سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فرن تل حميس.. ساعات عديدة من العمل لتغطية حاجات الأهالي من الخبز

روناهي/ تل حميس ــ

لتوفير وإيصال مادة الخبز للأهالي في مدينة تل حميس، جهود مبذولة للإداريين والعاملين ضمن الفرن وفق آلية مُنظمة، لإنتاج أكثر من 4500 ربطة في اليوم.   
عانى الأهالي في مدينة تل حميس قبل الثورة من نقصٍ كبير في مادة الخبز ولتعويض النقص كان المعتمدين يتجهون إلى مدينة قامشلو، والتي تبعُد عن مدينة تل حميس 40 كم كانوا يقطعون كل هذه المسافة الكبيرة لتغطية حاجة المدينة بهذه المادة، وبسبب البعد يقوم المعتمدون بنقل الخبز من المساء ويتم توزيعه في الصباح فيتعرض للتلف بسبب نقله بكميات كبيرة ومسافات بعيدة. إلى حين افتتاح الإدارة الذاتية في عام 2018 فرن يخدم مركز المدينة ويغطي النسبة الأكبر من احتياجات الأهالي.
أهم ثمرات الإدارة الذاتية
ولمعرفة المزيد عن الآلية والهدف الأساسي من تأسيس الفرن في مدينة تل حميس؛ التقت صحيفتنا “روناهي ” الإداري في فرن تل حميس “حماده الشلال” والذي أشار في بداية حديثه إلى “تأسس الفرن عام 2018 وجاء هذا التأسيس استجابةً لمطالب أهالي المدينة من أجل توفير مادة الخبز، بسبب الحاجة الماسة فهو المادة الأساسية التي لا يستغني عنها الإنسان”.
والذي يساعد على تنظيم خطة العمل داخل الفرن وسيره، هو تقسيم العمال إلى اختصاصات فمنهم من كانت مهمته العمل على العجانة ومراقبتها، وقسم آخر مهمتهم مراقبة الخبز منذ خروجه من العجانة مروراً ببيت النار حتى وصوله إلى مرحلة التكييس، حيث يوجد عمال خاصين بتكييسه ومن ثم نقله إلى عمال مهمتهم ترتيبه في سلال خاصة، بحيث يتم تنظيم تلك السلال بما يناسب الحفاظ على الخبز حتى يتم وصوله إلى المُعتمد الذي يقوم بتوزيعه على الأهالي.
آلية العمل
فلا يسعنا ألا تشبيه عمال الفرن بخلية النحل التي تعمل بكل نشاط وحيوية وبدقة منتظمة وأضاف الشلال: “هناك 24 عاملاً منهم 19 رجلاً وخمس نساء فيبدأ الدوام من الساعة الخامسة صباحاً إلى الخامسة مساءً، ويتم خبز 4550 كغ يومياً عدا عطلة الجمعة، أي ما يعادل 4740 ربطة وسعر الربطة 1400 ليرة سوريّة للكومين وتحتوي على تسعة أرغفة ووزن الربطة كيلو ومئة غرام”.
الدور الفعّال للمرأة في عمل الفرن
شكّلت المرأة دوراً فعالاً في العمل بالفرن فهذه التي تُعيل عائلة وتلك تُربي يتامى وتلك تًعالج أباً وأماً مريضين فالتقينا بإحدى العاملات في الفرن من القسم النسائي وهي “وصائف العبد الله” البالغة من العمر 35 عاماً، وهي مُطلقة منذ 15 عاماً وتُعيل ستة أشخاص أبنائها الثلاث وأمها المريضة وأختها.
فهنا نرى الإرادة الصلبة لدى المرأة الجبارة المناضلة، والتي تُشارك بمختلف مجالات الحياة الصعبة، فحدثتنا وصائف: “إن هذا العمل هو بمثابة فرصة جيدة لي لتأمين متطلبات منزلي وإعالة أسرتي”.
فيتم توزيع الخبز على مركز المدينة فقط، ويجب على العمال الالتزام بالعمل وأي عامل لا يلتزم بالنظام يتم إنذاره، لأجل ضبط آلية العمل.
وعند حصول أي عطل في الفرن يتم إصلاحه على الفور من قِبل فنيين مختصين بهذه المهمة، فهو مزود بكافة المستلزمات.
وفي النهاية عبّر العمال عن حبهم لعملهم وعدم تقاعسهم فيه، لأنهم أمل الكثير من الأهالي في المنطقة، ولكنهم في الختام تمنوا من الجهات المعنية بأن يبذلوا قصارى جهدهم على تأسيس فرن ثاني لتخفيف ضغط العمل عليهم ولتخفيف المسؤولية عنهم، “ولننعم ببناء بلد جميل يسوده العيش المشترك والحياة الهادئة التي تتوفر بها كافة مستلزمات الحياة”.