يسعى النظام الدموي السوري الشوفيني ومنذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، والتي تحولت إلى مواجهات مسلحة فيما بعد، بشتى الوسائل عبر العالم تجنيد عملاء لها في شمال وشرق سوريا لتنفيذ أعمال إرهابية، وبث الإشاعات لتشويه صورة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، وفي سبيل ذلك دأب على تجربة الكثير من الأساليب الخبيثة لضرب النسيج الاجتماعي السوري عبر خلق الشقاق لوأد حالة العيش المشترك بين المكونات السورية، والتي تجسدت في مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.
وما بيانات وتصريحات مسؤولي النظام في دمشق إلا تأكيداً على السقوط الأخلاقي له ولحلفائه، فعبر تهديداته اليومية ومحاولاته لخلق فتنة في شمال وشرق سوريا وخاصة بين العشائر العربية الأصيلة والتي تعرف جيدا كيف تعمل دوائر المخابرات السورية، لبث السموم في المجتمع السوري ليس فقط في شمال وشرق سوريا إنما على كامل الجغرافيا السورية والتي أصبحت مكشوفة للجماهير السورية، فإن هذه العقلية البعثية الشوفينية لا تختلف عن عقلية حزب العدالة والتنمية بقيادة الديكتاتور أردوغان قاتل الأطفال وخليفة المنافقين.
وهنا لا بد لنا من التنويه الى أن هذا النظام الأمني الدموي هو نفسه الذي اختطف الشيخ معشوق الخزنوي في العاصمة دمشق بتاريخ الـعاشر من أيار 2005 من قبل أجهــزة مخابراته، ليتم إعلان استشهاده في الأول من حزيران ذات العام وتسليم جثمانه إلى ذويه في مدينة دير الزور، للإيحاء والدفع باتجاه توجيه أصابع الاتهام إلى أبناء دير الزور بقتل الشيخ الخزنوي، والهدف كان إشعال الفتنة ببن أبناء الجزيرة من الكرد والعرب، كما هو حاله اليوم، ولكن ما يتناساه هذا النظام المجرم أن الشعوب السورية باتت على دراية تامة بممارساته وأحابيله، ويتهامى هذا النظام أنه لن يستطيع الوصول الى مبتغاه.
والآن علي مملوك لديه مخطط قذر لضرب الكرد بالعرب وذلك عبر عمليات الاغتيال الشخصيات الهامة والمؤثرة ضمن الشعبين العربي والكردي في مناطق الجزيرة ودير الزور والذي بدأ فيه باغتيال الأستاذ المحامي عمر علوش بتاريخ ١٥/ ٣/ ٢٠١٨، وبذلك يؤكد هذا النظام مرة أخرى عدائه للشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه.
لا ريب في أن السقوط الأخلاقي وانعدام القيم الإنسانية عند هذا النظام الأمني الدموي تسبب بإضاعة فرص ذهبية لإنهاء الأزمة السورية، وأغلق أبواب دمشق أمام أي حل في المدى المنظور، وأدى أيضاً إلى إنهاء أي مبادرات للحوار السوري السوري، ناهيك عن كونها مصدر المؤامرات والفتن الهادفة لتفكيك النسيج الاجتماعي السوري، وليس من الغريب والحالة هذه أن يكون الخاسر الأكبر هو نظام البعث وأبواقه العنصرية، فهم يجهضون ولادة سوريا جديدة قائمة على أسس الديمقراطية والتعددية واللامركزية تكون فيها سوريا لكل السوريين بدستور جديد يتم إقراره عبر استفتاء شعبي، ولكن جراء هذه السياسات والمؤامرات المحاكة من قبل حزب البعث ضد المكونات والشعوب السورية فهم الصف المعادي لسوريا وشعبها.
ومن نافل القول إن من سيجهض هذه المؤامرات والفتن هو هذا الشعب العريق بكل قومياته وأطيافه وبكل عشائره العربية والكردية وبكل أديانه، وهم يضعون أيديهم بأيدي بعضهم ويوحدون خطابهم السوري الديمقراطي وأخوة الشعوب، وهذا هو السلاح الأنجع الذي لن يسمح لهم بالوصول الى أهدافهم العنصرية المقيتة بين أبناء الشعب السوري.
حتمية انتصار الشعوب السورية يستند إلى مفهوم أخوة الشعوب وليس المفاهيم العنصرية، ومواصلة ترسيخ المفاهيم السامية من عيش مشترك بين جميع المكونات، ومبدأ الأمة الديمقراطية هو المضاد الشافي لعلل الشوفينية والعنصرية، وهذا ما يحتم علينا جميعا أخذ كافة أسباب الحذر من تلك الأعمال والأفعال التي يقوم بها النظام البعثي في محاولاته الدؤوبة لزرع أسباب التفرقة والشقاق بين مكونات المجتمع في شمال وشرق سوريا، بل وسوريا عموماً.