريادة في المجالات المختلفة، بالرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة، وخاصةً النظرة السائدة بأن الرياضة حكر على الرجال فقط.
ووجدت المشاركات في فريق سيدات “راين درباسية” لكرة السلة الطريق لتحقيق أحلامهن عبر انضمامهن لهذا الفريق التابع لمدرسة راين درباسية بقيادة الكابتن “علي فنو”، علماً أن العديد من اللاعبات كنَّ من هواة لعبة كرة السلة، إلا إنهن لم يجدنَ الفرصة المناسبة لممارسة هذه الهواية، مما زادهن إصراراً على تنمية مهاراتهن، والعمل على تحقيق أهدافهن وطموحاتهن مع هذا الفريق.
خطوة نحو تحقيق الحلم
وللحديث أكثر عن هذه التجربة الرائدة، التقت صحيفتنا “روناهي” مع لاعبة فريق “راين درباسية” لكرة السلة، “ليلى فرحان” ذات 19ربيعاً وقالت: “منذ البداية لي ميول نحو الرياضة، ولا سيما الرياضة الكروية، وعلى هذا الأساس، مارست لعبة كرة القدم، إلا أنني لم أبقَ فيها طويلاً، وذلك بسبب عدد من الصعوبات، ومع افتتاح مدرسة “راين الدرباسية” انتقلت إلى رياضة كرة السلة، والتي فضلتها على كرة القدم، واستمريت فيها إلى الآن”.
وأضافت: “كما هو معلوم، فإن للرياضة فوائد كبيرة على جسم الإنسان، فهي تجعله دائماً متمتعاً بالنشاط والحيوية، من الناحيتين الجسدية والذهنية، وهذا ما دفعني بالدرجة الأولى للاهتمام بالرياضة، وأضف إلى ذلك بأن مشاركة الفتيات في مثل هذه الرياضات تعتبر نقلة نوعية بالنسبة للمرأة، حيث دائماً ما كنا نرى المرأة في مجتمعاتنا بعيدة عن المجال الرياضي، الأمر الذي أعطى انطباعاً وكأن الرياضة حكر على الرجل وحده، إلا أن مثل هذه الخطوات تُشجع النساء على كسر هذا القالب والخروج منه”.
مباريات الفريق
ليلى تابعت بالقول: “بدايةً لعبنا مباراة وديّة في مدينة عامودا، إلا أننا لم نفُز فيها، ومن ثم لعبنا مباراة في مدينة الحسكة، ولكن مع الأسف لم نفُز فيها أيضاً، ولكن مؤخراً شاركنا ببطولة شعبية في مدينة قامشلو، وحققنا فيها المركز الثاني”.
وزادت: “تدريباتنا مستمرة بشكلٍ يومي، صيفاً وشتاءً، كما أننا نتحضر للمشاركة في مباريات وبطولات أخرى قادمة، ومن خلال تدريباتنا، نتطلع إلى الانضمام إلى البطولات المحلية والإقليمية، وحتى الدولية إذا سنحت الفرصة لنا، كما إننا عازمات على تحقيق المزيد من الانتصارات، لنثبت مرةً أخرى بأن المرأة قادرة على تحقيق النجاح دوماً”.
اللاعبة “ليلى فرحان” أنهت حديثها بالقول: “أدعو جميع الفتيات والنساء الحالمات في ممارسة الرياضة، إلى العمل على تحقيق أحلامهن، وعدم المكوث والاستسلام أمام المعوقات والصعوبات التي تُظهِرها نظرة المجتمع تجاه الرياضة النسائية بشكلٍ عام”.
التعامل مع الانتقادات
من جانبها تحدثت اللاعبة “آزرين محمد” ذات 16ربيعاً لصحيفتنا “روناهي” وقالت: “نشعر بنشوة الانتصار في تأسيس فريق سيدات “راين درباسية” لكرة السلة، لأنه الفريق الأول للسيدات في مدينة الدرباسية لهذه اللعبة، وما يميّز هذا الفريق بالدرجة الأولى هو التعامل الودي بين لاعباته، حيث إن فريقنا يضم12 فتاة، وكلنا كعائلة واحدة في التدريبات، نتساعد فيما بيننا دون وجود أية مشاكل”.
وأردفت: “في بداية مشوارنا واجهتنا العديد من الانتقادات، وكان أولها نظرة المجتمع للرياضة النسائية في مدينة الدرباسية، إلا أن كل ذلك لم يُشكل لنا أية معوقات، لأننا أصرينا على تحقيق حلمنا في ترسيخ هذه الظاهرة في مجتمعاتنا، خاصةً وأن النساء في العديد من مدن إقليم شمال وشرق سوريا قد خطين هذه الخطوة، فأردنا أن ننقل هذه التجربة إلى مديتنا أيضاً، وهذا الإصرار وضع حداً لتلك الأقاويل”.
“آزرين” أشارت إلى أن تأسيس فريق “راين درباسية” كان الخطوة الأولى للعديد من الفتيات اللاتي يهوين الرياضة، لذلك فقد أسست هذه المدرسة فريقاً متكامل للفتيات في لعبة كرة السلة، وهي بذلك تفتح الطريق أمام عدداً آخر من النساء والفتيات ليحققن حلمهن الرياضي.
اللاعبة “آزرين محمد” اختتمت حديثها بالقول: “أنا كفتاة اخترت هذا الطريق، وهو طريق تحقيق حلمي منذ الطفولة، لذلك فإنني عازمة على المضي به لتحقيق المزيد من النجاحات، كما إنني أشجع كل الفتيات الهاويات في رياضة كرة السلة إلى الانضمام إلى هذا الفريق لأنها الفرصة الوحيدة حالياً لتحقيق حلمهن”.
وبعد هذا الحديث نستطيع القول بأن الفريق قطع شوطاً كبيراً في التقدم والارتقاء بواقع رياضة المرأة بشكلٍ عام، وكرة السلة بشكلٍ خاص، ولكن هنا يأتي دور الجهات المعنية ومدى منح الاهتمام والدعم المطلوبين لهذا الفريق الذي ينحت في الصخر كون المدينة تفتقر للصالات الرياضية المناسبة لممارسة هذه اللعبة، وألعاب أخرى مثل كرة القدم، حيث لا يتوفر ملعب مُعشّب كبير في المدينة والتي تحتوي على مواهب كثيرة ولكنها بحاجة للدعم والاهتمام.