الحسكة/ محمد حمود ـ أوضح المعارض السوري، ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا فراس قصاص ما تعرض له الحزب من الهجمات الإعلامية المضللة، وأشار إلى أنها جزء من سياسة الحرب الخاصة الممارسة على المنطقة، وأكد أن حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، سيبقى رافعاً قيم العيش المشترك والاعتراف بالآخر وأخوة الشعوب، وأحد المدافعين عن تجربة الإدارة الذاتية..
أجرت صحيفتنا حواراً مطولاً مع المعارض السوري، ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص، في الجزء الأول تحدث عن الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري، وكيفية إيجاد الحلول لها، وأن مبدأ الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل لإنهاء المعضلة السورية وقضايا المنطقة العالقة.
وفي الجزء الثاني تطرق إلى الهجمة الإعلامية المضللة، التي تعرض لها حزب الحداثة في الآونة الأخيرة، وكيفية التغلب على الحرب الخاصة، التي تعرض لها، وأن الحزب سيكون حاملا قيم العيش المشترك، وأخوة الشعوب ومن أوائل المدافعين عن فكر القائد عبد الله أوجلان.
وإليكم الجزء الثاني من الحوار:
ـ تعرض حزب الحداثة لهجمة إعلامية مضللة مؤخراً، من يقف خلفها برأيكم؟
ليست هذه الهجمات جديدة على الحزب وتجربته، ومثله مثل العديد من مؤسسات الإدارة الذاتية، وأحزابها، وقد سعت العديد من القوى المرتبطة بالنظام، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى تعطيل مسيرة حزبنا، ووضع العصي في عجلة حركته، فتعرض الحزب، لانفتاحه على التغيير المجتمعي، وإصراره على النهوض بالشخصية الوطنية السورية، إلى اختراق من شخصيات انتهازية، كانت محسوبة في مجتمعها على الاستبداد السياسي وحزب البعث، وبعضها عمل بالفعل لدى مخابرات النظام السوري، وهؤلاء لا يمتلكون الحد الأدنى من الأخلاق.
هؤلاء الأشخاص كانوا منضمين لصفوف الحزب، ويحملون أفكاراً مزدوجة بتقربهم من تجربة الإدارة والأوجلانية، فيتحدثون بالعلن أنهم موالون وممجدون لها، بينما في قرارة نفوسهم فهم يعملون لإفشالها ومعاداتها، فقد حاولت تلك الجهات تخريب علاقة الحزب بمؤسسات الإدارة الذاتية بشكل عام، وعملت بوضع العديد من الأسافين بينها وبين قادة ورواد تجربة الإدارة الذاتية، ساعين إلى إبعاد الحزب عن دعم التجربة الرائدة في المنطقة، إلا أن التجربة التنظيمية للحزب وترسخها وتعدد سياقاتها، قد حافظ على صموده ودعمه واحتضانه لفكر الإدارة الذاتية الديمقراطية وقيمها الفكرية والإنسانية.
وكانت هناك محاولات سابقة تم إفشالها، والآن يتعرض حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، لهجمة جديدة هدفها ضرب السياسة، التي ينتهجها الحزب وإبعادها عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، لقد تجاهلنا الموضوع في البداية، ولم نولهِ الاهتمام البالغ، سيما أن البداية في محاولة تخريب صفوف الحزب، وكانت تلك التصريحات تحت اسم وهمي، ترمي بسيل من التهم والشتائم، بعضها ساخرة، وتدل في معظمها على ضحالة من يشرف عليها، وقلة وعيه. إلا أننا واحتراما للرأي العام في مناطق الإدارة الذاتية، التي كانت على دراية بالهجمة وفصولها، وتمسكا بالشفافية، التي ميزت العلاقة بيننا، بداية تم اتهام الحزب بالفساد، وهذه كانت التهمة الأخطر، التي يجب التوقف عندها، لأتساءل أي فساد هذا؟ هل شارك الحزب في أي مؤسسة وثبت مشاركتهم بالفساد الإداري أو غيرها؟ وهل استخدام الحزب كتلة مادية متواضعة، في حضوره وتوسيع نشاطاته، وترتيب بنيته التنظيمية، وتوزيع هذه الكتلة على متفرغيه ونشاطاته، وعلى مصاريف مكاتبه المختلفة، التي يمكن الإشارة إليها على أنها فساد.
ثم تم توجيه الاتهامات لي شخصياً، بعدم انسجام بين ما أدعو إليه من مبادئ وبين حياتي الشخصية، لا سيما ما يخص الادعاء، إن إيماني بحقوق المرأة يتناقض مع ممارستي وسلوكي في حياتي اليومية والأسرية، ويجب الرد عليه رغم ما ورد فيه من إسفاف وكذب لا يستحق الرد، فأنا لم أكن يوما مؤمنا بتعدد الزوجات، وكنت دائماً رافضاً للفكرة، لم أتحرش قط بسيدة، ولم أتجاوز أو أسيء لأي امرأة، وفي أي مرحلة من مراحل عمري، بل كنت على النقيض من ذلك، والكل يشهد بأنني مارست دورا تحريريا وتنويريا مع كل امرأة ارتبطت بها بعلاقة صداقة أو قرابة، أماً كانت أو أختاً أو زوجة أو بنتا أو زميلة لي في الحزب، والمغرضون تناولوا بعض الأسماء الحقيقية للنساء في بعض المنشورات، وأضافوا لها أسماء أخرى لادعاءات الحملة الواهية، وتلك الأسماء لا أعرفها بتاتاً، وعرضها ما هو إلا دسا للسم في العسل وتضمينا للكذب وتقديمه في قالب مضلل على أنه حقيقة.
وايضاً خلال الحملة المغرضة تم اتهامي بالاستبداد، وعدم الدعوة إلى مؤتمر عام يتجاهل أو يتعامى عن مسألتين على عملية أتمتة المفهوم السياسي للحزب التي اعتمدناها إبان تأسيسه، الأولى وهي أقرب إلى وقوع تعذر عملي يعيق الذهاب إلى مؤتمر عام، بأن الحزب يعمل بمقاربتين تنظيميتين الأولى علنية في مناطق شمال وشرق سوريا، والثانية سرية في مناطق حكومة دمشق، وفي مناطق المجموعات المرتزقة العميلة والمتطرفة، ومن الخطورة بمكان مشاركة هؤلاء في أي مؤتمر علني للحزب، و بالتالي امتناع الذهاب إلى أي مؤتمر دون تمكين جميع أعضاء الحزب من المشاركة الآمنة فيه، ما سيؤدي لعدم شرعيته.
في حين أن المسالة الثانية متعلقة باستمرارية الدور التنويري وآلية الاصطفاء الديمقراطي داخل الحزب، حتى توافر الشروط لتجاوز العقبات التي تطرحها المسألة الأولى، بما يساعد في الحفاظ على الخط النهضوي للحزب واستكمال بناء الشخصية الحداثية والديمقراطية، وتكوين أساس وأرضية لتجذير الحداثة والديمقراطية وقيمهما في المجتمع السوري، إضافة الى الاستمرار على الخط السياسي والفكري المنسجم مع قيم ومشروع الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا.
ـ ما الغاية من الهجوم المغرض على حزب الحداثة والديمقراطية؟
تحدثت في حديثي عن أسباب وغايات الهجوم على الحزب، ولكن بإمكاني أن أتعهد للرأي العام، وهو تعهد يعرفه عني جميع منتسبي الحزب، أنه وبعد أن يتم تجاوز العقبات التي تمت إثارتها، سيتم الدعوة إلى مؤتمر عام سأشارك فيه دون أن أترشح إلى أي مستوى قيادي في الحزب، لأكون عضوا عاديا أدعم حزبي من أي موقع تنظيمي.
ويجب أن أؤكد في سياق إجابتي على حملة التضليل والقذف، التي تجري بحق الحزب، توضيحا واستكمالا، فأنا لم أحصل على أي مبلغ مهما كان صغيرا لقاء تفرغي للعمل في صفوفه، لا في مرحلة نشاط الحزب العلني في مناطق الإدارة الذاتية، ولا في أي مرحلة سابقة، وأن علاقتي بالحزب لم تحمل لي إلا المزيد من التعرض لهجمات التخوين والتكفير والتعدي، والقذف التي سيرتها قوافل الاستبداد والتطرف الديني والإثني والشعبوي، ولا يدفعني على تصميمي بمتابعة العمل في الحزب إلا الإيمان بمبادئه، التي اعتبرها قيما ذات وزن وجودي تمنح المعنى لتجربتي وعلاقتي بالحياة والعالم. وبهذه المناسبة أدعو تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلى سن قانون لمكافحة الجرائم الالكترونية، وأن تمهد له عبر توفير آليات الكشف التقني عن مرتكبيها، الأمر الذي يصون حقوق الأحزاب والمؤسسات والشخصيات الاعتبارية.
ـ إلى أي مدى تستطيعون طمأنة منتسبي الحزب وجمهوره بأنكم تستطيعون مواجهة الحرب الخاصة وإفشالها؟
بكل صدق أقول، إن أعضاء ومنتسبي الحزب هم سياجه المنيع، وموطن تماسكه، وهم الذين منحوه قدرته على الاستمرار، لأنهم رواد حداثة وديمقراطية، وأصحاب مصلحة معرفية ونضالية في استمرار حزبهم، وإن إيمانهم بالحزب وبتجربته وبمطالعاته النظرية وبتركيبته ورهاناته التنظيمية، هي التي دفعتهم لحمايته وتقوية تجربته واستمرارية مسيرته النضالية، ولعل الاصطفاء والتمكين، الذي جرى للشخصية الديمقراطية في صفوفه، وفي مستوياته التنظيمية المختلفة، هي التي جعلت منه حزباً متماسكا ومنسجما أكثر فأكثر، وعصيا على من يحاول بث السموم في صفوفه، إلى درجة أن الهجمة الحالية، التي يتعرض لها الحزب اليوم، والتي قصدها سؤالك، لم تجد اسما واحد من الحزب تستند إليه في ادعاءاتها، الأمر الذي يؤشر بما لا يقبل الشك أن الحزب ماض في مشروعه الديمقراطي، ولن يتزحزح قيد أنملة عن خطه ومساره الذي نحته بصعوبة، وكلنا ثقة بأن الحزب لن تهزه مثل هذه الادعاءات الكاذبة.
أخير أود أن أؤكد وأعلن من خلال منبركم، الذي نثق به، أن حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، سيبقى رافعاً قيم العيش المشترك والاعتراف بالآخر وأخوة الشعوب، وأحد المدافعين عن تجربة الإدارة الذاتية، والتي نمثلها في عموم البلاد، وسنكون من أوائل المدافعين عن فكر الأوجلانية، ومن حلفائها وداعميها في سوريا.